بالتزامن مع انعقاد المنتدى العالمي للتعليم بلا حدود ‬2011

مناقشة ‬36 ورقة عمل طلابية في مؤتمر التعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس فعاليات مؤتمر التعليم بلا حدود ‬2011 في دورته السادسة وذكراه السنوية العاشرة بتنظيم من كليات التقنية العليا، تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «الحلول الإبداعية للتحديات العالمية»، وناقشت الجلسات ‬36 ورقة عمل طلابية في كلية دبي للطلاب بالتزامن مع انعقاد منتدى التعليم بلا حدود ‬2011 وقدمت ماريانا ميرون من جامعة أمستردام، هولندا المتخصصة في علم الاقتصاد ورقة عمل حول التعليم بعد الأزمة المالية العالمية خلال الأعوام ‬2008-‬2009. والقت ماريانا الضوء بصورة خاصة على انخفاض الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع الدين العام المتراكم على دول كثيرة قبل وخلال الأزمة. وركزت على الإجراءات الصارمة التي اتخذتها هذه الدول أو تنوي اتخاذها في ما يتعلق بتخفيض الميزانية في الفترة ما بعد الأزمة. وأخذت ماريانا في ورقة العمل بعين الاعتبار توجهات الحكومات بالنسبة للتعليم في الأنظمة الليبرالية كالولايات المتحدة الأميركية والأنظمة التي تقوم على الدعم الحكومي كأوروبا، مع محاولة تحديد تأثير الأوضاع المالية الجديدة على التعليم، حيث إن التعليم هو الحجر الأساس لبناء مجتمع سليم ولإحداث التغيير المنشود في المجتمع وتطوير قدرات وإمكانيات أفراد المجتمع. وبينت ماريانا أن هنالك بعض الأفكار التي من شأنها المساهمة في تخفيف هذا التأثير عن طريق استخدام الطرائق التعليمية الإبداعية وتقنيات الإنترنت.

 

تعزيز المشاركة

واستعرض خالد جاد من جامعة أمستردام والمتخصص في علم الاقتصاد، هولندا في ورقة عمله تعزيز المشاركة الإيجابية في الحياة حيث قدم فكرة واضحة عن المستويات المختلفة للترابط في عالمنا مؤكدا أن مستوى التآزر بين البيئة والمجتمع هو الذي يحد من أو يعزز فاعلية أية سياسة. من هذا المنطلق، من المهم التعامل مع هذه المسائل ليس ككيانات منفصلة ومستقلة، إنما باستخدام طريقة شاملة متكاملة.

 

التحديات الجامعية

وتحدث الطالب البيرتو كسودو من جامعة بوكوني التجارية، إيطاليا حول التحديات الجامعية: منصة إلكترونية تتيح فرصة الحصول على معلومات للطلبة حول المسابقات والمؤتمرات. وقد ارتأى البيرتو تنفيذ مشروع التحديات الجامعية في شهر أبريل ‬2010 وهو عبارة عن موقع إلكتروني يجمع المعلومات الوافية حول المسابقات والمؤتمرات المتاحة لإتاحة فرصة الحصول على هذه المعلومات المجانية للطلبة الجامعيين حول العالم.

وتتمثل رسالة الموقع في تضييق الفجوة بين الطلبة والمعلومات التي يحتاجونها. ويتيح الموقع للطلبة تبادل المعلومات المتوفرة لما فيه فائدة ونفع للآخرين، وجاءت هذه الفكرة كون في عالمنا المعاصر، نجد الكثير من المسابقات والمؤتمرات التي تتيح الفرص القيّمة لطلبة الجامعات لتوسيع معارفهم والفوز بمكافآت مالية والحصول على فرص عمل، بيد أن العديد من الطلبة يجهلون توفر هذه الأنشطة والأحداث المتنوعة، وذلك نظراً لعدم توفر موقع يجمع جميع المعلومات وبسبب استقلالية كل حدث. بالإضافة إلى ذلك، تسعى بعض المدارس لتوفير المعلومات حول الأنشطة لطلبتها بينما لا تبذل المدارس الأخرى أي جهود في هذا المجال.

 

تمكين الطلبة

من جانبه قدم جريغ نانس، رئيس مجلس الطلبة من جامعة شيكاجو، الولايات المتحدة الأميركية ورقة عمله وتطرق إلى تمكين طلبة الجامعات وشباب المدن من خلال تسخير الفرص التجارية والمشاريع لإحداث التأثير الإيجابي. وأشار الى أنه لم تنجح الأنظمة التعليمية حول العالم في مساعدة الطلبة على بلوغ أقصى طاقاتهم الكامنة. فقد ثبت عدم فاعلية وارتفاع تكلفة الإصلاحات الرامية إلى إعداد الطلبة للانتقال إلى المرحلة المقبلة من حياتهم. وأكد أن أحد أسباب هذا الفشل يكمن في عدم تحديد الأولويات. فإن قلة من طلبة الثانوية العامة مزودين بالمعارف والأدوات العملية اللازمة لصنع القرارات لتشكيل مستقبلهم. خلال فترة الانتقال من المدرسة الثانوية إلى الكلية، يضطر الطلبة إلى اتخاذ مجموعة من القرارات المالية الصعبة، مثل التزامات القروض الطلابية، والمساعدة المالية، ومدفوعات بطاقات الائتمان، وخلق التوازن بين الميزانية المتوفرة والدخل المتدني. لذا يجد الكثير من الطلبة أن فرص التعليم الجامعي غير متاحة لهم، خاصةً وأن ليس لديهم المعلومات اللازمة لاتخاذ مثل هذه القرارات المالية المصيرية.

وأشار جريغ إلى انه لمعالجة الأسباب الأساسية للفقر وتضييق فجوة المعلومات، قام بتأسيس مؤسسة حَُم؟ُّوىًَ التي توفر المشرفين الماليين للطلبة بهدف تزويدهم بالمهارات الحياتية المالية وريادة الأعمال. ويركز هذا البرنامج على إكساب الطلبة القدرة على التوفير وإعداد الميزانية وتحديد الأهداف بصورة فاعلة لمواجهة المستقبل. ويقوم الطلبة بتطبيق هذه المهارات المكتسبة لتأسيس عمل خاص ناجح يديره الطلبة بحلول نهاية الفصل الدراسي مما يسهم في تمكين هؤلاء الطلبة المحتاجين من أخذ زمام الأمور في تشكيل مستقبلهم. من هنا فإن مثل هذا النموذج الفاعل قادر على تمكين شباب المدن وإحداث التغيير الإيجابي.

 

عمل المرأة

واستعرضت جوردين آرندنت من جامعة سانت كاثرين، الولايات المتحدة الأميركية في ورقة عملها التجارة العالمية وعمل المرأة في المغرب: تحليل الأسباب والتداعيات وردود الفعل وهي متخصصة في علم الاقتصاد،و تهدف هذه الورقة إلى الكشف عن تأثير التجارة العالمية على عمل المرأة في المغرب. فقد غيّر برنامج صندوق النقد الدولي في المغرب طبيعة عمل المرأة، كما ساهمت الخصخصة في تأنيث حقل صناعة المنسوجات في المغرب، ويُنسب ذلك إلى دور المقاولين من الباطن الأوروبيين في صناعة المنسوجات، حيث تواجه النساء العاملات في مصانع المنسوجات المغربية اليوم صعوبات جمة وتتعرضن لظروف عمل قاسية لإعالة أسرهن. وأكدت جوردين في ورقة العمل أن التجارة العالمية قد أثرت بصورة عامة سلباً على المرأة بشكل خاص نظراً لإعطاء الأولوية لتعزيز التنمية الاقتصادية بدلاً من الموارد البشرية.

وركزت هذه الورقة على العلاقة بين علم الاقتصاد وحياة المرأة اليومية حيث غالباً ما يغفل علماء الاقتصاد وصانعو السياسات عن هذه العلاقة الوثيقة. لذا، تهدف الورقة إلى فحص هذه العلاقة بين علم الاقتصاد وحياة المرأة اليومية عن طريق تحليل الأسباب المحددة لوضع المرأة المتغير في القوة العاملة، وطبيعة عملها، وردة فعلها لبيئة العمل، وتحلّل الورقة تأثير التوجهات الاقتصادية الغربية على الهياكل الاجتماعية في المغرب التي تُعتبر دولة مسلمة. وتشير إلى أن قدرة العاملين المغربيين في مصانع المنسوجات على تسخير الفرص التجارية لإحداث التأثير الإيجابي تخدم كدراسة حالة هامة بالمقارنة مع مساعي الاقتصاد الانتقالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لاعتناق أو رفض التوجهات الاقتصادية الغربية.

 

تقنيات المعلومات

الطالب حمزة زيدي من الباكستان قدم ورقة عمل حول تقنيات المعلومات والاتصال كوسيلة للتخلص من أوجه القصور في التعليم على الصعيد العالمي، حيث أكد أن في عالم الإبداع الثوري الجديد، يواجه المجتمع العالمي مشكلة جسيمة، الا وهي الافتقار إلى المساواة في فرص التعليم. وتساءل حول اطلاق اسم «القرية العالمية» على الأرض . لكن هل هي فعلاً كذلك؟ في المناطق العمرانية والمدن، نعم. غير أن الاتصالات العالمية ليست متاحة لدول العالم الثالث والمناطق القروية.

تلقي هذه الورقة الضوء على ثورة المعلومات والنمو في حجم المعرفة بمساعدة التقنيات التعليمية الإلكترونية والمعلوماتية. فمن الممكن تعزيز إتاحة فرص التعليم عن طريق تمكين الطلبة المحتاجين من التواصل مع الطلبة الأكثر تطوراً وبالتالي التخلص من أوجه القصور في التعليم، ليس فقط على الصعيد المحلي، إنما على الصعيد العالمي، ومن هذا المنطلق يمكن تحسين النظام التعليمي من خلال الأدوات والخدمات والمصادر التعليمية التي تعتمد على تقنيات المعلومات والاتصال.

كما تطرقت كاتارزينا لالاك المتخصصة في التعليم حول تمكين المرأة ومؤشر التنمية وآشلي كلارك حول بناء برج التعليم العالمي وفارون أرورا المتخصص في التعليم أيضا حول مشروع المنهاج الدراسي المفتوح.

أما كيونغمي لي المتخصص في التعليم فتحدث في ورقة العمل عن ما وراء بناء المعرفة في الفصل الدراسي.

وركزت الطالبة إيما جونستون من جامعة كوينزلاند، أستراليا على أهمية تعليم السلام كأداة لحل الأزمات وزيادة الاستقرار في إفريقيا. فمنذ العام ‬1970 شهدت إفريقيا ما يزيد على ‬30 حرباً. كنتيجةٍ طبيعية لذلك، باءت المحاولات لتأمين الاستقرار طويل الأمد والازدهار والسلام بالفشل ،حيث أصبحت الحاجة ماسة لحل الأزمات بشكلٍ مسالم بهدف تحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا.

وتهدف هذه الورقة إلى تحديد الميزات الرئيسية للسلام وتعليم السلام وأهميتها في تأمين الاستقرار على كافة المستويات في المجتمع الإفريقي. وناقشت الورقة أهمية اكتساب مهارات حل الأزمات بشكلٍ مسالم بالنسبة للممارسات الحالية في المدارس الإفريقية، كما قدمت اقتراحات لاستحداث ممارسات مستقبلية. ومفهوم السلام هنا ليس «غياب الحرب» إنما هو السعي لخلق عالم أفضل أو «ثقافة السلام»، ويشمل ذلك مهارات وأساليب إدارة الأزمات.

وحددت الورقة تعريفاً شاملاً للأزمة ألا وهو الاحتياجات المتعارضة والطلبات المختلفة والرغبات المتناقضة والمعتقدات المعاكسة مما يؤدي إلى العداوة والحقد، وتتراوح مواقف الأزمات بين الخلافات البسيطة والعنف الجسدي، وبالتالي تُعتبر الأزمات بناءة، إذا تم إدارتها بشكلٍ جيد لإحداث التغيير الاجتماعي والشخصي الإيجابي، وهدامة إذا أسيء إدارتها.

 

الوعي البيئي

أما الين ماركيز سوهن وسيمون ماركيز براغا من جامعة كروزيريو دو سول، البرازيل فقد تطرقوا إلى أهمية الوعي البيئي ومفهوم الأصوات في التعليم متعدد الحقول الدراسية في التعليم الأساسي، وتبيّن هذه الورقة وجود طريقة متعددة الحقول الدراسية لتوحيد الفنون والعلوم والأصوات والوعي البيئي من خلال إنتاج وإعادة إنتاج الأصوات، ويمكن للمدارس استخدام هذه الطريقة وإتاحة الفرص لتطوير إدراك الصوت وتعزيز الوعي البيئي.

 

فرص التعليم

من جانبها تحدثت دونيكا أهميتي من الجامعة الأميركية في كوسوفا، عن فرص التعليم الابتدائي والثانوي للأطفال الفقراء والمعوقين. تتناول هذه الورقة التحديات التي تواجه الأطفال الفقراء والمعوقين في الإفادة من فرص التعليم استناداً على تقارير عالمية عديدة وعدد من المقابلات التي أجريت في كوسوفا. وبدأت الورقة بشرح أهمية التعليم في تطوير حياة الأفراد ونجاحهم ونجاح المجتمع ككل. كما قدمت الورقة الكثير من الإحصاءات عن التحاق الأطفال الفقراء والمعوقين بالمدارس في العديد من الدول، مع التركيز على المناطق الأكثر فقراً مثل شبه الصحراء الإفريقية، والشرق الأوسط، والبلقان. وفي الختام تستعرض الورقة الأسباب التي تستدعي قيام الدول والمجتمع العالمي باتخاذ الخطوات اللازمة لإتاحة المزيد من فرص التعليم الابتدائي والثانوي للأطفال الفقراء والمعوقين، كما تقدم بعض التوصيات لتحسين هذا الوضع.

وركزت نامراتا كوماري في ورقة العمل على التهميش كعائق للتعليم: المدرسون المتحيزون وسلوكهم التمييزي تجاه الأولاد الفقراء أما فاطمة محمد عوض النعيمي من كليات التقنية العليا فتحدثت للحضور عن فرص الرعاية الصحية في دولة الإمارات.

 

الرعاية الصحية

وأشارت فاطمة في ورقة العمل أن تاريخ الرعاية الصحية في الثقافة العربية يعود إلى العلاجات البدوية. ومع النمو الاقتصادي السريع شهدت دولة الامارات العربية المتحدة تطوراً هائلاً في مجال الرعاية الصحية. وقد أصبحت الرعاية الصحية اليوم متاحة للجميع وفقاً للقانون الاتحادي الصادر بشأن تأمين الرعاية الصحية للجميع من قبل الكفيل، وهنالك الكثير من أنظمة التأمين الصحي، أبرزها ثقة للمواطنين وضمان للمقيمين.

واكدت هذه الورقة على أهمية المساواة في إتاحة فرص الرعاية الصحية للجميع، سواء كان المستفيد أستاذاً جامعياً أو صاحب بقالة.

البيرتو كسودو المتخصص في الإعلام الجديد تساءل في ورقة العمل التي قدمها حول امكانية أن يكون الإعلام الجديد الحل المناسب للقضاء على الفقر.

 

Email