اتخذ المخدرات طريقاً لفنّه فأوصلته إلى السجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مرة يختلي فيها (ع) طالب كلية الفنون في إحدى جامعات الدولة، بلوحته، وريشته، وألوانه، داخل غرفته التي تشكل بالنسبة إليه فضاءه الثاني للوصول إلى نشوة الإبداع، كان يستمع إلى موسيقاه وأغانيه المفضلة، حتى يضبط إيقاع فنه ومزاجه، وعادة ما يقلب صفحات «يوتيوب» وقت الاستراحة لمشاهدة بعض المقاطع التي لها صلة مباشرة بتخصصه وفنه، معتقداً انه يطور موهبته، ويغذيها ببعض المهارات، عله يحقق حلمه بأن يصبح فناناً بارعاً في الرسم والتصميم.

وذات يوم وبينما كان يشاهد أحد مقاطع فيديو لأحد الفنانين، سمعه يقول وهو يتحدث عن تجربته المهنية، إنه «لا يبدع في الرسم إلا إذا تناول أوراق نبتة مخدرة»، وذكر اسمها الذي ظل ملتصقاً في ذاكرته، قبل أن يسحبه الفضول للبحث عنها وتجربتها، وقياس مدى تأثيرها الحقيقي على إبداعه.

ولكونه يتردد على إحدى الدول الأوروبية باستمرار، زار مشتلاً هناك، وسألهم عن النبتة التي تحدث عنها ذلك الفنان، فباعوه بذورها، وعرفوه بطريقة زراعتها، وتجفيفها، واستخدامها، وعاد بها إلى مقر سكنه في الدولة، وزرعها بناء على التعليمات التي تلقاها من صاحب المشتل.

أيام

وما هي إلا أيام، حتى نمت النبتة، وأورقت، ولما جفت أوراقها، وتحولت إلى اللون الأسود، قطفها، وجففها، وراح يتناولها بانتظار تأثيرها على موهبته، ومهاراته، لكن دون أن تنبت في ذهنه فكرة إدمانه عليها، وتأثيرها السلبي على قواه العقلية، وتركيزه، ودراسته الجامعية في كلية الفنون، وهكذا ظل يتناولها.

ويتلذذ بإحساس الهلوسة وغياب الوعي والإدراك، إلى أن أدمن عليها بالفعل بعد تكرار تناولها، فتراجع مستواه الدراسي، وضعفت موهبته وشغفه بالفنون، وتراجعت قدراته على التركيز في فنه، وبانت حقيقة ما كان يقوله الفنان بأن هذه النبتة هي بمثابة وصفة لقتل الإبداع والتركيز والإلهام، ودمار المستقبل، وليس كما قال «صاحب الفيديو».

وبالرغم من ان ادراكه خطورة النبتة المخدرة المشار اليها على صحته وسمعته ومستقبله، الا انه لم يكفِ عن تناولها، وذات يوم ورد بلاغ إلى غرفة عمليات شرطة دبي حول وجود شخص بحالة غير طبيعية بالقرب من نادي الوصل، ويتصرف بسلوك غريب يشي بغيابه عن الوعي والتركيز، وعليه انتقلت دورية الاختصاص إلى المكان المذكور، ليتبين انه «طالب الفنون» بطل هذه القصة.

استجواب

وأقر بعد استجوابه رغم انه كان يتلعثم في الكلام بأنه حضر الى هنا بسيارته، وبتفتيشها تم العثور على كيس بلاستيكي يحتوي على مجموعة من المواد السوداء المجففة، فاشتبهوا وتبين بعد فحصها المختبر الجنائي بأنها نوع من أنواع النباتات المخدرة، فيما أحيل هو إلى النيابة العامة، ثم إلى المحكمة لينال جزاءه بعد أن سلك «السكة» الخاطئة لتنمية مهارات الرسم والتصميم لديه.

Email