سعيد سالم.. قهر الإدمان وأبقى «من اسمه نصيباً»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك في أن طريق الإدمان مآله إلى الهلاك ولكن عندما تتّقد الإرادة في قلب الشخص المدمن في إصرار منه أن يهجر هذا السلوك عندها تزول العراقيل في وجه هذا الداء القاتل، ليبدأ في مسيرة البحث عن العلاج الذي يخرجه من دهاليز الظلام إلى نور التصالح مع الذات والآخرين.

تنطبق هذه المقدمة مع الشاب سعيد سالم (36 سنة) الذي دفعه إصراره إلى نهاية سعيدة عندما قرر إنهاء حالة الإدمان التي أفسدت حياته وجعلته منبوذاً من الأهل والجيران وزجت به إلى السجن ثلاث مرات وإصابته بمرض التهاب الكبد (سي) جراء حقنة هيروين ملوثة، فقرر الالتحاق بالمركز الوطني للتأهيل في أبوظبي ليأخذ بيده إلى طريق النجاة ويعيده إلى طريق الأمل والمستقبل.

بداية الحكاية

بدأ سعيد سالم حديثه مسترجعاً ذكرياته القديمة بقوله «لن أتجمل في حديثي بل سأسرد قصتي كما هي.. وكما حدثت.. لأنني أريدها أن تكون عبرة لمن لا يعتبر وأريدها صرخة مدوية تخترق جدار الصمت المطبق الذي يخيم على المدمنين وعلى كل أسرة لديها مدمن.

إنني لم أكن أستحيي وأنا أتعاطى أنواع المخدرات في عرض الشارع.. فكيف أستحيي وأنا معافى وقد وهبني الله عز وجل طريق الهداية والرشاد وجنبني طريق الهلاك».

إدمان

لم يكن يدري وهو في سن الثانية عشرة من عمره وهو يلتقط عقب السيجارة التي يلقيها والده على الأرض محاولاً تقليده في الخفاء بأنها ستلقي به في دائرة الإدمان، ليمكث فيها ما يقارب 20 سنة، تعاطى خلال هذه الفترة كل أنواع المخدرات ومارس فيها كل أشكال السرقة والتجارة.

اعترف بأن أصدقاء السوء دفعوه إلى طريق الإدمان وهذا لا يمنع بأن يلقي بنفسه في هذا الطريق الموحش، وقال: «في البداية كنت أرفض أن أتعاطى أي شيء باستثناء السيجارة التي اعتبرها أول طريق الإدمان وبدأت بشرائها وأنا لم أتجاوز اثني عشرة سنة.

رفيق السوء

كان أحد أصدقائي الذي انخرط في تعاطي الهيروين منذ فترة مصمماً على أن أجربه ولو لمرة واحدة وعلى الرغم من معرفتي بخطورته ورفضي المستمر لإغراءات صديقي إلا أنني في لحظه ضعف استنشقت أول جرعة ثم تابعت جرعة ثانية إلى أن وصلت إلى عملية الحقن التي تأتي بمفعول «السحر» على حد وصفه، فكنا نلتقي مجموعة من الأصدقاء ونقوم بشراء سرنجة من الصيدلية وعبوة ماء ونقوم بخلط الهيروين فيها ويقوم أحدنا بحقن الجميع وبسرنجة واحدة، وقد أصبت بمرض التهاب الكبد الوبائي «سي» وشفيت منه بحمد الله.

وأكد أنه كان يتفنن في تعاطي الهيروين مرة بالشم المباشر ومرة بالحقن وثالثة بخلط الهيروين الصافي بمواد أخرى لزيادة الكمية ورابعة بطريقة التسخين.

معاناة

ويروي سعيد معاناته في السجن بسبب المخدرات بقوله «المخدرات أدخلتني السجن ثلاث مرات إما بتعاطي المخدرات أو بيعها وقضيت في المرة الأولى عامين في السجن وفي المرة الثانية سنة واحدة والأخيرة قضيت فيها سنة ونصف تقريباً.

وقال عندما خرجت من السجن في المرة الأخيرة كان حلم الشفاء من الإدمان يراودني كثيراً وقررت أن أقاوم قهر الإدمان وبالفعل نجحت في البداية لمدة شهر كامل، وأردف: لدى حضوري للمركز الوطني للتأهيل ولقائي بالأطباء الذين أكن لهم تقديراً واحتراماً كبيرين.

Email