Ⅶقصة خبرية

«الأخ السوء» يتسبّب في وفاة شقيقه الأصغر بالمخدرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تصدّق الأم المكلومة نفسها عندما أبلغت بأن ابنها الصغير الذي خرج برفقة شقيقه الأكبر للتخييم في البر، قد عاد إليها ميتاً، وبأن سبب وفاته يرجع إلى تناوله جرعة زائدة من المخدرات، وليتبين لها بأن طيش وتهور الأخ الأكبر كانا سبباً في مواصلة المأساة التي عاشتها على مر 7 سنوات، بعد وفاة زوجها.

فالأم قضت طوال تلك السنوات حياة قاسية ومريرة مليئة بالتضحيات، تحملت خلالها مسؤولية تربية شابين، قبل أن يسطّر الأخ الأكبر فصلاً جديداً من فصول معاناتها، فبدلاً من أن يصبح بعد وفاة والده، الأب والأخ والسند والقدوة الحسنة لشقيقه الأصغر، إلا أنه انساق وراء شهواته الرخيصة، فضيّع نفسه أولاً وضيع أسرته، متسبباً في وفاة شقيقه الأصغر، الذي لم يكن قد أتم بعد التاسعة عشرة من عمره.

تفاصيل القضية التي نظرتها محكمة أبوظبي، بدأت بعد انتهاء الفصل الدراسي، حيث أراد الأخ الكبير (ج)، أن يقيم احتفالا مميزا بمناسبة الإجازة الجامعية، فطلب من شقيقه الأصغر وزميل الدراسة المقرب، إحضار خيمة وبعض الأطعمة والمشروبات، أما هو فأعد لحفلة «الحشيش» وحبوب «الكبتاجون» و«الهروين»، ليكون الحفل «ذكرى لا تنسى».

واستأذن الأخ الأكبر، والدته لاصطحاب شقيقه الأصغر الذي بدأ حديثاً في تعاطي المخدرات، مؤكداً لها بأنهما سيقضيان يوما واحدا في التخييم وممارسة بعض الرياضات الصحراوية، على أن يعودا في صباح اليوم التالي.

وفي المساء حضر الشقيقان كما تواجد زميل الآخر الأكبر في الدارسة برفقة اثنين من أصدقائه، حيث شرعوا في نصب الخيمة، وإيقاد النار وتجهيز الأطعمة، وتعاطي المواد المخدرة وشرب المشروبات الكحولية، ممضين جميعاً ليلة صاخبة، خاضوا فيها غمار كل المحرمات.

وبعد مرور 3 ساعات على بدء الاحتفال لم يكتفِ الأخ الصغير بحبوب مخدر «الكبتاجون» التي تعاطاها، وإنما اندس إلى داخل الخيمة وبدأ في استنشاق كمية كبيرة من مادة «الكوكايين» كانت موضوعة على واجهة أحد الهواتف المتحركة، ما تسبب في إصابته بحالة من الغثيان وفقدان الوعي.

وفي خارج الخيمة واصل الأخ الأكبر وبرفقة باقي المدعوين احتفالهم، وعندما دخل أحد المدعوين إلى داخل الخيمة، لإحضار بعض الأطعمة، تفاجأ بوجود الأخ الصغير، ممدّداً على الأرض دون حراك ووجهه إلى الأسفل، فهرع ليستنجد بأخيه الأكبر وباقي المدعوين.

وحاولوا جميعاً إنعاش الأخ الصغير، فقاموا بنزع ملابسه، وسكب المياه على وجهه وجسده، ثم قاموا بوضعه في داخل السيارة والتوجه به إلى أحد المستشفيات القريبة، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، حيث فارق الحياة.

وبسؤاله من قبل العاملين في المستشفى عن سبب الحالة، حاول الأخ الأكبر، إخفاء السبب الحقيقي للوفاة، إلا أن الظروف التي أحاطت بحالة المجني عليه دفعت بالطبيب المختص إلى إجراء فحص شامل للتعرف على السبب، حيث أوضح أن الوفاة بسبب توقف المراكز الحيوية بالمخ لتعاطيه جرعة زائدة ومميتة من المخدر.

وأمام هيئة المحكمة، قال ضابط الشرطة الذي تابع القضية: إنه تلقى بلاغاً من أحد المستشفيات يفيد بتسجيل حالة وفاة ناتجة عن تعاطي كمية كبيرة من المخدرات، حيث تم تحريك فرق التحقيق.وأضاف: إن إجراءات التفتيش للخيمة التي كان المتوفى وأصدقاؤه يقيمون حفلهم فيها، أسفرت عن ضبط كمية من المواد المخدرة والحشيش وحبوب «الكبتاجون»، وعدد من زجاجات المشروبات الكحولية.

واعترف الأخ الأكبر بتهم تعاطي المواد المخدرة، كما اعترف المتهمون الثاني والثالث والرابع، بما نسب إليهم من تهم تعاطي المواد المخدرة وتسهيل تعاطيها، ليصدر القاضي عليهم أحكاماً بالسجن لمدة 7 سنوات.

Email