يشتكي ابنته في الشرطة لخروجها عن طاعته

ت + ت - الحجم الطبيعي

«هـ» فتاة في ربيعها الـ 16، اعتادت العيش وسط أسرتها، ولكن على طريقتها الخاصة، مقتدية بصديقتها التي تتشابه معها في الاهتمامات والرسم وسماع الأغاني ومتابعة المسلسلات الأجنبية، والثقافة المجتمعية، حتى إنها تقلدها في كل شيء.. في ارتداء الملابس المتشابهة، والخروج إلى المقاهي التي يفضلانها، وشراء أفخم وأغلى أنواع الأحذية والحقائب من أشهر الماركات العالمية، دون أن يؤثر فيها الوضع المادي لوالدها، الذي يحرق أصابعه شمعاً لتضيء دربها ومستقبلها الدراسي، علَّه يراها طبيبة كما يحلم دائماً.

ليس هذا فحسب، فهذه الفتاة دائماً ما تخرج عن طاعة ولي الأمر، وتتمرد على كل التعليمات و«القوانين واللوائح الداخلية»، التي تحظر بعض التجاوزات والمخالفات، خصوصاً وأننا نعيش في مجتمع محافظ، لا يسمح فيه للبنت بعيش حياتها وفق أهوائها ومرادها و«قياسها».

«هـ» ليست البنت الوحيدة في الأسرة، كي تحتكر كل هذا الدلال، والتساهل في الخروج من البيت متى شاءت، وشراء كل ما لذ وطاب لها، وصرف رصيدها الممنوح لها من الوقت والنقود وفق أهوائها، فلها أُختان أخريان يصغرانها، منصهرتان مع بعضهما البعض، في كل تفاصيل حياتهما، حتى إنهما يعيشان ويتصرفان وكأنهما صديقتان لا أختان، ولكن للأسف، هذا لا يعجب «هـ» التي لا يستهويها الاندماج أو الخروج معهما، أو فتح نافذة لهما على شخصيتها ورغباتها، وكل ما يدور في رحى تفكيرها، حتى إن من يراقب علاقتها بهما، يظن أنها ليست أختاً ثالثة لهما.

ففي الوقت الذي تكون فيه أختاها مندمجتين في هواية مشتركة، تكون «هـ» منهمكة في رسم صورة لشخصية البطل في فيلم كوري كانت قد شاهدته مع صديقتها، وتهيم بخيالها في أوراقها وأقلامها مع القصص المصورة التي ترسمها بخفة أناملها المبدعة.

أم الفتاة ليست راضية عن تصرفات ابنتها، ومعترضة على شخصيتها وأسلوبها وطريقة عيشها وتعاطيها مع بقية أفراد الأسرة، بمن فيها هي، الأم، والأب، ودائماً تفضفض لجارتها، عن ابنتها «هـ» التي «تكاد لا تتحدث إلى أحد في المنزل، وتعيش حياتها الخاصة، بحجة أنها لا تشبه أحداً في محيطها، حتى إن أباها المعهود عنه الحدة والصرامة والغلظة في التربية مع الأبناء «العاقّين»، نهرها غير مرة، ووبخها على سماع الموسيقى الصاخبة، وعدم الاحتشام في اللبس، أو قصة الشعر، وحذرها من مغبة الاستمرار بسلوكياتها وعدم احترام الآخرين أو العادات والتقاليد، لكن «لا حياة لمن تنادي»، فتأثرها بصديقتها غلب كل المحاولات «البائسة» في وضع عربة الفتاة على السكة الصحيحة».

في يوم آخر يغوي «هـ» على التمرد، استقلت حافلة المدرسة صباحاً، ولم تكن على مقعد الدراسة ولا في منزلها!، لم تكن تلك المرة الأولى التي تخرج فيها ولم تعد، ولكن والدها عزم على معاقبتها عقاباً شديداً، وهو بإبلاغ مركز الشرطة، وبالفعل، تم ضبطها في منزل صديقتها، إضافة إلى ذلك، قام بفتح بلاغ ضد ابنته «هـ»، موجهاً لنيابة الأسرة والأحداث، بسبب خروجها عن سيطرته وتمردها وهروبها المتكرر من المنزل، بحجة حريتها المزعومة!

وبتحقيقات النيابة أقرت المتهمة (16 عاماً) بالتهمة المنسوبة إليها، لتكون بذلك قد ارتكبت جنحة سوء السلوك والمروق من سلطة الأب، ما يتعين معه إحالتها للمحاكمة الجزائية.

Email