قصة خبرية

السرقة والغرامة جزاء الإحسان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

التسول ومد اليد إلى الناس مهنة اتجه إليها البعض لسد شيء من احتياجاتهم اليومية، فيما اتخذ آخرون الحرفة أساساً لحياتهم، حتى لو جاء ذلك على حساب الشرف والكرامة ونظرات الناس وأحاديثهم.

هذه المهنة التي تدر المال الوفير بحسب نظر بطلة قصتنا (ش) احترفتها واختارت لأجلها عدداً من الأحياء الراقية، وفي حال تهديدها من قبل ساكني تلك المناطق بإبلاغ الجهات الأمنية عن ممارساتها الخاطئة، تتحجج بأنها مطلقة وتعيل أسرة مكونة من طفلين، ووالدها مسن.

تنقلت من حي إلى آخر إلى أن قادتها المصادفة ذات يوم للوقوف أمام إحدى الشقق السكنية وما إن مدت أصبعها لنقر الجرس، حتى فوجئت بمصعد البناية يقف في نفس الطابق التي تتواجد فيه ليخرج منه رجل بكامل أناقته تبدو عليه اثار الغنى، فما كان من المتسولة إلا أن اندفعت كالسهم تجاه الرجل، محاولة بخضوع مصطنع أن تنحني عند قدميه وهي تذرف الدموع وتسمعه نداءات التوسل والاسترحام.

عاطفة إنسانية

كل ذلك دفع (ج) صاحب الشقة إلى تصديقها والتفكير الجدي بمساعدتها فأعطاها في الحال مبلغ ألف درهم، لم تكن تتوقعه في مسيرة «تسوُّلها» لكنها بحدس الغدر والمكر والدهاء رفضته بحجة أن المبلغ الذي تريده 200 درهم فقط لشراء أطعمة لأطفالها الصغار، وقد اصرّت على ذلك.

هذا التمنع من جانبها اثر في نفس (ج) الأمر الذي دفعه إلى تصديقها والوثوق بها والتفكير جدياً لتوهم بأنها على درجة عالية من الخلق، وعفة النفس، فعرض عليها أن تأتي إلى شقته في كل يوم جمعة من الأسبوع فهو بحاجة ماسة إلى خادمة أمينة وعفيفة النفس من أمثالها، حيث إنه يعمل في إمارة دبي ولديه فيها شقة اخرى يقيم فيها لظروف عمله، وان هذه الشقة في أبوظبي قام بشرائها ويأتي إليها خلال عطلة نهاية الأسبوع فقط.

وعلى الفور وافقت (ش) على طلبه وأصبحت تأتي إلى الشقة في الموعد المحدد لتنظف له الغرف وتعد له بعض الأطعمة، وباتت تعرف عن محتويات المنزل وأغراضه الثمينة وكأنها ربة المنزل أو صاحبته.

وفي احد الأيام اتصل بها صاحب الشقة وطلب منها أن تأتي باكراً حتى تنظف الشقة وتحضر له عدة أصناف من الأطعمة، وأن تجهز غرفة نوم الضيوف، لأن ابنة أخيه قادمة من خارج الدولة في المساء وأنها ستقضي عنده أسبوعاً لشراء مستلزمات حفل زفافها.

وعند حضورها إلى المنزل أخذ صاحب الشقة يستعرض أمام عينيها الهدايا الثمينة من حلي وساعات غالية الثمن التي اشتراها لابنة أخيه استعداداً لزواجها، وعلى الفور بدأت (ش) في تجهيز الغرفة، ولأن ابنة أخيه ستصل إلى الدولة عبر مطار دبي ترك لها نسخه من مفاتيح الشقة، كي تتمكن من إغلاقها بعد إتمامها كافة المهام الموكلة إليها.

ومن لحظة قيام صاحب الشقة بإعطائها نسخة بدأت ترسم في نفسها خطة لسرقة محتويات الشقة في الوقت الذي سيذهب فيه صاحب الشقة لاصطحاب ابنة أخيه القادمة من خارج الدولة.

ولكن «ما كل ما يتمنى المرء يدركه»، وتشاء العناية الالهية أن يفتضح أمر (ش) وان يكتشف دهاءها وحيلتها، أمام الرجل الذي عطف عليها وائتمنها على بيته بما فيه، حيث تسبب حادث مروري وقع لصاحب الشقة بالقرب من منزله في تعطل مركبته عن العمل، الأمر الذي اضطره إلى العودة إلى شقته لأخذ مفتاح مركبته بهدف التوجه إلى مطار دبي لاصطحاب ابنة أخيه.

عناية الهية

وفي هذا الوقت المستقطع الذي قارب النصف ساعة، كانت المتسولة قد باشرت في تنفيذ خطتها الدنيئة بسرقة صاحب الشقة الذي مد يد العون لمساعدتها، إذ كانت مطمئنة لغيابه وان غيابه سيستمر لـ4 ساعات هي مدة الطريق ذهاباً وإياباً من أبوظبي إلى دبي.

وعلى أقل من مهلها بدأت (ش) في قلب جميع غرف الشقة رأساً على عقب بحثاً عما قل وزنه وغلا ثمنه، وجمعت في حقيبة كبيرة كافة الهدايا التي اشتراها لزفاف ابنة أخيه ومجموعة من المقتنيات الثمينة.

وبينما هي تهم بخلع أحد أدراج خزانة الملابس إذ بصاحب الشقة يفاجئها بدخوله الغرفة، ليكتشف بأن المتسولة التي حرص على مساعدتها بعثرت جميع موجودات الشقة، وأحدثت فيها فوضى كبيرة.

وعند محاولته الاستفسار منها عن السبب، باغتته بطعنة بسكين كانت تستعملها في كسر أقفال أبواب الخزائن، إلا أن صاحب الشقة تمكن من تقييد حركتها، ومناداة بواب البناية ومن ثم الاتصال بالشرطة التي حضرت إلى الموقع.

وبالتحقيق مع المتهمة تبين بأنها تقيم في الدولة بصورة غير مشروعة، لتوجه النيابة لها تهمة الشروع في القتل والسرقة والإقامة بصورة غير مشروعة، فيما وجهت لصاحب الشقة (ج) تهمة تشغيل سيدة مخالفة لقانون الإقامة.

Email