«التواصل مع الضحية» يُسعد 8 من كبار السن العام الجاري

مُسنة تتخيل لصّاً يطاردها وشرطة دبي تبدد مخاوفها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف المقدم راشد عبد الرحمن بن ظبوي الفلاسي مدير إدارة الرقابة الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن قسم التواصل مع الضحية تمكّن من مساعدة وإسعاد 8 من كبار السن منذ بداية العام الجاري بعد تلقي بلاغات واتصالات منهم أو ذويهم يشكون من ملاحقة شخص لإحداهن أو تخيل وجود لص في المنزل، وسيدة أخرى تشكو من الوحدة بسبب عدم سؤال أبنائها عنها لفترات طويلة.

15 اتصالاً

وقال المقدم راشد الفلاسي لـ«البيان» إن خط التواصل مع الضحية يستقبل يومياً ما يقارب من 15 اتصالاً في المتوسط، وأن إحدى الاتصالات التي وردت عن مسنة تؤكد أنها تعيش بمفردها في البيت وأن شخصا ما يحاول سرقتها عبر الدخول من المطبخ، وبالفعل تم إبلاغ المركز المختص الذي أرسل دورية الى موقع البيت، إلا أنه تبين أن السيدة لاحظت وجود ظل متحرك نتيجة انعكاس الإضاءة وتخيلت أنه رجل إلا أن الشرطة طمأنتها، وتبين أنها تعيش بمفردها في المنزل، فيما واصلت موظفات القسم الاتصال بها والتأكد من حالتها وأنها في أمان.

وأشار المقدم الفلاسي أن دور الشرطة لم يعد يقتصر على عمليات القبض أو الكشف عن جرائم ارتكبت فعلاً وتقديم مرتكبيها للعدالة، إنما يشمل كذلك التواصل مع أفراد المجتمع خصوصاً ضحايا الجرائم المختلفة والتخفيف عنهم والوصول إلى إسعادهم إذا تسنى ذلك، منوها إلى أن تنوع الجنسيات في الإمارات أوجد نوعاً من التحدي في التعامل معهم وفقا لعادات وتقاليد مختلفة كليا عن المجتمع الإماراتي، منوها إلى أن البرنامج ضمن البرامج الأمنية والإنسانية المهمة التي تقدمها شرطة دبي للمقيمين والمواطنين في دبي بكافة اللغات والجنسيات، وأنه يحقق أهدافاً حضارية وفق أسلوب إنساني اجتماعي وضعته القيادة العامة لشرطة دبي، بهدف توفير الرعاية الكاملة لضحايا الجرائم الجنائية والمرورية.

دورات تدريبية

وأفاد مدير إدارة الرقابة الجنائية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن موظفات التواصل مع الضحية يخضعن باستمرار لدورات تدريبية لكيفية التعامل مع الحالات الصعبة خاصة تلك التي تستلزم إبلاغ أحد الأشخاص بوفاة أحد أفراد العائلة مثل واقعة إبلاغ أم بوفاة ابنتها حرقا في المنزل بعد أن قتله أحد زملائها في المدرسة ومات معها، كذلك حالات تعرض الأطفال للاغتصاب أو التحرش التي تحتاج إلى أسلوب خاص في التعامل والمعالجة والتأهيل.

ومن جانبها قالت ريم الأميري رئيس شعبة التواصل مع الضحية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي إنه تم التواصل مع 57 ألفاً و965 حالة خلال النصف الأول من العام الجاري وأنه فيما يتعلق بكبار السن تأتي اتصالاتهم وبلاغاتهم بسبب الوحدة ومعاناتهم من أمراض مثل الزهايمر أو تخيل بعض الأمور نتيجة عدم الشعور بالأمان.

تواصل مثمر

ونوهت الأميري أن حالات عدة أخرى عديدة غير المذكورة تتصل بالشرطة لمجرد أن يجدوا من يستمع لهم، وأن المكالمات قد تمتد لساعتين أو أكثر، وتشهد مسيرة حياة المسن وتفاصيل أخرى مليئة بالمخاوف من الوحدة وعدم وجود من يسأل عنهم، خاصة وأن عدداً كبيراً تركهم أبناؤهم دون السؤال عنهم. وأضافت الأميري أنه ضمن الحالات التي ساعدتها الإدارة التواصل مع أخت وأخ للسؤال عن والدتهم بعد غيابهما عنها وتغيير أرقام هواتفهما سنة كاملة على الرغم من أنهم يقيمان داخل الدولة، وحاولت الأم مرارا وتكرارا الوصول إليهما إلا أنها لم تتمكن من ذلك، وزاد من وحدتها هروب خادمتها مما دفعها للاستنجاد بشرطة دبي التي وصلت إلى الأبناء وأوصتهم بضرورة البر بوالدتهم.

اتصالات

أوضحت ريم الأميري أن بعض الحالات تتصل بالشرطة لرغبتها في إنجاز أوراق رسمية بحجة أنهم يعيشون بمفردهم، أو لتوفير محام لتسيير أمورهم المادية، وبالفعل تتواصل الشرطة مع الجهات المعنية التي ترسل موظفاً إلى بيت المسن لاستخراج الأوراق اللازمة لإنجاز مطلبهم. وأفادت الأميري بأن التفكك الأسري أحد أهم عوامل لجوء المسن للاتصال بالشرطة بسبب عدم القدرة على التواصل مع ذويه خاصة الأبناء، وأنه بشكل عام هناك جفاء واضح من بعض الأبناء بحق والديهم.

Email