تفاصيل مؤلمة لأب قضي غرقا في شاطئ الحمرية بالشارقة

الغريق إبراهيم عبد الجليل وأبناءه

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل فترة وجيزة؛ قدّم ابراهيم عبدالجليل «46 عاماً»، استقالته من الشركة التي كان يعمل فيها على أمل الاستقرار الشخصي والمهني بتأسيس شركة تعينه وأسرته على نوائب الدهر، وقد افتتح محلا جديدا، وهو قيد الإنشاء بالشارقة، وباشر في نقل إقامات أسرته المكونة من 6 أطفال وينتظر مولوده السابع.

ورغم ما كان يخطط له في بناء المستقبل، لم يعلم إبراهيم ماذا يخبئ له القدر؛ فعند الساعة السادسة مساء من يوم الجمعة الماضية تواعد هو وأصدقاؤه، عبر وسائل التواصل الحديثة مع أسرهم (حذيفة وماهر وإبراهيم) ليروِّحوا عن أنفسهم من خلال الذهاب إلى شاطئ الحمرية بالشارقة.

إلا أن قرب الأطفال من الشاطئ دفع المرحوم عبد الجليل إلى إخراجهم منه، وهو لا يجيد فن السباحة، وبعد أن أخرجهم إلى بر الأمان جرفته موجة إلى أعماق الشاطئ، فظل يقاوم هو وأصدقاؤه، ولكن دون جدوى، فالأمواج عاتية والتيارات قوية جارفة، فكانت النهاية مؤلمة بأن غرق أمام ناظر عيني أصدقائه، رغم محاولاتهم الجادة إلى إنقاذه.

ويروي حذيفة أحمد صقر وهو أحد الناجين من حادثة الغرق لـ«البيان» أنه وأصدقاؤه تعوّدوا على أن يصطحبوا أسرهم إلى شاطئ الحمرية، لما يتميز به من جمال أخّاذ وهدوء لافت، وكان التواصل والترابط بينهم قوياً وحميمياً، فتواعدوا، ثم التقوا عند الشاطئ.

وكالعادة تم توزيع الأدوار في ما بينهم، مبيناً أنه كان يعدُّ الشاي، فتنامى إلى أذنيه صراخ وأصوات غير طبيعية، فالتفت تجاهها، وعند اقترابه من الشاطئ أخبروه أن إبراهيم وماهر جرفتهما مياه البحر، فخلع ثيابه وغاص نحوهما لأنه يجيد السباحة.

جهود الإنقاذ

وأضاف أنه رغم محاولاته لإنقاذ إبراهيم إلا أنه لم يتمكن من ذلك، كما حاول ماهر إنقاذه ولكن دون جدوى لأن الأمواج كانت عالية، فكلما سحبناه قليلاً أعادتنا الأمواج إلى المربع الأول؛ حتى أنهكت قوانا، مبيناً أنه لولا سرعة تدخل أفراد الإنقاذ والإسعاف البحري ومهارتهم ومنحنا الأكسجين في الوقت المناسب لغرقنا نحن أيضاً، مثمِّناً دور الفريق البحري بشاطئ الحمرية الذين تمكنوا من إنقاذهم وسحبهم إلى بر الأمان، ونقلهم إلى مستشفى خليفة في أم القيوين.

Email