20 دقيقة معدل انتقال فرق الإدارة إلى موقع الحادث

مسرح الجريمة في شرطة دبي »شاهد صامت« يصدح بالأدلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الحرفية، والدقة الشديدة في العمل، والكفاءة، والقدرة على مواجهة التحديات الكبيرة، والجاهزية على مدار 24 ساعة»، جميعها صفات يجب أن تتوفر في الموظف الذي يعمل في إدارة مسرح الجريمة في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، فتحقيق العدالة في القضايا الجنائية يبدأ من رفع الآثار من مسرح الجريمة لتقدم على طاولة القضاء كبراهين وأدلة دامغة تساهم في إثبات مدى تورط المشتبه به في الجريمة من عدمه.

عمل هو الأصعب من نوعه لما يتطلبه من دقة وخبرات متراكمة وتحدٍ كبير في المساهمة بكشف وقائع الجرائم وربط الدلائل مع هوية المشتبه به، فشرطة دبي تدرك أن الآثار في مسرح الجريمة «شاهد صامت» يقدم للعدالة، ويدعم الحقيقة في سبيل تحقيق الأمن والأمان للناس.

البداية 2007

ويؤكد العقيد أحمد حميد المري، مدير إدارة مسرح الجريمة، أن تشكيل إدارة مسرح الجريمة جاء بأمر من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، عام 2007، حيث أمر بإنشاء فرقة مُتخصصة مدربة على أعلى المعايير في مجال إدارة مسرح الجريمة لما لها من أهمية كبيرة في ربط الأثر المعثور عليه في مكان الجريمة بالفاعل أو الجاني، وتحويل هذا الأثر المادي إلى دليل مادي.

وأشار العقيد المري إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين افتتح مبنى المختبر الجنائي في عام 1983 كانت لسموه جملة مهمة أصبحت تعتبر منهج عمل لدى شرطة دبي، وهي: «تقديم براءة أي شخص يناله التحقيق على إدانته».

مشيراً إلى أن الهدف من رفع الآثار من مسرح الجريمة وربطها بالمشتبه به هو إثبات براءته قبل أن يتم إثبات إدانته، إلا إذا أشارت الآثار المادية إلى أشياء أخرى فيحول المشتبه به حسب قانون الإجراءات الجزائية إلى النيابة العامة والقضاء لتحقيق العدالة.

وقال العقيد المري: بمتابعة حثيثة من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم ومتابعة ميدانية من الفريق خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، تشهد الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة تطوراً كبيراً وتقدماً يواكب متطلبات الحقبة الزمنية في ظل التحديات المستقبلية لتطور الدولة والطفرة العمرانية والسكانية ووجود ما يقارب 218 جنسية، ووصول تعداد سكان الدولة إلى 11 مليوناً حسب الإحصاءات، وخاصة أن إمارة دبي تعتبر مركزاً للتجمعات البشرية الذين يصل عددهم إلى 5 ملايين في نهاية كل أسبوع.

نداء الواجب

وأوضح العقيد المري أن الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة فيها إدارات فرعية مُتخصصة في جميع العلوم الجنائية وكشف الطلاسم والألغاز بتحاليل مخبرية دقيقة جداً لا تقبل الدحض أو التشكيك منها إدارة مسرح الجريمة وهي إدارة ميدانية بالطراز الأول تنتقل لجميع الحوادث الجنائية المُبلغ عنها لغرفة العمليات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع.

وأشار إلى أن الإدارة تتكون من 4 أطقم جاهزة للانطلاق وتلبية نداء الواجب وتراعي مؤشراً زمنياً يقاس بـ 20 دقيقة في اختصاص مركز دبي و40 دقيقة في اختصاص مراكز بر دبي، مشيراً إلى أن الاختلاف في مدة الانتقال في المنطقتين يعود إلى التوسع العمراني في بر دبي وخاصة في مناطق الهباب والفقع.

وأضاف أنه منذ بداية العام استلمنا بالتنسيق مع مركز شرطة البرشاء مكتباً خاصاً لانتقال أفراد إدارة مسرح الجريمة في منطقة بر دبي، وقمنا بتجهيزه بكل المتطلبات والمعدات واستطعنا القضاء على مؤشر 40 دقيقة وأصبح المؤشر 20 دقيقة كما في منطقة ديرة.

أقسام

وأوضح أن إدارة مسرح الجريمة تتكون من 4 أقسام هي قسم رفع الآثار المادية وقسم إعادة بناء مسرح الجريمة، قسم الحوادث المرورية، وقسم التصوير الجنائي، مشيراً إلى أن قسم رفع الآثار المادية يهدف إلى تحويل الآثار المادية في مسرح الجريمة إلى أدلة لتقديمها إلى المحاكم.

وبين أن الآثار المادية هي «الأدلة التي يتركها المتهم في مسح الجريمة ومنها آثار مادية ظاهرة للعيان كأدوات الجريمة وبقع الدم، وأخرى غير ظاهرة للعيان كالبصمات»، مؤكداً أن الهدف الأساسي لإنشاء إدارة مسرح الجريمة هو رفع الآثار بطريقة فنية متخصصة مخبرية وآمنة من التلوث وإيصالها إلى الأقسام الأخرى المتخصصة، وتسليمها إلى أرشيف إدارة القضايا.

موضحاً أن العمل في قسم رفع الآثار المادية دقيق للغاية فيجب رفع الآثار بحذر شديد حتى لا يتم تلويثه أو طمس آثار أخرى تفيد التحقيقات الخاصة بالقضايا.

 أما قسم إعادة بناء مسرح الجريمة، فهو قسم يعوّل عليه تجميع كل التقارير بعد انتهاء عمل الخبراء والتأكد فيما إذا كانت تصب في اتجاه سيناريو الجريمة من عدمه، وتستخدم شرطة دبي في إعادة بناء مسرح الجريمة تقنية البعد الثلاثي «3D» وذلك بتكوين مشهد القضية وتصوير مكان الجريمة وكأنها تحدث حالياً.

90 % كوادر مواطنة

أوضح العقيد المري أن إدارة مسرح الجريمة نفذت 1108 انتقالات في عام 2015 حسب طلب المراكز المختصة لمكان الوقائع، فيما نفذت خلال النصف الأول من العام الجاري 637 انتقالاً إلى مسارح جريمة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن 90% من أطقم مسرح الجريمة من الكوادر المواطنة ومن خريجي جامعات عريقة في هذا المجال.

نموذج

أشار العقيد أحمد المري إلى أن شرطة دبي عملت على إعادة بناء مسرح الجريمة في قضية قتل فتاة لصديقها، حيث ادعت الفتاة في التحقيقات بحدوث مشاحنات بينها وبينه، وأنها لمحت سكيناً في الشقة وبطريقة لا شعورية قامت بتسديد طعنة نافذة في صدره.مبيناً عدم صدقها حيث أنه بإعادة بناء مسرح الجريمة وفقاً للأدلة المادية المرفوعة من مكان الواقعة، تبين أن القضية «قتل عمد» وليس كما ادعت أنه ناجم عن مشاحنات وشجار.

Email