قصة خبرية

حلم الثراء والانتقام ينتهي بالسجن المؤبد

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين يستولي الجشع على النفوس ويغيب الوازع الديني والأخلاقي تنحدر النفس البشرية إلى الأسفل ويهيمن عليها الشر الذي يزين لها الجريمة ويمضي بها إلى الهاوية، حيث لا شيء سوى الندم ولكن بعد فوات الأوان.

بدأت الحكاية حين رفض أحد المستثمرين الآسيويين دفع رشوة لـ (ع.م) المتهم الأول، نظير تخليص معاملاته في إحدى الشركات الخاصة، حيث ادعى أنه قادر على تخليصها بيسر وسهولة، إلا أن المستثمر قام بإبلاغ المسؤولين في جهة عمل المتهم، التي اكتفت بدورها بفصل المتهم عن العمل وإنهاء خدماته.

ومن هنا شطت مخيلة (ع .م) المنحرفة لتأخذ مدى أبعد مما حرَّكته نوازع الجشع لديه مدفوعاً بنوازع الغيظ والانتقام من هذا الإجراء، ولأن النفوس تلتقي على ما جبلت عليه من شر أو خير التقت رغبته الشريرة تلك بنوازع نفس محبة للشر هي الأخرى، حيث وجد (ع) ضالته في أقرب الناس إليه وهو خاله المدعو (س.و) الذي يقاربه سناً ويشابهه سلوكاً.

وبدأ الاثنان في إعداد العدة لتنفيذ جريمتهما، وبعد مراقبة ورشة إحدى محال السيارات تمكن الخال وابن أخته من سرقة سيارة رسما لها دوراً في مخططهما البغيض، فاستوليا على بعض الأوراق الشخصية المتروكة فيها وهاتف نقال، واستكملا عملهما بخطوة أخرى تمثلت في سرقة صور جواز سفر، تمكنا بواسطته من شراء بطاقة هاتف من محل في أحد الأسواق بعد أن ادعيا أن صاحبة الجواز هي من كلفتهما وأنها لا تستطيع الحضور.

وكانت الخطوة الأخيرة للبدء في جريمتهما تتمثل في شراء شريط لاصق وتغيير لوح المركبة التي سرقاها، ليواصلا عملهما بمراقبة بيت المستثمر تمهيداً للجريمة التي دارت في رأسيهما، وفكرا في أنها الوسيلة المثلى للانتقام والثراء مرة واحدة.

وما إن شاهدا ابنة المستثمر وهي تقف أمام منزلها حتى انقض الاثنان عليها وأدخلاها السيارة لينطلقا بها صوب وجهتها المجهولة بالنسبة لها بعد أن قيدا يديها بالشريط اللاصق.

وتوجها إلى أحد المواقع القريبة وقاما بإعادة الأرقام الأصلية للسيارة إمعاناً في التضليل، وبعد وصولهما المكان المتفق عليه أركبا الفتاة سيارة المتهم الثاني ليعيد المتهم الأول السيارة المسروقة إلى مكانها الأول، فيما انطلق المتهم الثاني بالفتاة ليلحق به صحابه بسيارته الخاصة في مكان آخر متفق عليه ضمن خطتهما التي توهما أنها خطة متقنة ستنطلي على الجميع.

وعند وصولها إلى الموقع الذي سيحتجزون فيه الفتاة، اتصل المتهم الثاني بوالدها وأخبره بخطف ابنته بعد تحذيره أن عليه ألا يبلغ الشرطة بانتظار اتصالهما به مرة أخرى، وفي المساء عاود المتهمان الاتصال بوالدها من أحد الهواتف العمومية، وليبلغاه أن عليه تسليمهما مبلغاً مالياً نظير الإفراج عن ابنته، وبرغم توسلات زوجته وضعفها لم يتردد الرجل في إبلاغ الشرطة بالحادثة وتفاصيل الاتصالات.

وعلى الفور شكلت الشرطة فريق عمل نجح خلال وقت قصير في تحديد هوية المتهمين وإلقاء القبض عليهما، وإحالتهما إلى النيابة العامة والقضاء، حيث أدانتهما محكمة جنايات أبوظبي وقضت بمعاقبتهما بالسجن المؤبد (25 عاماً) مع إبعادهما عن الدولة عقب تنفيذ العقوبة، وهو الحكم الذي أيدته محكمة الاستئناف ومحكمة النقض.

Email