الإعدام لـ «شبح الريم»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حكمت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا أمس برئاسة القاضي فلاح الهاجري حضورياً وبالإجماع بإعدام المتهمة آلاء بدر عبدالله الهاشمي في القضية المعروفة إعلامياً بجريمة «شبح الريم» عن التهم المسندة إليها مع مصادرة المضبوطات محل الجريمة وإغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمتهمة إغلاقا كلياً، وذلك بعد إدانتها بقتل المعلمة الأميركية «إيبوليا رايان» في بوتيك مول في جزيرة الريم بأبوظبي، ومحاولة قتل أسرة أميركية أخرى بأن وضعت أمام شقتها قنبلة يدوية الصنع، اكتشفها أحد أفراد الأسرة وأبلغ السلطات المختصة التي فككتها.

وأكد القاضي لدى النطق بالحكم في الجلسة التي حضرتها هيئة النيابة العامة والمتهمة ووالدها وشقيقها وعدد من الإعلاميين، أن دولة الإمارات كانت وسوف تظل بإذن الله على مدى تاريخها ‏موطناً للأمن والسلام والاستقرار، ونموذجاً رائعاً للترابط الاجتماعي والسلام.. إلا أنه ظهرت مؤخراً صور للجريمة لم تكن مألوفة في المجتمع الإماراتي، تميزت بالعنف واستخدام القوة والتهديد وإشاعة الرعب، وتسببت هذه الجرائم في تعريض أمن المجتمع وسلامته للخطر، تنفيذاً لمشروع جماعي أو فردي ‏، وهي تمثل تهديداً مباشراً لأمن المجتمع واستقراره وتعريض أمن الناس للخطر وتعطيل الدستور والقوانين، وبناء عليه فقد اقتضى الأمر ضرورة مواجهة مثل هذه الأفعال.

وأضاف: رأى المشرع في الإمارات أن تواجه هذه الأفعال بقانون خاص لمكافحة الإرهاب، فكان القانون رقم (7) لسنة 2014 بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية.... وبناء عليه، وبعد اطلاع المحكمة على الأوراق والتحقيقات والمداولات، فقد حكمت المحكمة حضورياً وبالإجماع بمعاقبة المتهمة بالإعدام ومصادرة السكين وكافة الأدوات والمضبوطات التي قدمت للمحكمة وإغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمتهمة إغلاقاً كلياً.

يذكر أن حكم الإعدام الذي صدر بحق المتهمة آلاء هو الأول في القانون رقم 7 لسنة 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية.

اتهام النيابة

وكانت النيابة العامة قد وجهت إلى المتهمة تهم «قتل المجني عليها أبوليا ريان «أميركية الجنسية» عمداً طعناً بسكين وذلك لغرض إرهابي هو إثارة الرعب بين الناس والشروع في قتل القاطنين في شقة بإحدى البنايات الواقعة على كورنيش أبوظبي من خلال وضع قنبلة يدوية الصنع قرب باب الشقـة وأشعلت فتيل تفجيرها قاصدة من ذلك قتلهم وخاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتها فيه هو عدم انفجارها لانطفاء فتيل تفجيرها وجمع مواد متفجرة محظور تجميعها قانوناً بغير ترخيص وإنشاء وإدارة حساب إلكتروني على الشبكة المعلوماتية باسم مستعار بقصد الترويج والتحبيذ لأفكار جماعة إرهابية ونشرت من خلاله معلومات بقصد الإضرار بسمعة وهيبة ومكانة الدولة والنيل من رموزه كما قدمت أموالاً لتنظيم إرهابي مع علمها أنها ستستخدم في ارتكاب عمليات إرهابية وكان ارتكابها تلك الجرائم تنفيذاً لغرض إرهابي بقصد إزهاق الأرواح لإثارة الرعب بين الناس والمساس بهيبة الدولة وتهديد أمنها واستقرارها.

تفاصيل

وتعود تفاصيل الجريمة التي هزت المجتمع إلى مطلع ديسمبر، حين أعلنت السلطات الأمنية عن مصرع امرأة أميركية داخل دورة مياه في أحد المولات التجارية في جزيرة الريم بأبوظبي، وتم نقلها إلى المستشفى في حالة صحية حرجة لم تتمكن على إثرها من النجاة.

وباشرت الشرطة المجتمعية العناية بطفلي الضحية، ونشرت السلطات الأمنية شريطاً مصوراً من كاميرات المراقبة يظهر دخول سيدة إلى مركز تجاري على جزيرة الريم في أبوظبي، ودخولها إلى المراحيض التي تلطخت بالدماء في مكان وقوع الجريمة، ووجدت أداة الجريمة متروكة في المكان، وهي سكين مطبخ كبير.

في قبضة الشرطة

وخلال ساعات قليلة، تمكنت السلطات من إلقاء القبض على المشتبه فيها في قتل المدرسة الأميركية، وأعلنت عن تفاصيل جريمة أخرى أقدمت عليها بعد القتل، وهي محاولة تفجير منزل طبيب أميركي، إذ زرعت قنبلة بدائية الصنع أمام منزله، ونجحت الشرطة في تفكيكها بعد أن اكتشفها أحد أبناء الطبيب، ونشرت وزارة الداخلية تكملة للشريط، أظهرت دخول المتهمة بعد تنفيذ الجريمة الأولى إلى مبنى في أبوظبي، وهي تجر وراءها حقيبة، وهناك زرعت قنبلة يدوية الصنع تتضمن مستوعبات غاز صغيرة على باب إحدى الشقق، ووجد في السيارة التي استخدمتها المتهمة وفي المنزل سكاكين وأغراض تستخدم في صناعة القنابل اليدوية، وكان هناك آثار دماء على مقود السيارة.

تهم النيابة

وفي مارس الماضي، صرح سالم سعيد كبيش، النائب العام للدولة، أنه تمت إحالة المتهمة آلاء بدر عبد الله إلى المحكمة الاتحادية العليا في القضية المعروفـة بجريمة «شبح الريم»، لمحاكمتها عما أسند إليها من اتهامات بأنها «قتلت المجني عليها أبوليا ريان عمـداً طعناً بسكين، وشرعت في قتل القاطنين في إحدى الشقق في كورنيش أبوظبي، من خلال وضع قنبلة يدوية الصنع قرب باب الشقـة، وأشعلت فتيل تفجيرها، قاصدة من ذلك قتلهم، وخاب أثر الجريمة، لسبب لا دخل لإرادتها فيـه، هو عدم انفجارها لانطفاء فتيل تفجيرها».

كما أسند إليها اتهامات بـ«جمع مواد متفجرة محظور تجميعها قانوناً بغير ترخيص، وأنشأت وأدارت حساباً إلكترونياً على الشبكة المعلوماتية باسم مستعار، بقصد الترويج والتحبيذ لأفكار جماعة إرهابيـة، ونشرت من خلاله معلومات بقصد الإضرار بسمعة وهيبة ومكانـة الدولة والنيل من رموزها، إضافة إلى أنها قدمت أموالاً لتنظيم إرهابي، مع علمها أنها ستستخدم في ارتكاب عمليات إرهابيـة، وكـان ارتكابها تلك الجرائم تنفيذاً لغرض إرهابي، بقصد إزهاق الأرواح لإثارة الرعب بين الناس، والمساس بهيبة الدولة، وتهديد أمنها واستقرارها».

محاضرات ومقاطع فيديو

وقال النائب العام للدولة: «إن ذلك جاء بعـد أن أسـفرت التحقيقات التي أجرتهـا النيابـة العامة عن أنهـا خلال الفترة السابقـة على ارتكابها الجريمـة كانت قد استمعت إلى محاضرات صوتيـة لأسامة بن لادن وأبي مصعب الزرقاوي، واطلعت على مقاطع فيديو مصورة لجرائم نحر وقتل تمارسها جماعات إرهابيـة، وقرأت مقالات عن الأعمـال الإرهابيـة، وأثـّر ذلك في معتقـداتها الفكريـة، فتحولـت إلى شخص داعم لهذه الأفكـار الهدامـة، واعتنقت الفكر الإرهابي بدعوى أنه فكر جهادي.

ثم قررت الانخراط في العمل الإرهابي دعماً لأنشطة التنظيمين الإرهابيين المسميين بـ«القاعدة» و«داعش»، فأنشأت باسم مستعار حساب اشتراك إلكترونياً في موقـع منتدى على شبكة الإنترنت، خاص بتجمع لأعضاء الجماعات الإرهابية التي تنتهج العنف أساساً لفكرها، وتواصلت مع أعضائه من الإرهابيين، وشاركت فيه بنشر مقاطع فيديو مصورة ومقالات وصور وتعليقات تدعم الفكر الإرهابي وتحبذه وتدعـو إلى اعتناقه، وتهـدف إلى الإضـرار بسمعة وهيبة ومكانة الدولة والنيل من رموزها».

طعنات سكين

وأضاف أنه في تاريخ الحادث قررت ارتكاب جريمة قتل في أحد المراكز التجاريـة، ليكون لعملها الإرهابي صدى مروع لدى أكبر عدد من الناس، وأن تكون ضحيتها من جنسية أجنبيـة، لتبث الرعب في نفوس الأجانـب من المقيمين والزائرين، وإحراج سـلطات الدولة وإضعافها خارجياً على المستوى الدولي، فتوجهت إلى المركز التجاري، حيث تقابلت مع المجني عليها أبوليـا ريـان – أميركية الجنسية – وحادثتها لتتبين جنسيتها من خلال لكنتها، ورافقتها المجني عليها إلى مكان ارتكاب الجريمة، فباغتتها المتهمة بطعنـات عديدة من سكينها حتى قتلتهـا، ثم غادرت المكان وتوجهـت بالسيارة التي ضبطت إلى بنايـة سكنية في منطقة كورنيش أبوظبي كانـت قد راقبتها سابقاً.

وعلمت أن سكان إحدى الشقق فيها من جنسية أجنبية، فاختارتها هدفاً لعملية تفجيرها بالعبوة الناسفة «القنبلة اليدويـة الصنع» التي صنعتها وأشعلت فتيلها، وغادرت المكان، وتم اكتشافها وإبطال مفعولها وتفكيكها.

وقد اعترفـت المتهمة بجرائمها تفصيلياً في التحقيقات التي توافرت لها خلالها الضمانات القانونية كافة.

صمت

صمت كبير ساد قاعة المحكمة أثناء تلاوة الحكم وبدت المتهمة آلاء بدر الهاشمي التي وقفت وإلى جانبها عناصر الشرطة النسائية في منتهى الهدوء، فيما بدا التأثر واضحاً على وجه والدها الذي بالكاد تمكن من الوقوف والخروج من القاعة بمساعدة ابنه وعدد من رجال الشرطة.

السجن 3 سنوات لناصر الجنيبي

حكمت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا حضورياً بمعاقبة المتهم ناصر موسى عبدالله الفارسي الجنيبي بالسجن 3 سنوات وتغريمه مبلغ 500 ألف درهم عن التهم المســـندة إليه للارتباط، مع مصـادرة الأجهزة الإلكترونية المضبوطة محل الجريمة وإغلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالمتهم المبين بالأوراق إغلاقاً كاملاً.

تأجيل

وفي قضية الصبي س . العوضي فقد أمرت المحكمة بتأجيلها إلى جلسة 7 من سبتمبر المقبل مع استمرار حبسه، وحضر مع الصبي المتهم بالسعي إلى الانضمام إلى «داعش» محاميه يوسف العلي ووالده، الذي طلب رؤيته وزيارته في السجن فأمرت المحكمة بتمكينه من ذلك.

وقال محاميه الذي طلب تقديم مرافعته في الجلسة المقبلة تكفيل موكله، وقال إن كل ما فعله المتهم أنه سافر بتاريخ 13 سبتمبر 2014 إلى عمان دون علم أهله، وبعد يومين أبلغ والده السلطات عن غيابه فعلمت أنه غادر البلاد إلى عمان وبتاريخ 17 سبتمبر 2014 ألقت السلطات الأمنية في الأردن القبض عليه وكان حجز تذكرته دبي - عمان – العقبة – عمان – دبي.

Email