قصة خبرية

ناجٍ من المخدرات: صديقي مات بجرعة زائدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كُنت وصديقي نتعاطى الهيروين، فأخذ جرعة زائدة أدت إلى وفاته وهو يجلس بجانبي، لكنني بفعل المخدر كنت في حالة عدم إحساس، ولم أتأثر أو أحزن، ولم استفق إلا بعد يوم أو يومين لأدرك أنه لم يعد موجوداً على وجه الأرض».

بهذه الكلمات وصف شاب أغرب اللحظات التي عاشها عندما كان مدمن مخدرات، فإن يشاهد موت صديقه وهو جالس بجانبه دون أن يتأثر أو يدري، فهذا أكبر دليل على خطورة المخدرات وأثرها في إبعاد الناس عن الواقع، فالشاب الذي دخل هذا العالم المظلم منذ كان عمره 17 عاماً، يؤكد أن المخدرات تجعل الفرد في دوامة كبيرة يصعب أن يخرج منها بسهولة.

قصة البداية

يقول الشاب «كنت أحاول أن أصحوا من الدوامة، يوم أو يومين لكن دون فائدة، إلى أن مرت السنين ولم أشعر بها، والأشخاص الذين كنت أتعاطى معهم بعضهم مات بفعل جرعات زائدة أو بالإيدز، فيما آخرون انتحروا بشنق أنفسهم.

قصة الشاب الذي كان أصغر إخوته، بدأت عندما كان في فترة المراهقة، وفي تلك السنوات، توفيت والدته لتترك فراغاً كبيراً في حياته، يتسلل من خلاله رفقاء السوء، حيث تعرف على مجموعة من الشباب، وكانت السيجارة وتعاطي المشروبات الكحولية المدخل إلى العالم المظلم، ثم وبدافع حب الاستطلاع والتجربة جاء دور الهيروين.

يعلق الشاب «كنت أشاهد أحد أصدقائي، وكأنه في حالة سبات عميق ولا يبالي بأي شيء، فعبرت له عن رغبتي في أن أصبح مثله، فأعطاني أول جرعة هيروين ودخلت في الدوامة».

القبض عليه

استمر الشاب على حاله لمدة عامين إلى أن تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي من إلقاء القبض عليه، وصدر حكم بحبسه لـ 4 سنوات، لكنه خرج من السجن مبكراً، وهنا بدأت عائلته بالاهتمام به، وسكن عند أخته وترك عالم المخدرات.

نجحت العائلة بفضل الجهود التي بذلتها من إبعاده عن عالم المخدرات لمدة عامين كاملين، لكن رفقاء السوء كانوا له بالمرصاد ليعود مرة أخرى إلى التعاطي ورغم حذره الشديد، إلا أن إدارة مكافحة المخدرات تمكنت من إلقاء القبض عليه، وأصدرت المحكمة حكماً بحبسه 4 سنوات وقضى فترة طويلة من العقوبة في السجن، كانت كفيلة بأن يقوم بإعادة مراجعة ذاته وأثر ذلك في نفسه بشكل كبير، وبالفعل نجح الشاب في الابتعاد عن رفقاء السوء، وتوقف عن التعاطي ثم حصل على وظيفة وتزوج وأنجب طفلاً، واستمر على هذه الحال لمدة طويلة.

استغلال

ولكن في العام الماضي، التقى عن طريق الصدفة أحد أصدقاء السوء في إحدى الفعاليات، وأبلغه هذا الصديق أنه توقف أيضاً عن المخدرات فاطمأن له وتبادلا أرقام الهواتف.

اتصل هذا الصديق بالشاب في أحد الأيام، وجلسا مع بعضهما البعض، وكان الشاب يومها في خلاف مع زوجته، فاستغل صديقه الفرصة وأعطاه «حبة» مخدر، وهنا تمكنت الشرطة من إلقاء القبض عليه ودخل السجن للمرة الثالثة وقضى عقوبة لمدة عام.

وحالياً تشرف شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على حالة الشاب بعد إطلاق سراحه من السجن، بهدف مساعدته في البقاء بعيداً عن أصدقاء السوء، حيث يُبدي رغبته الشديدة في حماية نفسه من العالم المظلم.

Email