مطالبة بمشروع رعاية يشمل المتابعة في المنازل

واقعة ترك أم لابنتها المعاقة في الشارع تثير الاستياء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أثارت واقعة ترك ولية أمر لابنتها البالغة من العمر 12 عاماً، من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الشارع كعقوبة لها على شجارها الدائم مع أشقائها، استياء شريحة كبيرة من أفراد المجتمع الذين طالبوا بتحويلها إلى القضاء والتبليغ عن أي إساءة تصدر بحق الأطفال، وعدم السكوت واتخاذ موقف الحياد، فيما دعا آخرون إلى إيلاء أسر ذوي الإعاقة أهمية خاصة عن طريق إلحاقهم بدورات تمكنهم من التعامل مع هذه الفئة بصورة صحيحة، ومتابعتهم عبر الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين لضمان سلامة الأسلوب التربوي في التعامل.

وأكدت فاطمة المرزوقي مدير دار الرعاية الاجتماعية للأطفال في الشارقة، أن هناك برامج توعوية على درجة من الأهمية والقوة تقدمها الجهات التي تعنى بتقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كانت حكومية أو جهات خاصة، مشيرة إلى أن كل إعاقة لها أسلوب خاص في التعامل، ينبغي على أولياء الأمور أن يكونوا على درجة من الوعي والفهم بهذا الأسلوب، فطفل الإعاقة الحركية يحتاج إلى طريقة مختلفة عن طفل التوحد أو الإعاقة السمعية.

قوة وضعف

وقالت: هناك جوانب قوة وضعف عند الأطفال، وعلى الأهل معرفة كيفية تعزيز نقاط القوة، وتفادي نقاط الضعف. وشددت على أن الطفل قد يتضرر نفسيا إن لم يحسن الأهل معاملته بالصورة المطلوبة.

ولفتت المرزوقي إلى دور الجهات الصحية، إلى جانب الاجتماعية في توجيه الأسر حول السبل المثلى في التعامل مع الطفل استناداً لحالته، إضافة إلى توعيتهم بمعايير الأمن والسلامة الخاصة في التعامل الآمن مع الطفل داخل المنزل. واعتبرت المشكلة في الجهد الذاتي الذي ينبغي على عائلة الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم به وهو الجانب التثقيفي الذاتي، مؤكدة أن الدولة توفر كل سبل المعرفة وما على الأهل سوى طرق باب أحدها، فعلى الأهل أن يثقفوا أنفسهم لتتكامل الأدوار مع جهود مؤسسات الدولة.

مراعاة النفسية

وقالت ابتسام بوشليبي مديرة مدرسة النوف للتعليم الأساسي التي تدرس فيها الطالبة المعاقبة، إنه يجب التعامل مع هذه الفئة من الطلبة بشكل خاص تبعاً لطبيعة الحالة التي يعاني منها الطفل مع مراعاة نفسيتهم، مشيرة إلى أن لديهم حالات دمج، ومعلمة تربية خاصة تملك مهارة التعامل مع كل حالة، مطالبة بضخ مزيد من التوعية للأهالي الذين بلا شك يعانون العديد من المشاكل في طريقة التعامل، من هنا تأتي أهمية دور الإرشاد، حيث يعمل على مساعدة الوالدين في طريقة التعامل مع أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة.

وطالب يعقوب الحمادي اختصاصي اجتماعي، بإلزام أولياء أمور الطلبة من ذوي الإعاقة بالانخراط في دورات تدريبية حول سبل التعامل مع الطفل حسب إعاقته لتجنب مثل هذه الأحداث، إضافة إلى ضمان سلامة اندماج الطفل وتلقيه الرعاية المناسبة.

دورات تثقيفية

وتمنت لولوة محمد ولية أمر، مزيداً من الاهتمام من قبل مؤسسات الدولة المعنية، وذلك عبر إلزام أولياء أمور الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بدورات تثقيفية في طرق وكيفية تربية وتأديب هذه الفئة، لأن لهم أساليب خاصة في نوع العقاب والتعزيز بالثواب.

واستفزت الحادثة سعيد حمير، ولي أمر، الذي نادى بضرورة توعية الأم لا معاقبتها، والاطمئنان عليها ومراقبة سلوكها تجاه ابنتها، مطالباً بأخصائية اجتماعية تزور الأسر من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتعريفها بالطرق الصحيحة وتصحيح سلوكياتها ان كانت خاطئة.

وتساءل عن دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية في شق التوعية لتلك الأسر ومتابعة حالات الأبناء وظروفهم المعيشية، لتجنب طرق التعامل الخاطئ من قبل الأهل الذين قد يصل جهل بعضهم إلى إقصاء الطفل ومنعه من الانخراط اجتماعياً، مطالباً بمزيد من برامج التوعية في وسائل الإعلام والمدارس.

رعاية مضاعفة

أبدت فداء ذياب، ولية أمر، حزنها لما سمعته عن طريقة معاقبة الطفلة، وأنا أم لطفلة من ذوي إعاقة، ولدي أربعة أطفال، وأولي طفلتي تلك رعاية مضاعفة لأنها تحتاج إلى ذلك. وطالبت الأم بتلقي تدريب عن كيفية التعامل مع ابنتها من خلال المراكز المنتشرة في الدولة.

Email