تصيب الأطفال ما بين ستة أشهر إلى ست سنوات

«التشنج الحراري».. رعب الوالدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

التشنج الحراري هو حالة شائعة بين الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي، ما بين عمر ستة أشهر إلى ست سنوات، بحسب ما أوضح لـ«البيان» الدكتور مجدي عبد العزيز استشاري الحالات الحرجة في دبي، مشيراً إلى أن درجة تحمل الأطفال للحرارة تختلف من طفل إلى آخر، بعض الأطفال قد ترتفع درجة حرارة جسمه دون أن يحدث ذلك تفاعلا شديدا والبعض الآخر يرافق ارتفاع درجة الحرارة بعض التشنجات.

وعرّف الدكتور مجدي التشنجات الحرارية بأنها عبارة عن حدث أو حالة مفاجئة من تشنج عضلات الأطراف تصيب الأطفال، وتكون مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة، مع بعض الارتعاشات في الجسم، وانقلاب في حدقة العين ولا تستمر عادة لأكثر من 15 دقيقة.

وأضاف الدكتور مجدي أنه غالبا ما يصاب ذوو الطفل بالذعر الشديد والخوف على ابنهم من هذه الحالة، إلا أنها لا تعتبر خطيرة على الإطلاق بقدر ما تتطلب وعياً كافياً من الأهالي لاتخاذ الاحترازات الطبية والإسعافات المناسبة ثم نقل الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج الملائم.

إجراءات احترازية

وأكد الدكتور مجدي أنه غالباً لا تتطلب التشنجات الحرارية أي علاج، لكن وفي حال استمرارها يجب علاجها بأدوية مضادة للتشنجات فور ظهور أعراضها على الطفل كما ينصح بضرورة وضع الطفل في مكان آمن وجيد التهوية، بحيث يكون مضطجعا على جنبه على الأرض، ثم محاولة تنظيف الإفرازات التي تخرج من فم الطفل ومن ثم نقله إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى، مشيرا إلى أن الحالة لا تدعو إلى القلق.

تشخيص الحالة

ويضيف أن تشخيص الحالة يعتمد على معرفة التاريخ المرضي والفحص الجسدي للطفل سريريا، ثم يقوم الطبيب بإعطائه حقنة أو تحميلة مخفضة للحرارة، لوقف التشنج، إذا كان مازال مستمرا، ثم يتم بفحص الطفل من جديد للوقوف على سبب ارتفاع درجة حرارته، التي قد تعود إلى التهابات في الحلق أو في الأذن غالبا..

ويــــقدم له العلاج المناسب بحسب الحالة، إلى جانب الأدوية الخافضة للحرارة، مع استعمال الكمادات الباردة للسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الجسم وإيقافها.

وأشار إلى أنه في بعض الحالات قد يتعرض الطفل إلى تشنجات متكررة عند ارتفاع درجة الحرارة التي غالباً ما تكون أكثر من 39 درجة مئوية عند إصابة الأطفال بالتشنجات الحرارية، وفي هذه الحالة يُنصح الأهل بضرورة الاستمرار في العمل على خفض الحرارة بالوسائل المذكورة آنفا، وكذا المحافظة على رباطة الجأش وعدم الارتباك في حال ظهور مثل هذه الأعراض على طفلهم رغم المنظر غير المحبذ.

التشنجات الحرارية نوعان

أوضح الدكتور مجدي أن التشنجات الحرارية تنقسم إلى نوعين البسيط ويستمر لمدة تصل إلى خمس عشرة دقيقة ولمرة واحدة، ولا يعاود المريض خلال 42 ساعة، أما المعقد وهو التشنج الأقل شيوعاً، فيتجاوز هذه المدة بقليل، ويعاود المريض لأكثر من مرة خلال الأربع والعشرين ساعة ومن الممكن أن تكون مؤشراً لوجود مرض خطير، مثل، التهاب السحايا، أو خراج في الدماغ.

أسباب المرض

توجد عـــدة أسبــاب للتشنـــجات الحـــرارية لدى الأطفال، وتــعود معـــظمها نتيجة الإصابة بالالتهـــابات الفيروسية، التي تعـــد ســبباً رئيساً للتشنجات الحرارية، بالإضافة إلى التهاب المعدة والأمعاء البكـــتيري..

والإصابة بمرض الإنفلونزا، التهاب الجهاز التنفسي العـلوي، والتـــهاب الأذن الوسطى، إلى جانب العــــامل الوراثي الذي يسمح بوجود قابلية لبعض العوائل للتشنج الحراري، ولكي نفرق بين التشنجات الحرارية البســيطة عن غيرها لابد من إجراء فحوصات مخبرية كفحص الدم للوقوف عـــلى سبــب ارتفاع درجة الحرارة.

ويتركز التشنج الحراري في أطراف الجسم، وهي اليد أو الرجل أو الرأس، وقد يشعر الطفل بضعف في الرجل أو اليد بعد انتهاء التشنج.

مضاعفات

على الرغم من أن التشنجات الحرارية كثيرا ما تبدو مخيفة إلا أنها نادرا ما تؤدي إلى أي إصابات دائمة، أما إذا استمرت التشنجات وقتا طويلا أو عانى الطفل من عدة هجمات متكررة لها، فقد يحدث اضطرابات طفيفة في وظائف المخ.

نصف الأطفال الذين لديهم تاريخ مرضي مع التشنج الحراري يحدث معهم تشنجات مستقبلية غير أن تلك التشنجات تقل مخاطرها مع الوقت كما أنه من النادر حدوث تلك التشنجات بعد سن السادسة.

Email