المشاركون في ندوة نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث:

التنظيمات الإرهابية ستعود إلى الجحور

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الكاتب والمفكر الدكتور عبد الحميد الأنصاري لـ «البيان» أن التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرها في طريقها إلى التقهقر والعودة إلى الجحور مرة أخرى، وأن التاريخ شهد هزيمة ساحقة للخوارج الذين حاربوا لمدة 200 عام وانتهوا من الوجود، وكانوا يحملون نفس فكر داعش مشيراً إلى أن داعش فشلت في مهمتها فشلاً ذريعاً وأن أعدادهم باتت قليلة جداً.

وقال الأنصاري إن الإرهاب يرتدى أقنعة عدة إلا أنه لم ولن ينجح يوماً، وأن تلك أفلام داعش الإرهابية ساهمت في سقوط هذا الفكر وزيادة أعدائها، وأن التنظيم الإرهابي وأمثاله في الحياة السياسية هم مجرد مرتزقة مأجورة لتنفيذ الأوامر حتى لو بدا الأمر أنهم يروجون لفكر أو كما يدعون ينفذون الشريعة، وأن الارهاب مهما تفنن في التوحش لن يصل إلى هدفه، مشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية في انحراف تنازلي مهما كان من يقف خلفها.

وأكد الدكتور عبد الحميد الأنصاري في الندوة التي نظمها مركز المزماة للدراسات والبحوث تحت عنوان :«الإسلام السياسي وثقافة الكراهية» والتي أقيمت مساء أول من أمس في ندوة الثقافة والعلوم في دبي وقدمها الدكتور سالم حميد مدير مركز المزماة وحضرها سعيد ناشيد الكاتب والمفكر المغربي، والدكتورة أمل بالهول من الإمارات، أن انتهاك المقدسات على أيدى داعش عبر تحطيم متحف الموصل غير مسبوق في التاريخ.

قيم بالية

وأشار الدكتور عبد الحميد الأنصاري إلى أن الإسلام السياسي لا يقتصر على الإخوان المسلمين بل يشمل كافة الطوائف التي توظف الدين في الحصول على السلطة، وأن هذه الجماعات تنفي صفة الإسلام عنها بأفعالها التي تركز على إعلاء الكراهية في نفوس الأطفال والشباب..

منوهاً إلى أن التيارات السياسية هي انقطاع عن التجربة التاريخية للإسلام وأن فكرة الخلط بين ما هو ديني وما هو سياسي لم تكن موجودة إلا أنها وجدت صداها على أيدي الحكام وليس رجال الدين.

وأضاف الأنصاري إن الحكم والسياسة صناعة بشرية بينما الدين شأن إلهي، وإن هناك من يرجع أسباب ظهور هذه الجماعات إلى تأثيرات الدولة المعاصرة وهناك من يقول إنها نتاج الدولة الوطنية أو أنها بدأت في التنامي على يد حسن البنا وسيد قطب عام 1924 عندما أطلقوا مبدأ الخلافة الإسلامية والتي أسالت لعاب الكثيرين في الحصول عليها، مشيراً إلى أن ثقافة الكراهية ناتجة عن التعصب الزائد للقومية أو الدين على حساب الآخرين.

مظاهر

وأكد الأنصاري أنه من أهم مظاهر إعلاء الكراهية مشاهد الحرق والقتل العنيفة والوحشية التي تقوم بها داعش والتي تفوقت على الخيال السينمائي، وأن هذا الأمر هدفه بث الرعب والخوف في نفوس الناس، داعياً إلى تحصين الأطفال والشباب فكرياً من هذه الأفكار الإرهابية، وكذلك وسائل الإعلام يجب أن يكون لها دور أكثر وعياً، لافتاً إلى أن الطفل يتشرب من بيئته المحيطة.

تخريب الأوطان

وأشار سعيد ناشيد الكاتب والمفكر المغربي أن الجماعات الإرهابية انتقلت من تخدير الأذهان إلى تخريب الأوطان، وأن هناك أموراً لا يقبلها العقل البشري أصبحت أمراً اعتيادياً في مجتمعنا للأسف فبتنا نشاهد طفلاً بعمر الـ 12 عاماً يحاول تقليد الفكر الإرهابي الذي تبثه داعش من خلال الفيديوهات ..

وأن هذا الأمر يفسر لدى القاتل أنه انتقاماً من الطرف الآخر لأنه كافر وأنه نصب نفسه مسؤولاً عن تنفيذ القصاص على الأرض كنوع من تخدير العقل، منوهاً إلى أن نظرية المؤامرة تقوم بتخدير العقل وهو ما اتضح جلياً في سيرة أحد الصحفيين الفرنسيين الذي ادعى علمه بنظرية المؤامرة وتبين فيما بعد أنه متعاون إعلامياً مع إيران وحزب الله.

وقال ناشيد إن الغرب راهن على الإسلام السياسي في مراحل متعددة وخسر الرهان ولكنه مازال يحاول، وأن آخرها الرهان كان على الربيع العربي عبر تجنيد مجموعة من الشباب المتمحسين واستغلال ضعف بعض الدول.

وطالب ناشيد بضرورة إعطاء خطباء الجمعة دورات تدريبية وتغيير صيغة الخطاب الديني وألا تقتصر خطب الجمعة على الدين بل يجب أن تشمل كافة مناحي الحياة ، وإصلاح المفاهيم الدينية في التسامح والتعامل مع الآخر.

الاضطراب النفسي

وتطرقت الدكتورة أمل بالهول إلى الجانب النفسي في بث روح الكراهية والتي وصفتها بأنها الاضطراب النفسي والشعور بالخوف والأنانية، وأن سن 13 عاماً من أخطر مراحل الحياة في زرع الكراهية وصعوبة نزعها، وأنها لا تقتصر على الدين بل تمتد إلى العقيدة أو الطائفية أو القبلية، وانه يبدأ مع انقطاع التواصل مع الابناء والشباب.

ولفتت بالهول إلى أن التطور الذي شهده قطاع الطرق وإطلاق لقب المجاهدين عليهم بشكل مغلوط وغير صحيح يجب أن نفسر أسبابه حيث إن الأمر أشبه بسوسة النخيل التي تتلف النسيج الليفي للنخلة وتفقدها ثمرها وقوتها، لافتة إلى أنه تم إطلاق مشروع « وطني يسمع » والذي حقق نجاحاً كبيراً في المجتمع الإماراتي، وشكل 30 جلسة حوارية.

ولفتت بالهول إلى أنه تم إطلاق برنامج « داعية وطني» ، مطالبة بضرورة الاستماع إلى الشباب ومحاورتهم وعدم استفزازهم وترك مساحة تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم.

ثقافة التسامح

قال الدكتور سالم حميد إنه منذ افتتاح مركز المزماة للدراسات والبحوث شنت حرب كبيرة على المركز واتهمنا البعض أننا نحارب الإسلام وأننا متشددون، فيما نسى هؤلاء وقاحتهم بتسمية أنفسهم خلفاء الله على الأرض وأساؤوا إلى الإسلام، وبدأوا في نشر ثقافة الكراهية وأصبحوا أعداءً للاسلام ولا يجب أن نطلق عليهم الجماعات الإسلامية.

وأكد حميد أن الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك استراتيجية لغرس التسامح والتعامل مع الآخر، وأن الدولة تعتبر أكبر مانح للمساعدات في العالم لكافة الجنسيات.

Email