والد الشهيد الحمودي: ابني قدم روحه فداءً للوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي مشاعر الاعتزاز لما عبر به والد شهيد الواجب الملازم أول طيار عبدالله علي سيف الحمودي من مشاعر، الذي وافته المنية وزميله سيف الزعابي إثر سقوط طائرتهما العسكرية أثناء التمرين المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية ونظيرتها المصرية في جمهورية مصر العربية. وقد تفاعل مغردون مع تصريحات والد فقيد الواجب، معبرين عن فخرهم واعتزازهم بهذا الموقف، وبمقولته: " عبدالله ذهب فداءً للوطن الذي اختار أن يتدرب للذود عنه، وفي سبيله تهون الأحزان".

وقدمت " البيان " مواساتها في شهيد الوطن لوالده عبر اتصال هاتفي، وبدا عليه تماسك ممزوج بالافتخار باستشهاد ابنه. مشيرا إلى أنه تلقى خبر وفاة ولده عن طريق مكالمة في تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً، وأنه تلقاها بصبر وإيمان بقضاء الله وقدره بعد أن أخذ الهاتف من ابنته التي كانت تصرخ باسم شقيقها عبدالله بشكل هستيري ودون انقطاع. مؤكداً بأن الخبر كان صدمة لنا جميعا وخصوصاً بالنسبة لوالدته التي لازالت تلازم الفراش.

وأضاف قائلا: " إن ما يخفف من مصابه الجلل أن الفقيد قدم روحه فداء للوطن ومات بشرف وكرامة، ونحتسب شهيدنا عند الله تعالى، فهو شهيد الواجب، ابني فداء للدولة، وكما تعزنا الدولة، فالواجب على أبنائها أن يعزّوها وأن يقدموا أرواحهم فداءً لها". لافتا إلى أن عزاه بأن ابنه كان مغرما بالطيران وكان يخطط أن يكون طيارا وهو ماقاده إلى الكلية الجوية وبهذا تحقق طموحه بخدمة الوطن. كما استطرد في وصف مواقف ابنه، أثناء تأثره باستشهاد أحد زملائه، فكان يتأثر جداً، ويحرص على التواصل مع ذويهم للعزاء، ولم يكن يخشى الموت، ولا ينتابه قلق وخوف.

وعن آخر اتصال بالشهيد قال الوالد علي: إنه كان يوم الأربعاء الماضي عصرا عبر اتصال مدته قليلة جدا للاطمئنان علينا، حيث يكرر اشتياقه لنا وعن الهدايا التي نرغب بها. وكان دائما الاتصال والسؤال حتى وفاته. وكان الاتصال الأخير مع زوجته وذلك قبل صعوده الطائرة وقال لها إنه في مهمة تدريبية، ليغادر بعدها الحياة وهو رافع الرأس فخورا بما سيقدمه للوطن".

وأوضح أحد أقاربه إن استشهاد عبدالله أثناء يشعر أهله بالسعادة من أجله وأجل كل من ينتمون إليه، فهو لم يمت على سريره وإنما في قلب الوطن الغالي على الجميع، وقد دفع حياته دفاعا عن وطنه لأنه من الرجال الأوفياء المخلصين في عملهم، ويضيف:" نحن نؤمن جيدا أن العمل العسكري عز وفخر لمن يعمل به، وقد رحمه الله دائما سعيدا بخدمة الوطن، وما حدث له هو جزء من الدين الكبير الذي عليه لهذه الأرض الطيبة"

ويواري جثمان شهيد الواجب " الحمودي" الثرى في مقبرة الطويين اليوم الجمعة في تمام الساعة السابعة والنصف صباحا، في الوقت الذي تستقبل عائلته العزاء في منزل والده في وادي البطحاء التابعة لمنطقة الريامة بالطويين.

وثمن " الوالد علي الحمودي " وقفة القيادة الرشيدة، وشكر كل من زارهم وواساهم وخفف من مصابهم وخصوصا وإن منطقة الريامه وأهلها بكوا على فراقه – رحمه الله - لما يمتاز فيه بالكثير من الخلق القويم، والأدب والعلم، والابتسامة التي لا تفارق محياه. كما كان حريصا على عمله، فضلا عن أنه كان حديث عهد بالزواج. وجدد مرة أخرى الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة قائلا: " أتوجه بالشكر والتقدير للقيادة التي حرصت على الوقوف مع أبنائها في السراء والضراء، وأؤكد أني وأبنائي فداء للوطن وقيادته". لافتا بقوله: " سيظل شهيدنا حياً في عقولنا وقلوبنا، وسيسجل اسمه في أنصع صفحات تاريخ الإمارات".

يذكر ان الفقيد من مواليد 1989 وترتيبه الثالث بين أشقائه، كما أنه الوحيد بين إخوانه الذكور وعددهم 6 الذي التحق بسلك الطيران، وتحقق طموحه بخدمة الموطن. ومتزوج منذ عامين ولديه ابن واحد يدعى " علي " ويبلغ من العمر عام وشهر واحد. هذا إلى جانب أنه من أبناء منطقة الريامة في الطويين التابعة لإمارة الفجيرة والتي تتكون من أربعة ضواحي رئيسية فيها " الجريف والطويين والصرم والريامه "، إلا أن منزلهم تحديدا يقع في وادي البطحاء التي تتكون من شعبية تضم 6 منازل شعبية كل منها قريبة من مزارعها.

Email