"الشبكات الاجتماعية" في الإمارات تعزز التواصل بين الحكومة والمواطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت عنوان "نظرة على الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2014- تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطن"، أطلق برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بالتعاون مع نادي دبي للصحافة، تقريراُ بحثياً حول استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في الدولة خلال عام 2014.

ويعتبر التقرير ثمرة شراكة معرفية بين برنامج الحوكمة والابتكار في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ونادي دبي للصحافة، ويؤكد التقرير استمرار نمو استخدام الإعلام الاجتماعي وتعاظم أثره على مختلف النواحي الاجتماعية والعملية في دولة الإمارات العربية المتحدة.


وتم إطلاق التقرير الجديد في إطار الفعاليات المصاحبة للدورة الثانية لمنتدى الإعلام الإماراتي الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يوم الأربعاء الموافق 26 نوفمبر الجاري.  وجاء الكشف عن التقرير خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر النادي بحضور سعادة منى غانم المري، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيس النادي، والدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ومنى بوسمرة، مدير النادي.

وفي هذا الإطار، أكدت سعادة منى غانم المري، اهتمام منتدى الإعلام الإماراتي بالجانب البحثي الأكاديمي بما يوفره من رصد وإحصاءات دقيقة تساهم في تعزيز نقاشات المنتدى وتمكينه من الاضطلاع برسالته نحو دفع مسيرة تطوير الإعلام المحلي بالارتكاز على أسس علمية مشفوعة بالحقائق والأرقام التي يمكن الاعتماد عليها كمرجعية موثوقة تساهم في وضع تصورات واضحة للمشهد الإعلامي للمعنيين بهذا القطاع سواء من المتخصصين أو الدارسين، ويسعدنا أن يكون شريكنا في هذا الجهد البحثي المتكامل هو كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بما تحمله من سمعة طيبة كإحدى الجهات البحثية الرائدة في المنطقة".

وأضافت المرّي:  "مع تنامي أثر الإعلام الاجتماعي واتساع دائرة جمهوره في دولة الإمارات، وجدنا أنه من المهم مواصلة رصد تطورات هذا الشكل الإعلامي بكافة صوره ومنصاته، للوقوف على تأثيراته المختلفة على إعلامنا المحلي، ورسم صورة واضحة عن مدى الاستفادة منه في لعب دور مكمل للإعلام التقليدي، لاسيما في دعم جهود الحكومة في التواصل الفعال مع الناس للتعرف على متطلباتهم وتسريع وتيرة تلبيتها، حيث قطعت الدولة شوطاً كبيرا في هذا المجال ضمن سلسلة من المبادرات والخطوات التي سبقت فيها العديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها". 

 
وقال الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي، كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: "بات الإعلام الاجتماعي يلعب دوراً فاعلاً في مختلف نواحي حياتنا، ويقدم التقرير  الجديد لمحة عن الإعلام الاجتماعي في دولة الإمارات و أثره على العلاقة بين الحكومة والمواطن. ويكتسب هذا التقرير أهمية خاصة مع إطلاقه ضمن فعاليات منتدى الإعلام الإماراتي، فالمنتدى يطمح لإيجاد ساحة مبتكرة للحوار يكون التركيز فيها على دور الإعلام المحلي كشريك في تحقيق الرؤية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل الإعلام الاجتماعي جزءاً في غاية الأهمية من الإعلام الإماراتي بل وأصبح.

كما يبين التقرير، عاملاً مؤثراً ضمن منظومة العمل الحكومية. ويبرز التقرير إدراك قيادة دولة الإمارات لأهمية وسائل التواصل الاجتماعي ويناقش توظيفها كأدوات تفاعلية لإشراك المجتمع انطلاقاً من قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت قوة مؤثرة .. وبرلماناً مفتوحاً .. وإعلاماً لا يمكن الالتفاف عليه".

من جهتها أكدت منى بوسمرة أن تقرير "نظرة على الإعلام لاجتماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة 2014 - تعزيز التواصل بين الحكومة والمواطن"، بما يتضمنه من دراسات ونتائج وتحليلات يأتي ليستكمل أهداف نادي دبي للصحافة كمنصة ومركز عالمي يولي اهتماماً كبيراً بإطلاق بحوث ودراسات إعلمية متخصصة وضمن استراتيجية يتبناها النادي في مواكبة أحدث الظواهر المؤثرة في قطاع الإعلام. مشيرة إلى أهمية إطلاق هذه الدراسة تزامناً مع انطلاق الدورة الثانية للمنتدى.

باعتبار أن أغلب سكان دولة الإمارات يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي بكثافة، مما يحتم علينا تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أبعادها وسبل الاستفادة منها في إحداث تغييرات في مختلف المجالات والتي تصب في خدمة أهداف وطموح الدولة. وأضافت بوسمرة أنه سيتم توزيع نسخ من التقرير  في موقع المنتدى الذي يعقد يوم غداً (الأربعاء الموافق 26 نوفمبر)، بالإضافة إلى توفير نسخة إلكترونية منه على الموقع الخاص بالنادي www.dpc.org.ae


نتائج التقرير
ويؤكد التقرير أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يشهد تزايداً مضطرداً في العالم العربي بشكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة بوجه خاص إذ تضاعف عدد مستخدمي فيسبوك في دولة الإمارات ثلاث مرات في غضون الأعوام الأربعة الماضية، وارتفع من 1.6 مليون مستخدم في يونيو 2010 إلى 5 ملايين مستخدم في أكتوبر 2014 بنسبة انتشار وصلت إلى 60%. وصاحب هذا النمو انخفاض نسبة مستخدمي فيسبوك الشباب ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً في العامين الماضيين من 52% إلى 48% حيث بات مستخدمو فيسبوك الأكبر سناً يشكلون أغلبية طفيفة للمرة الأولى. وكشف التقرير أن دولة الإمارات تمتلك أعلى نسبة انتشار لمستخدمي لنكدإن بالنسبة لعدد السكان والتي وصلت إلى 25%.

وبحسب نتائج التقرير، ذكر أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان أنهم قدموا ملاحظات للجهات الحكومية حول الخدمات، حيث قال 28% منهم إنهم فعلوا ذلك عبر استمارة ملاحظات إلكترونية. وأشار نحو 10% إلى أنهم علقوا على حساب رسمي حكومي على الإعلام الاجتماعي، وأشار 10% غيرهم إلى أنهم قدموا ملاحظاتهم عبر البريد الإلكتروني، بينما قال 5% من المشاركين في الاستبيانأنهم قدموا ملاحظاتهم إلى موظفي الحكومة عبر تويتر.

ويوضح التقرير أن مواطني دولة الإمارات ينظرون بإيجابية لاستخدام الحكومة لوسائل الإعلام الاجتماعي والأثر الذي يتركه ذلك على الخدمات الحكومية، حيث أعرب57%ممن شملتهم دراسة استطلاعية أجريت في الإمارات عن دعمهم الكبيرلاستخدام الحكومة لوسائل الإعلام الاجتماعي في تصميم الخدمات العامة وتقديمها. وقال 59% من المشاركين في الاستبيان أنهم مواظبون على زيارة الصفحات الرسمية الحكومية على الأقل مرة واحدة أسبوعياً بينما أشار 31% منهم إلى أنهم يزورونها عدة مرات يومياً.

واتفق أغلب المشاركين في الاستبيان على فائدة استخدام الإعلام الاجتماعي في تصميم الخدمات الحكومية وتوفيرها، ففيما يتعلق بالفوائد قصيرة المدى، قال 85% من المشاركين في الاستبيان أن زيادة فاعلية الاتصالات بين المتعاملين والحكومة، عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، تتيح تخفيض تكاليف تصميم وتوفير هذه الخدمات، بينما اعتقد 80% منهم أن قدرة الإعلام الاجتماعي على تعزيز تبادل المعلومات ستحسن جودة الخدمات. أما في فيما يتعلق بالمنافع على المدى البعيد فقد احتل تحسين إدراك الحكومة لاحتياجات المتعاملين من خلال تحليل البيانات والملاحظات المأخوذة من مصادر الإعلام الاجتماعي المرتبة الأعلى، وذلك وفقاً لآراء 80% من المشاركين.

تجربة العصف الذهني في دولة الإمارات
وتناول التقرير تجربة العصف الذهني الإماراتي التي صاحبت الخلوة الوزارية المنعقدة في 8 و9 ديسمبر الماضي والتي مثلت إحدى أكبر تجارب العصف الذهني على مستوى العالم بمشاركة من أغلب قطاعات المجتمع وشرائحه من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة. كما ناقش التقرير كيفية استفادة حكومة دولة الإمارات بشكل مبتكر من وسائل الإعلام الاجتماعي لتشكيل فهم أفضل للتحديات التي يواجهها قطاعا التعليم والصحة، ولحشد مصادر الأفكار وإشراك الجمهور بشكل جدي في إيجاد حلول لتطوير هذين القطاعين وتمكنت من استقطاب أكثر من 82 ألف فكرة.

وأشار الدكتور علي إلى أن القيادة في الإمارات تعتمد نهجاً قائماً على الابتكار في كل مضمار، ولطالما كانت سباقة في توظيف التقنية في خدمة المجتمع واعتماد مختلف السبل التي تمكنها من التواصل مع أوسع شريحة من الجمهور، وعملت من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على تغيير النظرة التقليدية للجمهور من جهة متلقية للخدمات الحكومية وغير فاعلة إلى اعتبارها متعاملاً لدى الحكومة وشريكاً في عملية التطوير الشامل للمجتمع. ويكتسب هذا النموذج أهميته من التحول نحو المشاركة الفاعلة وتمكين الجمهور بهدف تحقيق التنمية المستدامة".


وقالت رشا مرتضى، مدير برنامج الحوكمة والابتكار بالإنابة: "تشير الدراسة إلى استعداد المتعاملين في الإمارات العربية المتحدة للتفاعل مع الحكومة عبر الإعلام الاجتماعي للإسهام في تصميم الخدمات الحكومية وتوفيرها بشكل أفضل. وهذا الأمر متوقع في ظل الجهود الرائدة التي تبذلها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، لدمج الإعلام الاجتماعي في الخدمات العامة، وفي ظل الانتشار الواسع لاستخدامه بين المواطنين والمقيمين في الدولة".

Email