توقعات بزيادة كمية الأمطار وهطولها حتى في الصيف

الدولة تسابق تغيرات الطقس بتوسيع شبكات التصريف

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"ما يزيد على ألف حادث مروري.. تعطل حركة السير في بعض الشوارع التي غمرتها المياه.. مياه السيول تقتحم منازل مواطنين في الشارقة ورأس الخيمة وخورفكان.. توقف الدراسة في بعض المدارس.. 447 بلاغا لبلدية دبي في يوم واحد.. اصابات متعددة وتعذر وصول موظفين الى أعمالهم.. اغلاق مركز تجاري والقرية العالمية ومعرض للطيران"..

 عناوين تتكرر سنويا في كل موسم للأمطار، حتى باتت ظاهرة يعاني منها الجميع تقريبا. هذا هو الحال مع معدل هطول أمطار قليل، فما البال اذا ما زادت كمية وفترات هطول الأمطار على الدولة كما يتوقع خبراء الطقس بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري أو ميلان محور الأرض، بل ان بعضهم ذهب الى ان الامارات ستشهد أمطارا حتى في الصيف؟،

وهل تكفي صهاريج سحب المياه لمواجهة هذه الظاهرة ؟ وهل يؤخذ في الحسبان مواقع المشاريع السكنية بعيدا عن مجاري السيول؟ وهل هناك ما يكفي من تنسيق بين الجهات المختصة لوضع خطط جاهزة لمواجهة تغيرات الطقس، سواء بالاستعدادات الفنية أو شبكات تصريف المياه؟ وكذلك هل هناك ما يستوجب وجود مظلة تأمينية لتغطية خسائر موسم الامطار؟.. أسئلة برسم الاجابة او البحث عن هذه الاجابة في التحقيق التالي.

حل

المهندس حسن مكي مدير ادارة الصرف الصحي في بلدية دبي يقول: إن الصهاريج مخصصة للتعامل مع تجمعات المياه الصغيرة والمتوسطة في المناطق غير الموصولة بشبكة التصريف، وفي المواقع التي يتعذر فيها استخدام المضخات، لذا الصهاريج ذات فعالية لبعض الحالات والمضخات المنقولة تعتبر الحل الأنسب للحالات الأخرى .

ولكن هل من حل جذري خاص بشبكات تصريف مياه الأمطار؟، يجيب المهندس مكي: "ان شبكات تصريف مياه الامطار موزعة في جميع انحاء دبي، وتتكون شبكات تصريف مياه الامطار من نحو ثمانية وستين الف فتحة لتصريف مياه الامطار موصولة بأنابيب ارضية تتصل بمحطات ضخ ذات مستويين ، الاول يتكون من محطات الضخ المعنية بتوجيه جميع المياه المتدفقة الى محطات تصريف نهائية ..

والثاني يمثل محطات تصريف تضخ جميع ما يصلها من مياه الى مخارجها في مياه البحر، ويبلغ اجمالي عدد محطات الضخ بكلا المستويين 51 محطة موزعه جغرافيا في مدينة دبي بحيث تتكون كل محطة من منظومة ضخ متكاملة تشمل مضخات وخطوط ضخ وصمامات التحكم بالتدفق ومنظمات لمستوى التشغيل ولوحات تحكم كهربائية. واضاف: "إن شبكات تصريف المياه موجودة بالفعل ولكن ما يمكن أن تتعرض له بعض مشاريع التوسعة والتحديث والإضافة، وهذا الشيء تعمل عليها بالفعل إدارات الاختصاص في بلدية دبي كدراسة شاملة، وعلى إثرها، قد يتم البدء بمشاريع ميدانية".

في ظل هذا الواقع فان أبرز اشكالات موسم الامطار هي الازدحامات والحوادث المرورية التي تكبد الدولة خسائر كبيرة سواء كانت في الأرواح أو الممتلكات وهنا يحذر العميد عمر الشامسي مدير إدارة مركز القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات في شرطة دبي من التغيرات التي تحدث في حالة الطقس..

ويدعو السائقين إلى توخي الحيطة والحذر خلال التغيرات التي تحدث في الطريق نتيجة تغير حالة الطقس، منبها إلى أن هناك قواعد وضوابط لا بد من الالتزام بها خلال المطر والضباب والرياح التي تحمل أتربة وغبارا تؤثر في وضوح الرؤية، مشيرا إلى أن نسبة الحوادث المرورية التي تقع أثناء الضباب أو في الأجواء الماطرة تكون خطيرة نتيجة لتدني مستوى الرؤية لدى السائقين خاصة إذا كانت القيادة بإهمال وبسرعة كبيرة وتهور.

وطالب العميد عمر الشامسي جميع السائقين التأكد من نظافة الزجاج الأمامي وزجاج النوافذ ومصابيح الإضاءة ونظافة الإشارات الضوئية وعملها قبل البدء بقيادة المركبة، وترك مسافة كافية بين المركبة والمركبة التي تسير أمامه، وتخفيف السرعة والالتزام بخط السير وعدم تغيير المسار إلا في حالات الضرورة..

وعدم استعمال إشارات الإنذار الضوئية (الإشارات الجانبية الأربع) إلا في حالة الوقوف الاضطراري، محذرا من أن استعمال هذه الإشارات أثناء سير المركبة يحرم السائق من القدرة على استعمالها في الطوارئ القصوى، ومن استعمالها في تحديد اتجاه سيره في الوقت نفسه، مطالبا قائدي المركبات باستعمال مساحات الزجاج أثناء السير على الطريق لمنع تراكم المياه الحاجبة للرؤية..

منبهاً لضرورة توقع السائق وجود خطر في أية لحظة، كوقوف المركبة التي في الأمام فجأة، أو دخول مركبة من فتحة دوران جانبية، وعليه أن يكون مستعدا لتفادي هذا الخطر ويجب أن يعطي لنفسه مجالا ووقتا أكبر لأن وقت إتمام الرحلة أثناء تقلب حالات الطقس يفوق الوقت الطبيعي لإتمامها في حالات الصحو.

فيما يتعلق بتجمع البرك وجريان السيول في المناطق السكنية وتسرب الأمطار إلى داخل البيوت، أكدت وكيلة وزارة الأشغال العامة بالإنابة، المهندسة زهرة العبودي، بأن الوزارة تقوم بدراسة لمواقع بناء المساكن بعيداً عن مجاري سيول الامطار والوزارة تمنع وتوقف أي تصاريح للبناء في الأماكن المنخفضة والمعرضة لمرور الوديان في المناطق المنخفضة ..

واشارت العبودي الى ان الوزارة تقوم بحماية المنطقة السكنية التي بنت في المواقع المنخفضة بإنشاء السدود والسواتر لصد سيول الأمطار التي تتسبب في اضرار كبيرة لمساكن المواطنين وهنالك سدود تحت الإنشاء لتغيير مسار المياه وتجمعها وخطط لحماية المساكن في المناطق الشرقية من الفيضانات .

وأضافت إن المواصفات التي تتوفر في المساكن لمواجهة الأمطار هي مواصفات عالمية ليس في المساكن فقط كذلك المدارس والمستشفيات ويتوفر في المباني عوازل من فوق المبنى و من تحت المبنى ونضمن عدم وصول الرطوبة ونظام صرف مياه الامطار من فوق المباني.

الطرق

 تجمع مياه الامطار يكون ملحوظا أكثر في شوارع المناطق السكنية الحرة، ومدينة الحدائق "الغاردنز" مثال على ذلك، يقول ناظم فيصل مدير ادارة الصيانة والخدمات في هيئة الطرق والمواصلات في دبي إن شركة نخيل العقارية متعاقدة مع شركات لتوفير مضخات سحب المياه وتصريفها الى نقاط التصريف الخاصة بالمنطقة..

إضافة الى نقل مياه الامطار المتراكمة بالصهاريج، أما في ما يخص تأثير تراكم المياه على الحركة المرورية من والى شارع الشيخ زايد، والتأثير أيضا على خدمات المواصلات العامة التي توفرها الهيئة بالمنطقة فيتم استدعاء مقاول الهيئة والفريق المعني لدى الهيئة والعمل على سحب تلك المياه، واشار الى التنسيق بين فريق الهيئة وكل من بلدية دبي والشرطة قبيل الأمطار لوضع الخطط والآليات الواجب إتباعها.

انحراف الأرض عن محورها يغير مواقع الدول في الأقاليم المناخية

 لم يعد خافياً على أحد أن الأرض بدت عرضة للكثير من التغيرات الجيولوجية والمناخية، خصوصاً في ظل انحرافها عن محورها، بحسب رأي بعض العلماء. وخلال السنوات الماضية أصبحت تلك التغيرات الشغل الشاغل لهؤلاء العلماء، خصوصاً وكالة "ناسا" الأميركية، الذين مازالوا في بحث دائم وسط قلق من الأحداث المقبلة.

ولعل دول الخليج ليست بعيدة عن تلك المتغيرات المناخية، والمراقب لهذه المنطقة يلاحظ أن دولها باتت تشهد "مناخات" جديدة وغريبة أيضاً في أحيان أخرى. فبالأشهر السابقة شهدت الدولة ودول الخليج سيولاً وأعاصير، وأيضاً داهمت الثلوج مناطق ، وغيرها من الدول لم تعتد عليها، في ظاهرة جديدة بالنسبة للتغيرات المناخية.

ووفقاً لبعض العلماء فإن انحراف الأرض المستمر عن محورها سيغير مواقع الدول في الأقاليم المناخية المختلفة خصوصاً على الأقطاب، وخط الاستواء. وبذلك فإن معظم الدول العربية بما فيها دول الخليج ستكون في المنطقة المعتدلة المطيرة في الأرض وستأخذ مناخاً أوروبياً.

إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية المشرف العام على القبة السماوية بالشارقة، أكد على أن مناخ الدولة مرّ بتغيرات كبيرة خلال السنوات الماضية وهذه التغيرات مرت بمجموعة من مظاهر التغيرات ظهرت بتقدم موسم الأمطار الشتوية وغزارة أمطار موسم الربيع ومن المتوقع هطول امطار صيفية وكثافتها.

وأضاف الجروان أن ما ذهب إليه بعض العلماء حول انحراف الأرض يحتاج إلى دراسة فإنه لا يمكن الجزم بحدوث التغير المناخي قبل أن تتم دراسة دورة مناخية لا تقل مدتها عن 25 سنة واستنباط النتائج من دراسة المناخ خلال هذه الفترة , وفي نظرية تحول الخليج إلى أوروبا على صعيد الأجواء ، قال: "قد تحل أمطاراً غزيرة أو برودة شديدة..

لكن في جميع الأحوال قد تكون مرتبطة بانحراف الأرض أو بسبب الاحتباس الحراري"، واضاف: ان العلماء اجمعوا على وجود تغيرات في المناخ ولكن أختلف العلماء واتجهوا نحو فريقين فريق يرى ان العالم سيشهد زيادة في درجات الحرارة و الفريق الثاني ان مناخ الارض سيختلف اماكن كانت تشهد برودة سيتغير الطقس فيها واماكن كانت تشهد حرارة عالية مثل دول الخليج والدول الاستوائية سيبرد الجو فيها..

ومن المتوقع هطول امطار في الصيف على عمان واليمن وستصل هذه الامطار الى الامارات، في كل الاحوال فان التغير المناخي وزيادة كميات الامطار في الدولة تتطلب استعدادات من نوع مختلف عما نراه موسميا من مشهد ليس بحضاري على الاطلاق يتمثل في عشرات صهاريج شفط المياه المنتشرة في الشوارع المغمورة بالمياه

Email