تفاصيل جديدة في جريمة قتل مواطن طفلته

المتهم ضرب الكبرى حتى الموت وأحدث عاهات في الصغرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أب تجرد من المشاعر الإنسانية كافة، واستباح جسد طفلتيه البالغتين من العمر 7 و8 سنوات، إذ ظل يعذبهما بمشاركة عشيقته التي تبين انها حامل في الشهر الخامس حتى فارقت الكبرى الحياة، وبقيت الصغرى في ذلك الجحيم والعذاب المستمر يومياً تعاني في صمت من آثار لن تمحوها السنين من مخيلتها.

" البيان" تمكنت من رصد تلك الجريمة البشعة منذ الساعات الأولى بعد كشفها من قبل شرطة دبي، التي استنفرت طاقم البحث الجنائي للتحقيق فيها، إذ أن الجميع لم يكن مصدقا لتفاصيل خلت جميعها من المشاعر الإنسانية، وطغى عليها العنف والقسوة بأبشع حالاتها على طفلتين في عمر الزهور، ووأدت أحلامهما، وشاءت الأقدار أن يتكشف النقاب عن أب لا يستحق هذا اللقب فهو اقرب للذئاب وأبعد ما يكون عن الإنسانية.

البداية

"البيان" تابعت تفاصيل الجريمة البشعة وكشفت النقاب عن حيثياتها، إذ بدأت وقائع تلك القصة المؤسفة بتلقي بلاغ من مركز شرطة الفجيرة بطلب المواطن "حمد سعود" (والد الطفلتين)على ذمة إحدى القضايا إذ القي القبض عليه في المدينة العالمية في دبي فيما بعد، حيث قامت الزوجة الثانية له والذي تبين فيما بعد أنها عشيقته وليست زوجته، بالاتصال بأخيه لتخبره بما حدث، والذي توجه بدوره الى شقة اخيه، وحاول الاستفسار من العشيقة عما حدث، طالبا منها الاطمئنان على ديما وميرة ابنتي اخيه.

الا انها انكرت وجود الطفلتين لديها واخبرته انهما لدى امهما أي ( الزوجة الاولى التي تطلقت من الاب منذ 6 اشهر وام الطفلتين)، ولكن العم سمع صراخ الابنة الصغرى، وطلب منها فتح الباب، الا انها رفضت فقام بفتحه بمفتاح كان لديه.

ليجد الطفلة في حالة رثة جدا ورائحة الشقة لا تطاق، فأخذت العشيقة بالصراخ عليه وحاولت اخراجه من الشقة الا ان صراخ الطفلة استمر، فعمد العم اصطحابها معه، وعندما سألها عن اختها الكبرى ديما اخبرته بأن والدها قتلها وقام بلفها بالازار واخذها خارج البيت، حيث وقع هذا الكلام كالصاعقة على العم الذي لم يصدق ما يسمعه، ومع اصرار الطفلة ميرة على حديثها قام على الفور باصطحابها الى مركز الشرطة وبدأت خيوط الجريمة البشعة تتكشف.

معاناة

وفي مركز الشرطة، اكدت الطفلة ميرة البالغة من العمر 7 سنوات -التي كانت تتحدث وكأن عمرها 20 عاما- انها تعاني من حياة غير انسانية، وان اباها وعشيقته دأبا على تعذيبها واختها يوميا بشكل وحشي، تارة بالحرق وبالضرب المبرح، وتارة أخرى بالسجائر او بالمكواة، وتتابع ميرة : "كان يوم 28 مارس الماضي حيث عاد ابي الى البيت وقام بضرب اختي دون سبب بناء على توصية من عشيقته، اذ صفعها على وجهها 4 مرات بقوة مما افقدها الوعي.

وارتمت على الارض فقام بسحبها ووضعها في الغرفة، بعد ذلك خرج من فم اختي مادة بيضاء، وظلت في ركن الغرفة حتى حل المساء، وحاولت الحديث معها الا انها لم تستجب، فعاد ابي وحاول تحريكها فوجدها قد فارقت الحياة، فقام بلفها في الإزار الخاص به واخذها مع عشيقته الى السيارة وعاد بعد ساعات من دونها".

جثة هامدة

الاب القاسي حمل جثة طفلته في السيارة وتوجه الى منطقة البداير بالشارقة، ودخل الى منطقة صحراوية الا ان السيارة غرزت في الرمال، فقام بحملها على يديه جثة هامدة مشوهة، ودخل الى الرمال العميقة وحفر ثم دفنها وتركها وعاد الى السيارة حيث كانت عشيقته المشتركة معه في الجريمة تنتظره.

وحاول اخراج السيارة من الرمال الا انه فشل فذهب الى الشارع وحاول ايقاف سيارة لسحبه وبالفعل توقفت احدى السيارات الا انه اثناء سحب السيارة بحبل لونه اصفر انقطع مع انه مخصص للسحب، ولكنه عثر على حبل اخر واخرج السيارة، وعاد الى البيت ونام ومرت الاشهر الثلاثة على جريمته، وهو يعيش يومه دون تأنيب ضمير، ويرى طفلته الثانية ويعذبها كعادته دون رحمة.

رحلة البحث

وبدأت الشرطة رحلة البحث عن جثة الطفلة بعد إلقاء القبض على المتهم الذي اعترف في البداية بأنه دفنها في منطقة الفاية بالشارقة، فذهبت الشرطة الى المكان المحدد ولكن سريعا ما اكتشفت خداعه، وبعد عدة محاولات مع المتهم اقر انه دفن ابنته في منطقة البداير.

حيث تم اصطحابه مع فريق البحث والتحري في الساعة العاشرة ليل يوم الاربعاء الماضي، وظلت عملية البحث مستمرة لساعات، الا انها باءت بالفشل بعد ان غرزت جميع السيارات في الرمال، مما اضطرهم الى تأجيل عملية البحث الى صباح اليوم التالي حيث بدأت عمليات البحث في الساعة الخامسة صباحا على الدراجات الصحراوية.

وكان الهدف هو العثور على حبل اصفر، وبالفعل عثر على الحبل الاصفر الذي قطع من الاب قبل 3 اشهر، وتم الاستعانة ب4 كلاب بوليسية متخصصة في شم رائحة الجثث وتحديد اماكنها، وبعد مضي ساعة ونصف عثر على قبر الطفلة على بعد 200 متر من موقع الحبل وبدأت الكلاب تنبش القبر الذي حفره الاب لابنته وفعلا عثر على جثة الطفلة ملفوفة في قطعة قماش بيضاء.

المتواجدون في موقع الجريمة أكدوا ان الاب كان يبكي طوال الوقت، مرددا: "كنت أعرف ان هذا اليوم سيأتي لا محالة"، حيث اعترف المتهم بأنه كان يعذب ابنتيه بطريقة بشعة معللا انه كان تحت تأثير المخدرات والمشروبات الكحولية.

 

العشيقة سبب شقاء الطفلتين

 

اكدت محاضر جريمة قتل الطفلة ديما ان المرأة التي كانت السبب الاكبر في شقاء الطفلتين ليست زوجة الاب بل هي عشيقته وانها تعيش مع ابيهما دون زواج كما انها حامل في الشهر الخامس، وانها كانت تجبر الطفلتين على شرب بولها ومخلفات الحمام، وانها منعت دخولهما المدرسة وكانت تجبرهما على الانصياع لأوامرها انتقاما من امهما الاصلية التي كانت صديقتها قبل انفصالها عن الاب.

وتمت احالة العشيقة الى النيابة العامة بتهمة تعذيب الطفلتين والمشاركة الاجرامية في قتل الطفلة والتستر على الامر والخلوة غير الشرعية والحمل سفاحا ، كما امرت النيابة العامة بتسليم جثة الطفلة ديما الى ذويها.

 

دوريتان تكفيان

 

نفت القيادة العامة لشرطة دبي ما تم الحديث عنه بتوجه 14 دورية امنية الى بيت جد الطفلتين بناء على طلب الاب لاسترداد ابنتيه قبل عدة اشهر، حيث اكدت انه لا يوجد داع لخروج هذا الكم من الدوريات الامنية في موضوع بسيط يمكن ان يحله شرطي، مؤكدة ان مثل هذه البلاغات تعامل بشكل طبيعي وان الامر لم يكن يستلزم خروج كل هذه الدوريات، وان دورية امنية واحدة قادرة على احتواء الموقف، لافتة الى انه لم يسبق ان خرجت اكثر من دوريتين أمنيتين في اي قضية مهما كان حجمها.

Email