إحصاءات غائبة وأبحاث فقيرة وشبكة عربية مستوى التنسيــق بين مكوناتها "مخز"

التوحد..مرض غامض ينتشر بصمت لحبس المستقبل بين الجدران

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن البريطاني غاري ماكينون يعلم، وهو يلاحق الأطباق الطائرة عبر شبكة الانترنت، بأنه سيصبح أخطر المطلوبين للسلطات الأميركية، بعدما نفذ أضخم اختراق لمواقع أمنية وعسكرية في تاريخ الولايات المتحدة.

المثير في الموضوع أن ماكينون هذا مصاب بمرض التوحد، هذا المرض الغامض الصامت الذي يدفع بمصابيه إلى "برزخ العبقرية او الإعاقة"، فقلة منهم يُبدعون بشواهد كثيرة ومذهلة والغالبية تلوذ "بصمت الجدران" وتشكل عبئا على نفسها وعائلاتها والمجتمع.

ومع كل موجة أو "موضة" فيروسات تقوم الدنيا ولا تقعد، بحملات وضجات اعلامية، وتُخصص الميزانيات الضخمة لأبحاث باحثة عن العلاج، بينما "التوحد" وحيد من دون اهتمام، على الرغم من الدراسات الشحيحة التي تحذر من تفاقمه وتحوله إلى ظاهرة خطرة.

نعم الدراسات شحيحة وفقيرة وتفتقر إلى الحماسة والميزانيات، مما يبقي هذا التهديد الصارخ لمستقبل أجيالنا و"وأدهم بصمت" حراً طليقاً يمشي بيننا ويدوس فلذات أكبادنا من دون أن ننتبه.

أسباب "التوحد" غامضة رغم التعريف العلمي التشخيصي بأنه خلل عصبي يضرب استجابة حواس المصاب لمحيطه، وحالما ظهرت بعض الفرضيات في الثمانينات، توجه الاتهام للقاح ثلاثي يعطى للرضيع في سنته الأولى، سارعت الابحاث المختصة في الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تبديد هذا الاتهام، وتوجيه الطرق العلاجية فقط الى التدريب السلوكي وجيوب العائلات المبتلاة بكلفة علاجية خيالية، من جهة ، وقلة المتخصصين وتحديدا الناطقين باللغة العربية من الجهة الأخرى.

ولنا نحن العرب كعادتنا نصيب مضاعف من "المأساة التوحدية"، ففي العام 2009 تم انشاء الشبكة العربية للتنسيق بين مراكز علاج المرض الغامض، لكن مستوى هذا التنسيق بحسب مسؤوليه مخزية، ناهيك عن غياب أي تحذير اعلامي من الخطر المتسلل تدريجيا من سحب الاهمال.

في دولة الامارات العربية المتحدة ثمة تباشير صحوة، ونداءات لم تصل بعد الى المحيط، لمواجهة مصير أعداد ليست بالقليلة من اطفالنا تتآكلهم الوحدة:

- نداء لمواكبة الدول المتطورة كالولايات المتحدة لإجراء مسوحات شاملة للرضع واكتشاف المرض مبكرا.

- نداء لإنشاء مراكز متخصصة بهذه الفئة من الأطفال تتابع حالاتهم بعد سن البلوغ، صونا لهم من الانتكاسة المحتمة.

- نداء لمشاركة كل المؤسسات في مواجهة المرض الغامض، ولا سيما بوجود جهات كشرطة دبي التي عمدت الى معالجة هؤلاء الاطفال بركوب الخيل.

- نداء لتوفير الميزانيات لدعم الأبحاث والدراسات التي تقف على أسباب وطرق علاج المرض.. والأهم توفير الاحصاءات الغائبة.

هي نداءات انطلقت عبر هذا الملف، وفي الانتظار.. فهل من مجيب؟

 

 

 

 

 

على الرغم من أن عمر الشبكة العربية للتوحد، يبلغ حالياً نحو ثلاث سنوات، وأن الهدف الذي أطلقت من أجله، يتمثل في تعزيز التواصل بين المراكز العربية المتخصصة في علاج هذا المرض، إلا أن هذا التواصل حسب أحد أعضاء الشبكة يبدو شبه مفتقدٍ، وقلما يحدث.

وفي الوقت الذي يذهب فيه المختصون في التعامل مع المرض إلى وجود زيادة طردية ومستمرة، في حالات الأطفال الذين يعانون من التوحد، وهي زيادة تكشفها ملاحظاتهم وخبراتهم، لا الدراسات العلمية الرصينة والإحصائيات الدقيقة... في الوقت ذاته، يطالبون بضرورة زيادة عدد المراكز، لاستيعاب "عصافير الجنة" التي شاءت الأقدار، أن يُحبسوا خلف أسوار هذا المرض، التي يرزحون خلفها.

ويكشف المختصون، فضلاً عما سبق، عما يصفونه بانخفاض الوعي المجتمعي، بحقيقة هذا المرض في عالمنا العربي، ومن عدم التعامل معه على النحو الصحيح.

السطور المقبلة، تسلط الضوء على هذا المرض بصفة عامة، وأهمية اكتشافه وعلاجه مبكراً، وفوائد هذه الإجراءات في الحد من الأعراض الوخيمة له.

تساؤلات مهمة

يقول الدكتور علي شكر، رئيس جمعية الإمارات الطبية: إنه يترتب علينا قبل السؤال عن أين يذهب مرضى التوحد بعد سن الثامنة عشرة، أن نجيب عما يحظى به هؤلاء المرضى، من خدمات علاجية منذ اكتشاف مرضهم، وحتى يصلون إلى هذا العمر؟

ما هي البرامج والآليات العلاجية التي نطبقها عليهم ومن أجلهم، حتى يتم إدماجهم مجدداً في المجتمع؟

وهل الجهود المبذولة للتعريف بحقيقة المرض، في عالمنا العربي، تساهم في دمج المرضى، وخلق حالة من التقبل الاجتماعي لهم، أم أن هذه الجهود، مازالت شاحبة ومن ثم تسود نظرة سوداء إلى التوحد، باعتباره "شيئاً مخجلاً" وعلى الأسرة التي لديها طفل مريض أن تخفيه وتختفي عن التفاعل؟

ويتابع: هذه أسئلة ملحة بالغة الأهمية، ولا يمكن من دون الإجابة عنها، أن يتحقق أي تقدم، على صعيد جهود محاربة المرض والتصدي له، وهي أسئلة أهم من الحديث غير العلمي وغير الدقيق عن نسبة الزيادة التي لا يمكن القبول بأنها حقيقة، من غير إجراء دراسات إحصائية علمية، تقارن المؤشرات والمعطيات بين فترتين زمنيتين.

ويقول: إن قانون فحص ما قبل الزواج من القوانين الرائدة في دولة الإمارات، ويجب على المجتمع استيعابه والتعامل معه بكل جدية، لأنه ينعكس ايجاباً على جميع أفراد المجتمع، وعلينا أن نستوعب سلبيات زواج الأقارب، ونتعامل مع هذه المشكلة، بالمزيد من الجدية بما يساهم في تخفيض نسبة الكثير من الأمراض التي يعاني منها المجتمع.

 

برنامج مكثف

وتقول الدكتورة هبة شطا، مديرة مركز الطفل، والتدخل الطبي المبكر: إن مريض التوحد يتلقى ساعات علاجية أسبوعية، تتراوح بين 20 إلى 40 ساعة، حسب درجة المرض.

وتشير إلى أن العلاج السلوكي يعتبر أفضل وسيلة لعلاج مرضى التوحد، حيث أثبتت الدراسات أن فرصة خروج الطفل من التوحد عبر إخضاعه لبرامج علاجية مدتها أربع سنوات من العلاج المكثف والأخذ بعين الاعتبار أن التدخل العلاجي يجب أن يكون مبكراً، تعد فرصة متاحة، وقد تؤدي إلى نتائج رائعة، إلى درجة انه يمكن بعدها دمج الطفل في المدرسة.

ويتم تعليم الطفل في السنة الأولى من البرنامج المهارات الاساسية كالتواصل واللعب، ثم في السنوات الاخرى تبدأ البرامج الأكاديمية، والتواصل الاجتماعي للمريض، من خلال وضعه في بيئات مختلفة مع أقرانه الأسوياء في المدرسة والحديقة والأسواق بحيث يتم تعليمه عبر محاكاة سلوكياتهم، مختلف مهارات الحياة.

وأوضحت الدكتورة شطا أن عملية دمج الطفل تتم تدريجيا، بالتعاون مع المدرسة، شريطةً أن يوجد إلى جوار الطفل المريض دائما معلم، يسمى "معلم الظل" يتواصل وإياه بشكل دائم، ثم يتم سحبه تدريجياً قبيل دمجه في المدرسة.

وتقول: ان استجابة الاطفال تختلف وفقا لدرجات المرض، وأن أول فترة لاكتشاف الطفل المصاب بالتوحد هي فترة عدم تقبل الأهالي لهذا الأمر، وكلما زادت هذه الفترة تنعكس سلبا على العلاج.

وتوضح أنه يوجد أكثر من 25 مركزا في الامارات لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب 4 مراكز متخصصة في علاج التوحد، وأن ثمة زيادة في حالات التوحد في الإمارات، وثمة مراكز لديها قوائم انتظار طويلة.

وتضيف: إن النقص في عدد المراكز التي تعالج التوحد، ليس مشكلة محلية، حيث يوجد نقص في عدد المراكز المتخصصة في علاج التوحد على مستوى العالم، وهناك قلة في الكوادر المتخصصة للتعامل مع مرضى التوحد .

تكلفة

وتتطرق الدكتورة شفيقة غربية اخصائية تعلم وتحليل سلوكي ولغوي، رئيسة المركز اللبناني للتشخيص والتدريب إلى أن علاج طفل التوحد في مركز خاص في لبنان خلال سنة اكاديمية "تسعة أشهر" تتراوح بين 6 إلى 12 ألف دولار، أي ما لا يزيد على 42 ألف درهم، وقد ترتفع هذه التكلفة إلى 30 ألف دولار في بعض الحالات حسب احتياجات المريض.

وتشير إلى أن المراكز العلاجية للتوحد في الامارات متقدمة جدا، لكنها تعاني من نقص شديد في المتخصصين الذين يتكلمون اللغة العربية، مما يجبر الطفل المريض على التحدث باللغة الانجليزية، وهذا يتطلب أن ينتبه المعنيون إلى هذه النقطة المهمة، وأن يكون هناك تدريب لكوادر متخصصة لتعليم الاولاد الذين يعانون من التوحد.

ويتناول الدكتور أشرف فوزي أستاذ طب الاطفال في المركز القومي للبحوث في مصر، تكلفة علاج التوحد قائلاً: إن تكلفة العلاج في مركز خاص في مصر تبلغ حوالي 4 آلاف دولار سنويا وهذه التكلفة تعتبر مرتفعة جدا مقارنة بالدخل. ويضيف: إن الدول العربية تفتقر للبحوث والإحصائيات حول التوحد لكن ملاحظات الأطباء "غير المباشرة" تفيد أن مرض التوحد في ازدياد مستمر.

بينما عدد المراكز قليل جدا، هذا إلى جانب قلة الكوادر المتخصصة للتعامل مع المرض، مما يجعل الكثير من مرضى التوحد قابعين داخل بيوتهم من دون علاج ولا يحصلون على هذه الفرصة التي يمكن أن تنقلهم من وضع إلى وضع آخر مختلف تماما. ويشير إلى أن الطامة الكبرى في الدول العربية تتمثل في عدم التواصل بين المراكز العلاجية للتوحد وجميع المجهودات فردية. فقبل سنتين وتحديدا في 2009 تم اطلاق الشبكة العربية للتوحد من أجل التوصل بين المراكز المتخصصة في الدول العربية وحتى الوقت الحالي التواصل شبه معدوم ومخزٍ في الوقت ذاته.

وعي منخفض

الدكتور نوفل قدور استاذ الطب النفسي للأطفال بجامعة المنستير في تونس يقول: إن تكلفة علاج طفل مصاب بالتوحد في مركز خاص في تونس تتراوح ما بين 4إلى 5 آلاف دولار سنوياً، وهذه التكلفة تعتبر منخفضة مقارنة بالتكلفة في دول الخليج، وتتناسب مع الأوضاع المعيشية في تونس.. ويضيف: إن جامعة المنستير قامت بدراسة في ولايتي المنستير والقيروان، وتبين أن نسبة التوحد 3.5 لكل ألف طفل.

ويمكن سحب هذه النسبة على دولة تونس بالكامل، مشيراً إلى أنه تسجل حوالي 200 حالة توحد سنويا في تونس، وهذه الأرقام لا تدل على الواقع بشكل دقيق باعتبار أن الوعي بالتوحد لا يزال متدنياً في بعض الجهات مما يجعل التشخيص متأخراً. ويوضح أن الدول العربية برمتها تفتقر إلى الدراسات الإحصائية الجادة حول التوحد، ولا يوجد توجه لدى منظمة الصحة العالمية، نحو قيام دراسات أو أبحاث حول التوحد في كل دولة على حدة نظرا لارتفاع تكلفة هذه الابحاث، وأن نسبة المرض تبدو وكأنها نفسها في جميع الدول.

 

رحلة كفاح.. مريض توحد يقهر المرض ويصبح أستاذاً جامعياً

 

كنت أعيش سجين عالمي الخاص، ولا أدرك كيفية التواصل مع الآخرين، أعاني صعوبة شديدة في التأقلم مع الحياة.

منذ كان عمري سنتين ونصف، لاحظت أسرتي أنني أعاني من عدم مخالطة الأطفال، وصعوبة في التكلم وتم عرضي على متخصصين، وتبين أنني مصاب بمرض التوحد بدرجة شديدة، وأصبح هذا المرض الحديث الدائم لجميع أفراد أسرتي في المنزل.

هكذا بدأ الأميركي ستيفن شور بروفيسور في التعليم الخاص بجامعة ادولفا في نيويورك رواية تجربته مع مرض التوحد لـ«البيان».

قال: إن 12 % من مرضى التوحد في العالم يحصلون على فرصة العلاج من المرض والتحسن والاندماج في المدارس والعمل لتحقيق أحلامهم، نتيجة لقلة المراكز والكوادر المتخصصة التي تعالج التوحد في مختلف الدول. ويتابع: في بداية اكتشاف إصابتي بالمرض تم وضعي في مدرسة خاصة لعلاجي، عن طريق التعلم وتعديل السلوك الاجتماعي، وليس عن طريق الأدوية وبقيت 18 شهراً في المدرسة المتخصصة، ثم تم نقلي إلى مدرسة عادية ودمجي مع الطلبة.

عندئذٍ بدأت مسيرة التحدي في حياتي، خاصة أنني كنت عازماً على التعلم والتطور إلى أن أصبحت اليوم أستاذاً جامعياً في جامعة عريقة في الولايات المتحدة الأميركية. ويقول: إن التصميم والإرادة القوية يقهران المستحيل، والعزيمة تحقق المعجزات، وإذا توفرت عوامل مساعدة لتحقيق النجاح يمكن لمريض التوحد أن يبدع ويستخرج "كنوز نفسه" على حد تعبيره.

ويقول البروفيسور شور إنه اليوم يشعر بثقة كبيرة في نفسه نتيجة لتغلبه على جميع التحديات التي واجهته أثناء علاجه من المرض، منوهاً إلى أهمية المساعدة التي قدمها له أسرته ومدرسوه والمتخصصون الذين تعاملوا معه خلال فترة علاجه، لاجتياز عالم الانطواء على الذات إلى عالم الانفتاح على الآخر.

ويشير إلى أن طلابه في الجامعة فوجئوا عند معرفتهم أنه كان مريض توحد، لكنهم مع الوقت تأقلموا وأصبحت تربطه صداقات مع العديد منهم. ويعتبر البروفيسور شور أنه في السابق عندما كان مصاباً بالتوحد كانت هناك صعوبة للتعامل مع المرض ومعالجة المريض وعامة الناس لم يكن لديهم أي فضول لمعرفة المرض وكيفية علاجه أو أسباب ظهوره، أما اليوم فقد اختلفت الأوضاع وأصبح الجميع على وعي لا بأس به بهذا المرض، وأصبحت الناس تتقبل التعامل مع المتوحدين.

ويقول: رغم زيادة الوعي إلا أن الصورة ليست مثالية، فلا تزال معظم المجتمعات بحاجة إلى التثقيف حول مرض التوحد وأعراضه وكيفية التعامل معه والتدخل بشكل مبكر حتى لا تضيع فرصة العلاج على المريض وبالتالي يفقد نعمة التحول من حياة بائسة إلى حياة أفضل يمكنه من خلالها أن يعبّر عن ذاته ويصبح عنصراً فعالاً في المجتمع بدلاً من أن يكون عالة عليه.

البروفيسور ستفين شور أصبح أستاذاً مساعداً وأحد أبرز المتحدثين حول التوحد بفضل خبرته الشخصية مع المرض، فضلاً عن جهوده المستمرة في تقديم الإرشادات اللازمة للآباء والأمهات والأطفال حول أفضل سبل التغلب على التحديات المرتبطة بالتوحد، من خلال تقديمه عروضاً توضيحية حول المرض وكيفية التعامل معه والتغلب عليه.

متوحد وراء أكبر اختراق عسكري إلكتروني في التاريخ الأميركي

 

كاد بريطاني يعاني من مرض التوحد أن يتسبب في أخطر أزمة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، بعدما تمكن من تنفيذ أكبر اختراق أمني الكتروني في تاريخ أميركا، وان كان بـ «حسن نية». وتتهم الولايات المتحدة البريطانية غاري ماكينون (43 عاماً) من العمر بالإرهاب الإلكتروني، نظراً لاختراقه في أغسطس عام 2009 أجهزة كمبيوتر وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" ووكالة "ناسا" الفضائية والاطلاع على أسرارهما.

وطبقا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آب ايه" فإن فعلة ماكينون تعد أكبر اختراق إلكتروني عسكري في تاريخ الولايات المتحدة . ويصر ماكينون على أنه لم يكن سوى شخص بسيط مولع بمتابعة أخبار ما يعرف بـ"رجل الفضاء الأخضر".

وأسرار وحقيقة وجود الأطباق الفضائية الطائرة، وهو ما دفعه الى اختراق عدد ضخم من أجهزة الكمبيوتر قبل أن ينجح في اختراق أجهزة كمبيوتر "بنتاغون" و"ناسا" والاضطلاع على أسرار وملفات وصفتها السلطات الأميركية بالخطيرة والحساسة جداً، تتعلق بقضايا أميركية دفاعية واستراتيجية. كما تتهم السلطات الأميركية ماكينون باختراق نظام المعلومات الأمني التابع للبحرية الأميركية وإزالة ملفات مهمة تتعلق بالأسلحة الخاصة بمحطة نيوجيرسي البحرية.

وشل إمدادات الذخيرة المتجهة للأسطول الأميركي في الأطلسي، ووقف عمل ألفي كمبيوتر عسكري لمدة 24 ساعة مما تسبب في خسارات تقدر بنحو نصف مليون دولار. لكن ماكينون ينفي صحة هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا، ويصر على أنه كان يبحث فقط عن أدلة قاطعة بشأن حقيقة وجود "رجل الفضاء الأخضر" والأطباق الطائرة . وهنا بدأت الأزمة الممتدة طيلة عامين كاملين بين البلدين الحليفين، مع استمرار مطالبة السلطات الاميركية لندن بتسليمها ماكينون ليكون عبرة لمن يعتبر لأي شخص يحاول اختراقها إلكترونياً.

وفي هذه الحالة يواجه ماكينون عقوبة بالحبس تصل إلى 60 عاماً في سجون أميركية تخضع لحراسة مشددة، وهو ما يعني أنه قد يقضى خلف قضبان تلك السجون، بينما وحذر الأطباء البريطانيون من أن الضغوط التي سيتعرض لها ماكينون المريض بالتوحد في تلك السجون وعزلته عن عائلته قد تدفع به إلى إنهاء حياته.

وترتبط البلدان باتفاقية تسليم المكلوبين الموقعة عام 2003 بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث تعالت الأصوات البريطانية المطالبة بإعادة النظر بهذه الاتفاقية، وبينها صوت رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون حين كان زعيماً لحزب المحافظين. ويوصف غاري ماكينون المصاب بالتوحد بالشاب البسيط والذي لم يكن يمتلك حاسباً شخصياً وكان يستعير جهاز الكمبيوتر من صديقته لمتابعة أخبار رجل الفضاء الأخضر وأطباق الفضاء ويبدو مرتدياً بيجامته في بيت عائلته المتواضع في شمال لندن.

يعترف غاري بأنه أخطأ في عملية الاختراق تلك، إلا أنه يصر على أن السلطات الأميركية بالغت في ردود أفعالها، وبخاصة انه على حد قوله كانت نواياه سليمة، وعلى حد وصف أطبائه، فإن من يعانون هذا المرض تكون لديهم حالة من الإصرار لا يمكن التخلي عنها بأي شكل، وهذا على حد قولهم ما دفع ماكينون إلى مواصلة الاختراقات حتى يصل الى المعلومات التي يرغب في الوصل إليها والمتعلقة برجل الفضاء الأخضر وحقيقة الأطباق الطائرة .

دراسة محلية لرصد أسباب زيادة الحالات المصابة بالتوحد

 

 

يبلغ عدد الأطفال المصابين بالتوحد، الذين يتلقون العلاج في مركز أبوظبي للتوحد، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، وذوي الاحتياجات الخاصة، 34 مريضاً، جميعهم من مواطني الدولة، ويتلقون العلاج مجاناً.

وقالت عائشة سيف المنصوري، مديرة المركز: ان عدد البنات قليل جدا مقارنة بالأولاد حيث يضم المركز حاليا سبع بنات فقط، وهناك فتاة مدمجة في مدرسة حكومية، والسبب في قلة عدد البنات هو قلة اصابة البنات بالتوحد، حيث تبلغ النسبة واحد إلى أربعة.

وأضافت: لا توجد أسباب علمية يمكن الاطمئنان إليها، لتفسير انخفاض نسبة الإصابة بين الفتيات، وهناك حالياً دراسة يجريها المركز، مع هيئة الصحة في ابوظبي لمحاولة الوقوف بشكل علمي على مسببات المرض.

وتقول: الدراسات العلمية تذهب مذاهب شتى، فبعضها يرى أن زيادة المرض تعود إلى التلوث أو العوامل الوراثية، أو إلى تشوهات جينية وما إلى ذلك من أسباب.

وأضافت: ان اعمار الطلاب والطالبات المنتسبين للمركز تتراوح ما بين 4 إلى 15 سنة.

ويقدم المركز بالإضافة الى خدمة التدخل المبكر للأطفال، الأقل من عمر 4 سنوات، خدمة التأهيل المهني للأعمار من 15 سنة فما فوق.

وتابعت: إن التأهيل المهني للمتوحدين من سن 15 سنة فما فوق يتم حسب قدراتهم ومهاراتهم حيث يتم تأهيلهم للعمل في الورش التابعة للمركز، ويتعلمون اشياء مختلفة مثل الزراعة و النجارة وأعمال السيراميك والشموع وصياغة المجوهرات والحدادة والنسيج، كل حسب قدراته و مواهبه.

 

برامج متنوعة

ويحرص المركز أيضا على اصطحاب الأطفال الى خارجه، واخضاعهم لبرامج متعددة ليتم دمجهم في المجتمع بشكل أكبر، و لدينا حاليا 7 طلاب في التأهيل المهني و اكبرهم يبلغ من العمر 25 سنة.

وتحدثت عن طبيعة المرض، إذ قالت: المصابون بالتوحد لا يستطيعون العمل في الوظائف التي تتطلب ابتكاراً والتعامل مع المواقف المختلفة، وإنما يستطيعون تأدية الأعمال الروتينية المنظمة المتكررة.

و اضافت: إنه يوجد على قائمة الانتظار للمركز خمس حالات، وهذا الرقم ليس كبيرا مقارنة بالمراكز الأخرى.

وقالت موزة السلامي، رئيسة وحدة التوحد في مركز العين للمعاقين: ان الوحدة تضم 20 طالبا و طالبة، منهم خمس طالبات و15 طالبا وجميعهم مواطنون.

وتم انشاء الوحدة قبل ثلاث سنوات، قبل ذلك، كان أهالي الأطفال المصابين بالتوحد يراجعون المراكز الخاصة، وأغلبيتهم كانوا لا يتلقون أي نوع من المساعدة والتأهيل .

وأضافت: إن طفلا عمره ثمانية أعوام، تم دمجه مؤخراً في التعليم العام، وهو الآن في الصف الأول.

وتتابع: نحن في المركز نبذل كل ما في وسعنا للقضاء على هذه السلبية، ونسعى سعياً حثيثاً لتعريف ذوي المرضى، أن اهتمامهم بفلذات أكبادهم، يمثل حجر الزاوية في بناء خطة علاجية متوازنة، غير أننا في النهاية غير قادرين على إجبار ولي أمر على فعل أمر ليس مقتنعا به.

وتتفاقم المشكلة في حال كان الأب والأم مطلقين، حيث يعيش الطفل مشتتاً بينهما، إذ ينعكس الأمر سلباً على العلاج، وفي هذه الحالات، نقوم بعمل خطة شهرية للطلبة، ونتواصل مع الأهالي بشكل مباشر لتعريفهم بالخطة العلاجية وطريقة تطبيقها، ويتناوب الأب والأم على زيارة المركز.

 

وقالت أمل جلال، مديرة مركز الامارات للتوحد: إن التوحد يعتبر من اكثر انواع الاعاقات انتشارا حول العالم، وهناك مولود واحد مصاب بالتوحد لكل 110 ولادات حول العالم.

وتضيف: لدينا في المركز الخاص 50 طفلا متوحدا، منهم 27 طالباً وطالبة مدمجون في المدارس الخاصة والحكومية في إمارة ابوظبي من مرحلة الروضة حتى الصف الحادي عشر.

"نحن نقبل الاطفال من عمر ثلاث سنوات الى عمر 20 سنة ونقدم التأهيل المهني للأطفال من عمر 12 سنة فما فوق.

وأضافت: إن رسوم المركز سنويا تفوق السبعين ألف درهم، لكن اولياء أمور الطلبة، يدفعون فقط 42 الف درهم والمركز يتحمل بقية التكاليف من خلال التبرعات ومساهمة المجتمع. وأضافت إنه لا يجب دمج الاطفال المصابين بالتوحد في مراكز المعاقين لأن هذا الدمج يضرهم كثيرا، وهذا هو سر ارتفاع تكاليف مراكز التوحد لأن عدد الاطفال يقارب عدد المعلمين.

Email