بوملحة: جهوده كبيرة ومتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال الكتب والمؤلفات

جائزة دبي الدولية للقرآن تختار الشيخ محمد الصابوني شخصية العام الإسلامية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختارت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الشيخ محمد علي الصابوني شخصية العام الإسلامية لجهوده الكبيرة والمتواصلة في خدمة الدين الإسلامي والمسلمين من خلال العديد من الكتب والإنتاج الغزير في المؤلفات وخاصة تفسير القرآن الكريم. وجاء اختيار الشيخ محمد علي الصابوني لنيل جائزة الشخصية الإسلامية بمباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي الجائزة.

وصرح المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة المنظمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر الجائزة في منطقة الطوار بعد ظهر أمس أن اختيار الشيخ الصابوني جاء بناء على كثير من المعايير التي تم وضعها من الجائزة لاختيار الشخصية الإسلامية، مشيرا إلى أن الشيخ محمد علي الصابوني تنطبق عليه المعايير التي وضعتها الجائزة لاختيار الشخصية الإسلامية كل عام. وقال إن الشيخ الصابوني من العلماء المتميزين في شتى العلوم الشرعية وعلوم القرآن الكريم وتضم أعماله كتاب صفوة التفاسير، ومن كنوز السنة وروائع البيان في تفسير آيات الأحكام وغيرها.

وأضاف أن للشيخ مؤلفات موسوعية تزيد على 40 مؤلفا، وهو أحد أهم العلماء البارزين في العصر الحديث، كما تعد كتبه من المراجع الهامة لكل دارس وطالب علم، ولكل مثقف وباحث في العلوم الدينية. وقال المستشار إبراهيم محمد بوملحة إن اختياره جاء بناء على جهوده وأعماله، داعيا الله أن تكون الجائزة رافدا له على تقديم الكثير من المؤلفات والأعمال. وقد حضر المؤتمر الصحفي كل من الدكتور سعيد حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة والدكتور محمد سلطان العلماء رئيس وحدة علوم القرآن وسامي قرقاش رئيس وحدة العلاقات العامة وعارف جلفار رئيس وحدة الأنشطة والبرامج وأحمد الزاهد رئيس وحدة الإعلام ورئيس وحدة المالية والإدارية.

غزارة العلم والعطاء

وحول كيفية اختيار الشخصية الإسلامية قال بوملحة إن الجائزة تستعرض العديد من الأسماء لشخصيات بارزة تمتاز بغزارة العلم والعطاء ثم يتم عرضها على صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ويتم التنسيق في اختيار إحدى هذه الشخصيات. وقال إن لدى الجائزة ترشيحات متعددة من الجامعات ومن الأشخاص ومن الدول ولدى الجائزة قائمة يتم عن طريقها الاختيار ويتم إضافة أسماء لها كل فترة، وأشار إلى إن الجائزة تخدم القليل من علمهم الذي قدموه للإسلام وللمسلمين.

وأوضح ان الجائزة وخلال 11 عاما كرمت علماء بارزين من بدايتها وحتى الآن ومن هؤلاء العلماء الشيخ الشعراوي والدكتور زغلول النجار والدكتور يوسف القرضاوي، ومن رؤساء الدول المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والدكتور علي عزت بيجوفيتش من البوسنة والهرسك، مؤكدا أنه لا يزال هناك علماء كثيرون والجائزة حريصة على تكريمهم في حياتهم. وقال إننا بصدد تفعيل فرع الشخصية الإسلامية من خلال إيجاد آلية للاختيار يتم على أساسها زيادة مساحة الاختيار لتمتد إلى مناطق جغرافية في الدول الأوروبية والدول الغربية الأخرى.

محب للعلم

وقال إن فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ولد في سوريا بمدينة حلب الشهباء بلد العلم والعلماء عام 1930 م من أسرة عريقة بالعلم، فوالده من كبار علماء حلب. وتلقى الشيخ علوم العربية والفرائض وعلوم الدين على يد والده الشيخ جميل، وحفظ القرآن الكريم في الكُتّاب وأكمل حفظه في الثانوية وهو في سن مبكرة، وكان للشيخ دراسة على كبار علماء سوريا منذ نعومة أظفاره فهو قد نشأ محباً للعلم، راغباً في تلقيه على الشيوخ الأجلاء.

وقد كان من أبرز شيوخه فضيلة الشيخ محمد نجيب سراج (عالم الشهباء) وفضيلة الشيخ أحمد الشماع، وفضيلة الشيخ محمد سعيد الإدلبي، وفضيلة الشيخ راغب الطباخ، وفضيلة الشيخ محمد نجيب خياطة (شيخ القراء) وغيرهم من العلماء والشيوخ الأفاضل في ذلك العصر، وكان يحضر دروساً خاصة على أيدي بعض الشيوخ في المساجد والبيوت.

القضاء الشرعي

تلقى الشيخ محمد علي الصابوني الدراسة النظامية في المدارس الحكومية، ولما حصل على الشهادة الابتدائية انتسب إلى إعدادية وثانوية التجارة فدرس فيها سنة واحدة، ولما لم توافق ميوله العلمي ـ لأنهم كانوا يعلمون فيها الطلاب أصول المعاملات الربويّة التي تجري في البنوك ـ هجر الإعدادية التجارية (مع أن ترتيبه فيها كان الأول على زملائه) وانتقل إلى الثانوية الشرعية التي كانت تسمى (الخسروية) في مدينة حلب وفيها درس الإعدادية والثانوية.

وكانت دراسته فيها مزدوجة تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية التي كانت تدرس في وزارة المعارف، فقد كانت المواد الشرعية كلها من التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفرائض، وسائر العلوم الشرعية إلى جانب الكيمياء والفيزياء والجبر والهندسة والتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية تدرّس أيضاً فيها، فكانت دراسته جامعة بين الدراسة الشرعية والدراسة العصرية، وقد تخرج من الثانوية الشرعية عام 1949 م.

ولما أنهى دراسته الثانوية بتفوق ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى الأزهر الشريف بالقاهرة على نفقتها للدراسة الجامعية، فحصل على شهادة كلية الشريعة منها بتفوق عام 1952 م، ثم أتمّ دراسة التخصص فتخرج عام 1954 م من الأزهر الشريف حاصلاً على شهادة (العالمية في تخصص القضاء الشرعي) وكانت هذه الشهادة أعلى الشهادات في ذلك العصر، وهي تعادل شهادة الدكتوراه حاليا، وقد نالها بتفوق وامتياز. رجع بعد دراسته في مصر إلى بلده (سوريا) فعيّن أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب الشهباء ودور المعلمين، وبقي في التدريس ثماني سنوات منذ عام 1955 م إلى عام 1962م.

تحقيق التراث

انتدب إلى المملكة العربية السعودية أستاذاً مُعاراً من وزارة التربية في سوريا للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة بمكة المكرمة، وكان على رأس البعثة السورية إلى المملكة آنذاك، فدرّس فيها ما يقارب ثمانية وعشرين عاماً، وتخرج على يديه أساتذة الجامعة في هذه الفترة الطويلة، ونظراً لنشاطه العلمي في البحث والتأليف فقد رأت جامعة أم القرى أن تسند إليه تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي فعيّن باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.

فاشتغل في تحقيق كتاب عظيم في التفسير يسمى (معاني القرآن) للإمام أبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338ه، والمخطوطة نسخة وحيدة في العالم لا يوجد لها ثانية، فقام بتحقيقها على الوجه الأكمل، بالاستعانة بالمراجع الكثيرة بين يديه من كتب التفسير واللغة والحديث وغيرها من الكتب التي اعتمد عليها، وقد خرج الكتاب في ستة أجزاء، وطبع باسم جامعة أم القرى بمكة المكرمة «مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي»، بعد ذلك انتقل الشيخ للعمل في رابطة العالم الإسلامي كمستشار في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وبقي فيها عدة سنوات قبل أن يتفرغ للتأليف والبحث العلمي.

آثاره العلمية

للشيخ مؤلفات عديدة في شتى العلوم الشرعية والعربية ألفها في مشواره العلمي الطويل فكانت من أهم الكتب في مجالاتها ولاقت قبولاً وانتشاراً واسعاً بين طلاب العلم في شتى أنحاء العالم الإسلامي وترجم العديد منها إلى لغات مختلفة كالتركية والإنجليزية والفرنسية والملاوية والهوساوية وغيرها من لغات العالم الإسلامي.

وقد ألّف بعضها أثناء تدريسه في الجامعة، والبعض الآخر بعد انتهائه من التدريس، وتفرغه للتأليف، وإلى جانب مؤلفاته، فإن للشيخ نشاط علمي واسع فقد كان له درس يومي في المسجد الحرام بمكة المكرمة يقعد فيه للإفتاء في المواسم، كما كان له درس أسبوعي في التفسير في أحد مساجد مدينة جدة امتد لفترة ما يقارب الثماني سنوات فسّر خلالها لطلاب العلم أكثر من ثلثي القرآن الكريم، وهي مسجلة على أشرطة كاسيت، كما قام الشيخ بتصوير أكثر من ستمئة حلقة لبرنامج لتفسير القرآن الكريم كاملاً ليعرض في التلفاز، وقد استغرق هذا العمل زهاء السنتين، وقد أتمه حفظه الله نهاية عام 1419 ه.

الشيخ الصابوني يقدم الشكر للجائزة

تقدم الشيخ محمد علي الصابوني بالشكر والتقدير للجنة المنظمة للجائزة على اختيارها له لنيل الشخصية الإسلامية لهذا العام، مشيرا إلى أن الجائزة سنة حسنة جزى الله القائمين عليها خير الجزاء. وقال إنني نذرت نفسي لخدمة كتاب الله عز وجل وللعلوم الشرعية من أجل الإسلام والمسلمين، مؤكدا أن ما تقوم به الجائزة من برامج وأنشطة تصب كلها في مجال خدمة الكتاب الكريم وإيجاد جيل على علم بالقرآن وبتلاوته وتجويده.

مؤلفات الشيخ الصابوني

1 ـ صفوة التفاسير

2 ـ المواريث في الشريعة الإسلامية

3 ـ من كنوز السنة

4 ـ روائع البيان في تفسير آيات الأحكام

5 ـ قبس من نور القرآن الكريم

6 ـ السنة النبوية قسم من الوحي الإلهي المنزّل

7 ـ موسوعة الفقه الشرعي الميسر(سلسلة التفقه في الدين)

8 ـ الزواج الإسلامي المبكر سعادة وحصانة

9 ـ التفسير الواضح الميسر

10 ـ الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح

11 ـ إيجاز البيان في سور القرآن

12 ـ موقف الشريعة الغرّاء من نكاح المتعة

13 ـ حركة الأرض ودورانها حقيقة علمية أثبتها القرآن

14 ـ التبيان في علوم القرآن

15 ـ عقيدة أهل السنة في ميزان الشرع

16 ـ النبوة والأنبياء

17 ـ رسالة الصلاة

18 ـ المهدي وأشراط الساعة

19 ـ المقتطف من عيون الشعر

20 ـ كشف الافتراءات في رسالة التنبيهات حول صفوة التفاسير

21 ـ درة التفاسير (على هامش المصحف)

22 ـ جريمة الربا أخطر الجرائم الدينية والاجتماعية

23 ـ التبصير بما في رسائل بكر أبو زيد من التزوير

24 ـ شرح رياض الصالحين

25 ـ شبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول

26 ـ رسالة في حكم التصوير

27 ـ معاني القرآن (للنحاس)

28 ـ المقتطف من عيون التفاسير (للمنصوري)

29 ـ مختصر تفسير ابن كثير

30 ـ مختصر تفسير الطبري

31 ـ تنوير الأذهان من تفسير روح البيان (للبروسوي)

32 ـ المنتقى المختار من كتاب الأذكار(للنووي)

33 ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن (للأنصاري)

دبي ـ السيد الطنطاوي

Email