تدهور «صحة» المبنى المدرسي وحالته تتطلب جراحة عاجلة

تدهور صحة المبنى المدرسي وحالته تتطلب جراحة عاجلة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حذرت عناصر تربوية من فشل جزء كبير في خطط وزارة التربية والتعليم الرامية إلى تطوير حقل التعليم إذا لم يتصدرها تغيير الشكل الحالي للمدرسة بعد أن تدهورت »صحة« المباني وأصبحت تتطلب التدخل السريع لإجراء جراحة عاجلة لتتحول من مبان هزيلة عديمة الجدوى إلى بيئات تعليمية تخضع لشروط ومواصفات علمية من حيث اختيار الموقع والتنظيم العام للمبنى وتوزيع الفصول الدراسية ومحتوياتها والإنارة مع احتوائها على حجرات متعددة الأغراض وساحات واسعة للعب ومختبرات للتطبيق العلمي ومكتبة لرفع مستوى ثقافة الطالب.

ودعت إلى مراجعة عامة في نهاية العام الدراسة في ظل حديث وزارة التربية والتعليم عن التطوير والاستفادة من الأخطاء السابقة في تصاميم المباني المدرسية ووضعها في الحسبان ومحاولة وضع الحلول الجذرية ووقف الكثير من أعمال الصيانة التي وصف بعضها بأنها »نفخ في قربة مقطوعة« ولابد من الإحلال . وطالبت بأن تتمتع فصول المدارس بشكل جميل مزود بمختلف المعدات والوسائل الإثرائية إلى جانب الإضاءة، والإضاءة المناسبة والتهوية الجيدة، والساحات الواسعة، والصالات الرياضية التي تمكن الطلاب من ممارسة كافة الألعاب الرياضية وبناء أجسامهم وتنميتها بشكل سليم. المهندس خالد شهيل مدير إدارة تخطيط الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم قال إن الوزارة استعانت سابقا بخبراء أجانب الذين قاموا بدورهم بعمل تصميم مثالي ولكن لم يتم تنفيذه لان الميزانية المطلوبة كبيرة إضافة إلى أن الدراسات التي أجريت من طرفهم كانت تبنى على بعض القواعد والأسس المطبقة في بلادهم فتكون ابعد ما يكون عما تحتاج إليه الدولة كما سيكون المبنى عرضة للنقد لأنهم ببساطة لا يعرفون العادات الاجتماعية وبيئة الدولة وخصوصية الدين الإسلامي الحنيف.

واستعرض شهيل أهم المشكلات التي تعترض طريق الدراسات التي تنفذ بغرض التوسع في أعداد المدارس أهمها أن نسبة المواطنين الذين يرسلون أبنائهم إلى المدارس الخاصة لا يمكن تخمينه فهو يختلف من منطقة إلى أخرى نظراً للمستوى المعيشي لكل أسرة والاجتهاد فيها يعطي أحيانا بعض الأرقام الغير واقعية اذ يؤخذ مواليد كل عام ليخطط بعد 4 سنوات مثلا لبناء روضة ومن ثم مدارس في مختلف المراحل للأحياء وتوزع بعدها جغرافيا حسب الكثافة للمراحل المختلفة بين الأحياء. وأضاف أن معدل ازدياد الطلبة مع تقدم أعمار المباني المدرسية في سباق مستمر وما يتوفر من مباني في الوقت الحالي لا يسير بنفس المستوى لذا نجد قصوراً مستمراً ومتزايداً أيضا والمشكلة تتفاقم مع مر السنين إن لم يكن هناك حل جذري يتم فيه إحلال عدد من المدارس المتهالكة كما فعلت إمارة أبوظبي حيث تم بناء وإحلال 65 مدرسة خلال عامين و تسير الأعداد بشكل طبيعي وزيادة طبيعية تتناسب مع زيادة عدد الطلبة.

وصنف شهيل علل المباني المدرسية الحالية بالتخريب من قبل الطلبة وإهمال الصيانة في فترات سابقة مما أدى إلى تفاقم المشكلة إضافة إلى رداءة نوعية المباني سواء الخشبية أو ذات الأسقف الاسبستية أو تلك التي انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد الصيانة تجدي نفعا ، مشيرا إلى أن الحلول تكمن في تثقيف الطلبة أهمية احترام المبنى والتعامل معه كما يتعامل مع منزله والاهتمام بأعمال الصيانة السنوية وجعل المبنى المدرسي تحت الصيانة أول بأول وكذلك إجراء ما يعرف بالصيانة الوقائية بحيث يتم حماية المبنى قبل حدوث أي مشكلة بالمعاينة الدورية والمتابعة المستمرة واهم من ذلك مراعاة استخدام المواد المتوافرة والممتازة مع وضع ضوابط وضبط الجودة قبل وأثناء البناء.

ضوابط وأسس

وأثار المهندس خالد شهيل نقطة يعتقد أن الجميع يغفلها عند الحديث عن المباني المدرسية إذ يقتصر المتحدثون على مباني المدارس الحكومية في الوقت الذي قد تساوي المدارس الخاصة أعدادها المدارس الحكومية لذا لابد من وقفة أمامها وإعارتها اهتماما لأنها تخرج أعداد كبيرة من الطلبة لهذا المجتمع، مشيرا إلى ضرورة وضع ضوابط وأسس لها لتكون في المستوى الذي يتكلم عنه للمدارس الحكومية،

مضيفا أن الوزارة بدأت مع البلديات في وضع بدايات لهذه الأسس والضوابط لتقوم هذه المدارس بدورها التكميلي للمدارس الحكومية لذا يفترض أن يكون قرار البناء والصيانة فعلاً سريعاً وسهلاً مقارنة بالنظام الحكومي والروتين الذي يتبعه ومن باب أولى أن تكون أفضل حالا وشكلاً وأداء وبذلك إنتاجاً من المدارس الحكومية .

مدرسة المستقبل

ويرى شهيل أن مدرسة المستقبل التي تريدها الوزارة لطلبتها تعني ببساطة المدرسة التي تحقق الأحلام وتتصف بكونها بيئة جاذبة محببة للطالب والمدرس والإداري ، وتخدم المجتمع وتلبي حاجاته وتتفاعل معه وتوفر بيئة آمنة داخل وحول المدرسة كما توفر بيئة صحية إضافة إلى احتوائها على عناصر تعليمية جاذبة، مضيفا ان التصميم المعماري للتعليم يتعدى غرف وفصول أو صالات ومسرح فهو أسلوب بنائي يزيد من القيمة المضافة للتعليم وخدمة المجتمع من حوله كما انه يعكس رؤية التعليم التي يجب أن يحققها وإذ ما مزجنا رؤية التعليم بتطبيقات عملية للمبنى المدرسي فذلك يمثل دافعا قويا ومؤثرا يجعل البيئة المدرسية فاعلة ومؤثرة في دفع المبنى المطلوب من التعليم ، مؤكدا أن التصميم الهندسي يحكي قصة ينسجها المصمم وإبطالها كل من يستخدم المبنى والمجتمع من حوله فإذا ما تحققت هذه الشراكة فان الهدف أصبح واضحاً ومحدداً وهو تربية أجيال من المتعلمين .

وقال لتحقيق الأهداف المرجوة لابد من اكتمال عناصر المبنى المدرسي على ان يتم اختيارها بعد دراسة تتناسب مع وضع كل منطقة وتحديد معايير ومواصفات تتناسب مع طلبة والمدارس ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق نجاح كامل بتطبيق معايير مستوردة دون إحداث ما يتناسب مع وضع البلد والإمكانيات المتاحة والظروف القائمة .

واستعرض المهندس خالد شهيل أهم العناصر الواجب توفرها لاكتمال عناصر المبنى المدرسي أهمها الموقع الذي يجب مراعاة سهولة الوصول إليه والخروج منه وان يكون بمنطقة مناسبة من حيث الأمان والصحة والهدوء إضافة إلى التصميم الذي يجب أن يحقق الأهداف التي أنشئت من اجلها وذلك بتوفير مساحات كافية تتناسب مع عدد الطلاب على ألا تحتوي على فراغات تشعر الطالب بعزلة في الفصل إلى جانب مراعاة قابلية المبنى للتطوير المستقبلي وتوفيره الخدمات المساعدة مثل الملاعب وغرف الأنشطة والمطعم و الصالات واستخدام ألوان مناسبة ومرغوبة على ان تتوافر أيضا عناصر الأمان وان تكون المدرسة مركزا لخدمة المجتمع من حوله وان يتناسب التصميم مع المنطقة والبيئة المحيطة والمرحلة الدراسية والجنس ولا يكون تصميماً واحداً يعمم في جميع الأحوال والمراحل ،

مؤكدا أن التصميم المدرسي الناجح هو ما يحقق لكل طالب ما يحتاجه ولا يأتي ذلك إلا من مشاركة فاعلة من أطراف عدة هي المجتمع وأولياء الأمور والمهندسون والمخططون والطلبة أيضا ليعطي كل منهم رأيه فيما يريد من هذا المبنى ويتداركوا السلبيات السابقة ، فالمبنى هو الوعاء الذي يحوي الطالب والمعلم والمنهج وكما قيل فان كل إناء ينضح بما فيه فان صلح الإناء صلح ما صب فيه .

ركائز أساسية

وقال إن الاهتمام بالمبنى المدرسي يعد من أولويات أي جهة مسؤولة عن التعليم فالتعليم يبنى على ركائز ثلاث هي المنهج والمدرس والمبنى لمدرسي حيث تعمل هذه العناصر لخدمة الطالب وإيصال المعلومة له وهو الهدف الأوحد لكل من يعمل في هذا المجال وكما ان للمنهج أهمية كبيرة فان ربطه بالمبنى المدرسي أهم وبالتالي تسخيره لخدمة الطالب فهو المحور لهذه العناصر وتكاملها هو الموجه الأساسي للعملية التعليمية،

مضيفا أن المعلم قد لا يكون متقنا لآليات التعامل مع الحاسب الآلي وهذا بحد ذاته تحد كبير للمعلم بان يرقى بنفسه ليكون ملماً الماماً كاملاً بهذه التقنيات ولا يمكن ان يكون المعلم متقدما علمياً وفكرياً ويعمل من خلال منهج ليجاري التقدم أو يواكبه وهذا عبء كبير على كاهل المسؤولين التربويين، وهذان العاملان لا يمكن أن يحققا النتيجة المرجوة ما لم يكن المبنى المدرسي على المستوى المطلوب ويحتوي على تقنيات تتناسب مع تطور المنهج وما يحتاجه من تقنيات ومرافق وتتجمع هذه العناصر الثلاثة لتكون البيئة التعليمية السليمة والمناسبة لتخريج نتائج وثمار طيبة وهذا بدوره يجعل العملية التعليمية في تطور مستمر.

وقال ان الملاحظ في دول كثيرة من العالم أن يقوم رجال الأعمال والشركات بالمساهمة في بناء المدارس لمجتمعاتهم ولكن للأسف لا نجد هذا التوجه هنا ورغم أن الدولة غنية ولديها رؤوس أموال كبيرة وللتجار مساهمات ضخمة لكن من الضرورة توعية المجتمع بأهمية المساهمة في هذا المجال وانه عمل خير لأنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية وقد تطرح أفكارا أخرى مثل تمويل المبنى المدرسي من قبل رجال الأعمال والقطاع الخاص ثم تسديده على مدى أطول او يؤجر من قبلهم للوزارة على مدى سنوات متفق عليها .

وأكد انه لو طرح الموضوع لكانت هناك اقتراحات أكثر من قبل رجال الأعمال الخيرين، مضيفا أن من الأساليب التي قد ترشد الإنفاق في المدارس أن تبنى مدارس في المناطق النائية والقرى بنموذج مختلف عن المدن من حيث الشكل وإعداد الفصول وملحقاتها ولكن بنفس الأسس التربوية والفنية كما ان بناء نماذج تخص كل مرحلة سيؤدي إلى تطور في المبنى وحسن استغلال فان الطلبة في بعض المراحل يحتاجون إلى مبان من نوع ومواصفات خاصة فقد يقوم الطلبة في مرحلة سنية معينة بتخريب المباني ونحن للأسف نعاني من هذه الظاهرة ونناشد أولياء الأمور تحمل المسؤولية مع المدرسة في تثقيف الأبناء لحسن استخدم المبنى والمحافظة عليه ووضع ضوابط وعقوبات لمن يقوم بهذا العمل.

وقالت أسماء خضير معلمة لغة انجليزية في مدرسة الغافية للتعليم الأساسي في الشارقة في الشارقة لاشك أن للمبنى المدرسي دور كبير في تحقيق التوازن النفسي لدى الطالب فالشيء المرتب المنظم يجذب إليه الآخرون في العادة بخلاف الأشياء القديمة العشوائية، والمبنى المدرسي في المدارس الحكومية خاصة القديمة يحتاج إلى إعادة نظر لان التعليم برمته بدا يحتاج على خلاف المتعارف قديما إلى وسائل وظروف لا يمكن لها أن تتحقق إلا من خلال مبنى بمواصفات معينة كوجود مختبرات علمية ليطبق الطلبة الجانب العلمي ودمجه بالنظري وعدم الاكتفاء بالتلقين والحفظ

إضافة إلى تغير الحياة واعتمدها على التكنولوجيا فمن غير المعقول أن نصبح في القرن الواحد والعشرين ولا يتقن طلبتنا استخدام الحاسب الآلي فالمدارس يجب ان تضم مختبرات للحاسب الآلي بل والأفضل أن يكون لكل طالب جهاز يذاكر ويحل عبره الواجبات، لافتة إلى أن بعض المدارس في الدولة استطاعت أن تتحول إلى مدارس الكترونية بشكل كامل حتى في استخدامها للسبورة التي غدت أيضا الكترونية .

وأكدت خضير أن المبنى المدرسي من العوامل المهمة التي تساعد بصورة مباشرة على تحقيق مستويات أعلى في النجاح وتحقيق الأهداف التي تنشدها الوزارة في خلق شخصية قوية ومتوازنة للطالب وذلك لان المدرسة في تكاملها وتحقيقها للمواصفات العالمية المطلوبة تمثل الوسط أو البيئة التي تدور فيها العملية التعليمية والتربوية لان الطالب يقضي جل وقته داخل جدرانها يتفاعل خلالها مع الهيئتين الإدارية والتدريسية ومع زملائه ومع المرافق المحيطة ومن ضمنها المبنى المدرسي، مشيرة إلى أن عزوف الطلبة عن المطالعة قد يكون مرده عدم وجود مكتبات كبيرة ومنوعة تساعدهم وتشجعهم على جعل القراءة فعل يمارس بشكل يومي إلى جانب الأنشطة الأخرى لأنه بدون وجود العوامل المساعدة لا يمكن لأي خطط ان تستقى أو تنجح.

مدارس تنتظر الإحلال

وضعت وزارة الأشغال العامة خطة لإحلال 15 مدرسة في دبي بدءا من العام الحالي وحتى 2010 في حال توفر الاعتمادات المالية ففي العام الحالي من المقرر إحلال مدرستي زعبيل الثانوية للبنات، والليسيلي المشتركة، فيما تم وضع خطة لعام 2008 في إحلال مدارس الإمام أبو حنيفة، ومدرسة مشتركة بنين وبنات في العوير، أما عام 2009 سيتم إحلال مدرسة عتبة بن غزوان في الخوانيج، روضة الآمال، روضة أطفال الحكمة، وروضة الخلود، وروضة الفردوس، ومن المقترح في عام 2010 سيتم إحلال روضة المنهل، مدرسة لطيفة بنت حمدان، مدرسة الوحيدة الثانوية، روضة الهدى، مدرسة العذبة.

مردود إيجابي

قالت زينب عبدالله معلمة لغة عربية في مدرسة أحمد بن سليم الأساسية للبنين إن المبنى المدرسي له دور كبير في تحقيق المردود الايجابي في العملية التعليمية إلى جانب المناهج المتطورة ووجود الوسائل التعليمية والاثرائية من أجل بناء شخصية متكاملة ومتوازنة، فالمدارس القديمة تحتاج إلى إعادة النظر بشكل كامل من أجل تحقيق هذه الأهداف من خلال ضرورة توفير مختبرات علمية لتطبيق الجانب العملي في المناهج المختلفة.

وسائل الأمن والسلامة

قالت فاطمة محمد معلمة الرياضيات في إحدى المدارس القديمة في دبي إن المبنى المدرسي من أهم العناصر التي لها تأثير ايجابي على العملية التعليمية بحيث يعتبر المكان الذي يكتسب من خلاله الطالب معلومات متنوعة تثري مداركه العقلية من جهة وتغذي جسده من خلال ممارسة الأنشطة اللاصفية والبدنية، مشيرة إلى أن المبنى المدرسي لا بد أن يكون له الأولوية ضمن خطة وزارة التربية والتعليم التطويرية لأنه يعتبر الانطباع الأول للطالب وولي أمره بمدى أهميته وقدرته على صقل الشخصية وتلبية الاحتياجات.

تفجير الطاقات الكامنة يحتاج مكاناً مناسباً

أوضحت ميسون العوضي اختصاصية نفسية في منطقة دبي التعليمية أن المبنى المدرسي له تأثير نفسي كبير ومباشر على الطلبة والعاملين في المدرسة، فإذا افتقد هذا المبنى للوسائل التعليمية المتطورة والمرافق متعددة الأغراض فانه سيؤثر سلبا على الطالب وعلى ما يتلقاه من دروس، خاصة أن هذا المبنى يعتبر المكان الذي يقضي فيه الطالب ساعات طويلة يحتاج من خلاها إلى ممارسة الأنشطة لتفجير الطاقات الكامنة حتى يتمكن من استيعاب رسالته على الوجه الأكمل وإيفاء دوره في الرسالة التعليمية. وطالبت الاختصاصية النفسية وزارة التربية والتعليم بضرورة النظر إلى المدارس الحكومية وتحسين أوضاعها.

«عقدة» البقاء بالمدرسة يصعب حلها

بدرية الحثبور مديرة مدرسة الأمة الأساسية «الحلقة الثانية» في دبي والتي تعد من المدارس القديمة في الإمارة تجد أن المبنى الحالي بعيد تماما عن التقدم الموجود في الدولة حيث يحتاج إلى استمرارية متواصلة في الصيانة، كما أن الطالبات في هذه المرحلة يفتقدن لممارسة حقوقهن الترفيهية التي تخفف من ضغوط اليوم الدراسي الطويل المليء بالدراسة والامتحانات والمذاكرة ومنها القاعة الرياضية المزودة بالأجهزة التي يحتجنها، إضافة إلى احتياجنا لمسبح مغطى يساهم في تقوية مدارك الطالبات العقلية والرغبة في البقاء في المدرسة والتواصل مع المعلمات بكل رغبة وإرادة دون ملل أو نفور من المواد.

وترى الحثبور أنه من المهم جدا العمل على تغطية الساحة الأمامية في المدرسة بمظلات مكيفة تساعد على التقليل من شدة الحرارة داخل الفصول الدراسية التي لا تنفع أجهزة التكييف القديمة فيها خلال فصل الصيف لنشر الراحة والتبريد على الطالبات والمعلمات خلال عملية الشرح.

لابد من مساحات كافية لممارسة الأنشطة

عائشة لوتاه مديرة مدرسة النخبة النموذجية أشارت إلى أن المدرسة تتميز بوجود مساحة كافية تمنح الطالبات في كل مرحلة دراسية من ممارسة أنشطتها وفعالياتها بكامل الخصوصية والحرية دون أن تحتك مرحلة بمرحلة أخرى حتى نضمن انتشار السلامة فيما بينهن بعيدا عن المشاكل، إضافة إلى أن المدرسة النموذجية تتميز بوجود مرافق مختلفة تمنح الطالبة فرصة لاستكمال يومها المدرسي بممارسة العديد من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي تحببهن بالمدرسة من خلال وجود الصالة الرياضية الواسعة التي تحتوي على أفضل الأجهزة الرياضية.

من جانبها قالت نور حمدان معلمة لغة عربية في مدرسة الوحدة الخاصة وهي من المدارس التي تعد من ناحية المبنى بيئة نموذجية للتعليم :أن المبنى المدرسي يجب أن يكون الأولوية في منظومة التطوير التي تقودها التربية لان مبنى المدرسة هو الصورة الأولى التي يرسمها الطالب المشاهد للمبنى للمرة الأولى ويبني من خلالها انطباعه المبدئي ،

مؤكدة أن على المبنى المدرسي أن يمتلك مواصفات خاصة أهمها توفر شروط الأمن والسلامة وان يكون ملبياً لاحتياجات المنهج المدرسي وأغراضه التربوية فيشتمل على المختبرات والملاعب والساحات ومكتبة وغرف تعليم مهيأة تتناسب ومتطلبات المناهج التعليمية وتحقق أهدافها، إضافة إلى توفر الشروط الصحية من حيث الإضاءة والتهوية خاصة أن بعض الطلبة يعانون ضيقا في التنفس أو ضعف في البصر إلى جانب توفير أماكن مخصصة للمعلمين وأماكن للعمل التعاوني والجماعي.

وذكرت أن على تصميم المباني ان يتميز بتحقيقه مبدأ السهولة في الحركة لجميع الأطراف وان تكون مساحة المدرسة كبيرة ومناسبة للتوسع والنمو المستقبلي وذلك لمواجهة الحاجة إلى أي زيادة في أعداد الفصول الدراسية وحتى لا تكون هذه الزيادة على حساب بعض مرافق المدرسة كالحدائق أو المختبرات أو الملاعب .

مضاعفات صحية

وقالت معلمة اللغة العربية أن الأثاث المدرسي يلعب دورا مهما في تحقيق التكامل الصحي والنمو الجسمي والعقلي لتلاميذ المدارس وقدرتهم على الفهم ومتابعة الدرس والتحصيل، ذلك لأن التلميذ في فصله يجلس على مقعده، ويعتمد على درجه، ويتجه إلى السبورة معظم ساعات النهار فإذا لم يكن المقعد والدرج ملائمين لجسمه يتعرض إلى مضاعفات صحية تزداد مع مرور الوقت كما تضعف قدرته على تلقي المعلومات ويتشتت انتباهه،

مؤكدة في السياق ذاته أهمية وجود مكتبة مدرسية في مكان هادئ من المبنى المدرسي لتيسير استخدام المكتبة مع توفير النوافذ التي تكفل الإضاءة المناسبة للقراءة مع تخصيص وقت مناسب خلال البرنامج الدراسي لتدريب الطلاب على استخدام المكتبة، وفن استخراج المعلومات، وإعداد الأبحاث والتقارير والدراسات، مشيرة أيضا إلى أهمية تخصيص مكان في المبنى المدرسي ليكون مسرحا مدرسيا باعتباره من الأماكن الهامة في المدرسة والتي تقدم خدمات تربوية تمكن المدرسة من القيام بدورها كمركز إشعاع في البيئة المحيطة.

مخرجات التعليم

عبدالكريم الاسطل موجه تقنية المعلومات في منطقة عجمان التعليمية يؤكد أن للمبنى المدرسي دورا في تحسين مخرجات التعليم فإذا كان مجهز بالفصول المدرسية والمختبرات العلمية والملاعب يسهم ذلك في خلق جو يتناسب وخطط التطوير التي تقودها الوزارة حاليا، مضيفا أن المباني المدرسية التي تصمم وتغلق بشكل كامل غير صحية ولا اعتقد أنها تفي بالغرض خاصة وأنها لا تخدم الأنشطة اللاصفية والمعروف أن العقل السليم في الجسم السليم، فمن المهم أن يتوافر في المبنى المدرسي الحديث ملاعب يمارس فيها الطلبة الألعاب التي يبرعون فيها كملعب لكرة الطائرة أو السلة وساحات خارجية وهو ما لا يمكن للمباني المقفلة ان تحققه.

من جانبه قال إبراهيم الملا مدير مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الثانوي في الشارقة إن المبنى المدرسي بشكله الحالي غير مناسب ألبته للطلاب خاصة المباني القديمة التي يجب أن تزال فالأصل في المبنى أن تكون صفوفه واسعة والإضاءة طبيعية إضافة إلى التهوية الجيدة كي لا يتعرض الطلبة لبعض الأمراض كالاختناقات وضيق التنفس والساحات واسعة كما يجب أن تكون غرف المعلمين كبيرة وفيها خصوصية عالية، مشيرا إلى أن الوزارة شكلت لجنة لدراسة واقع المباني المدرسية حيث زارت اللجنة مقر المدرسة وكتبت ملاحظاتها حول شكل ومواصفات المدرسة، متمنيا أن نخرج اللجنة بتصور عن التصميم المثالي الذي يجب أن تكون عليه المدارس في الدولة .

من جانبهم اكد عدد من الطلبة أهمية المبنى المدرسي في تحفيزهم على تلقي العلم او الهرب منه حيث أشار الطالب ربيع خالد من المدرسة الأهلية في الشارقة ان للمبنى المدرسي دورا محوريا في تحديد توجهات الطالب وميوله فالمدرسة التي تضم في مرافقها ملاعب تنمي الروح الرياضية وتخرج أبطال رياضيين يرفعون اسم الدولة كما أن لوجود مكتبة مزوده بمراجع وكتب حديثة دورا مهما آخر في تحفيز الطالب على القراءة وجعلها جزءا من برنامجه اليومي، داعيا الوزارة ايلاء المبنى المدرسي أهمية قصوى لما له من دور ايجابي في رفع مستوى الطالب وتعديل شخصيته.

من جانبها أكدت عائشة عيسى طالبة في المرحلة الإعدادية أن ضعف وشح المعدات التي توفرها المدرسة في غرف المختبرات تجعل من الدراسة أمرا صعبا للغاية خاصة في المواد العلمية والمناهج المطورة التي يطالب فيها دمج النظري بالعملي فكيف لنا ان نتبع الأساليب التعليمية الجديدة في ظل وجود مباني متهالكة لا تصلح لشيء بقدر ما تصلح لتكون كومة من التراب. واعتبر الطالب محمد عبد الله ان المبنى المدرسي احد أسباب تفشي ظاهرة التسرب لان المباني تصيب بالاكتئاب والاختناق لضعف التهوية وصغر الفصول التي تكاد تطبق على أنفاس الطلبة في الداخل، مشيرا إلى أن المباني الفسيحة تعطي إحساسا بالاستقرار والراحة مما ينعكس ايجابيا على مستوى تحصيل واستيعاب الطالب.

المرحلة الأولى

المباني المدرسية بثلاث مراحل أولها قبل الاتحاد وفي بدايته حيث بدأت المدارس في الستينات بمباني متواضعة وبسيطة وما زال بعضها قائما حتى الآن ولا يعطي الشكل المعماري أهمية كبيرة وكانت عبارة عن طابق ارضي يتكون من مجموعة غرف تضاف في حالة التوسعة على شكل حلقة مربعة من مواد بسيطة ومتوفرة في ذلك الوقت .

الثانية

المرحلة الثانية في فترة الطفرة ورغم تطور المبنى المدرسي آنذاك الا أن سلبياتها كانت كثيرة بسبب بدايات نشوء الدوائر والوزارات الفنية وقلة الإشراف وسرعة البناء مع عدم توافر مواصفات ورقابة كافية.

الثالثة

ثالث المراحل الحديثة وهي في آخر الثمانينات واستمرت حتى الآن وكانت تبنى بمواصفات وإشراف أفضل كما أن المواد تطورت وبرقابة أعطت نتائج أفضل وجودة أعلى.

التصميم الحالي لا يناسب كل المراحل

أشار خالد شهيل إلى أن وزارة التربية والتعليم بذلت جهوداً حثيثة لوضع تصورات المبنى الدراسي وأنها توصلت بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان إلى التصميم الحالي وهو جيد بشكل عام ولكن ليس لكل المراحل لذا يجب تطويره ليخدم بشكل أفضل مع الإضافات والتعديلات في المناهج المدخلة حديثا على التعليم .

وقال إن المرحلة الثانية من عمر المباني المدرسية هي الأسوأ واغلب المعاناة هذه الأيام في مدارسها إلا أن الحاجة لها ملحة نظرا لعدم توافر الميزانيات لإحلالها ، مؤكدا أن عند دراسة المبنى المدرسي نجد بعض المدارس محاطة بعمارات مرتفعة مما يجعل مدارس البنات بشكل خاص تعاني من أعين المتطفلين كما يحد ذلك من استخدام الملاعب الخارجية خاصة في المراحل العليا للبنات.

تأثير على مستقبل الأبناء

خلصت دراسة لوزارة التربية والتعليم بالتعاون مع جامعة الإمارات إلى أن المبنى المدرسي له تأثير على كل مستخدميه من طلبة ومدرسين وإداريين وعمال وكما قال احد المختصين في الدراسة أن تصميم الأبنية المدرسية يحدد مستقبل أبنائنا الطلبة فكل جزء من المدرسة له دور تربوي وتعليمي ونفسي فالطالب يقضي ما يقارب ثلث يومه في المدرسة لذا لابد أن تكون هذه الفترة محفزة ومحببة له حتى يستطيع أن يبدع ويستمتع.

وأشارت الدراسة إلى تأثير محتوى الفصل على نفسية الطلبة من أثاث وألوان جدران اذ تنعكس بشكل مباشر على تحقيق التوازن والراحة النفسية لديه وبالتالي تحقيق درجات علمية متميزة وهذا ينطبق أيضا على كل مرافق المبنى وتجهيزاته وهو ما أكدته الدراسات المحلية والعالمية على حد سواء.

«نماذج» تقبل التوسعة

تضع لجنة مكونة من الوزارة ممثلة في المناطق في إمارة أبوظبي وإدارة تخطيط الأبنية التعليمية مع دائرة الأشغال ومكتب استشاري بأبوظبي تصاميم نموذجية يمكن التوسع فيها وبتكوينات يمكن تكبيرها لتشمل خدمات أكثر أو اقل حسب حاجة المدرسة في كل منطقة وموقع المدرسة وقد يظهر التصميم على ارض الواقع في القريب العاجل حيث تبذل الدائرة فيه جهداً كي يكون مثاليا في شكله ومحتواه.

«حضن دافئ» يجد فيه الدارس الإحساس بالأمان

ترتكز أسس تصميم المبنى المدرسي على أن تكون المدرسة صغيرة وان يكون عدد الطلبة في الفصل قليلا أي في المرحلة الابتدائية من 12-16 ، والمرحلة المتوسطة من 16-20 طالبا والمرحلة الثانوية من 20-24 وان تعطي المدرسة إحساسا بأنها منزل للطالب يأوى إليه ليجد الاطمئنان والرعاية بجانب التعليم، ومن الأسس المهمة ان يكون التصميم مرنا وقابلا للتطوير وان يراعي الحياة الاجتماعية للطالب والمدرس مع توفير أماكن ومساحات دراسية ومجمعات تعليمية تساعد الطالب على تنمية مهاراته كما تساعد على التعليم العملي وتهدف إلى الدراسة اللاصفية والاهتمام بعزل الصوت الآتي من الخارج

وكذلك التردد داخل الغرف والاهتمام بالإضاءة ومراعاة الإضاءة الطبيعية والصناعية والاتجاه لاستخدام إضاءة حديثة والابتعاد عن الإضاءة البيضاء، كما تندرج تحت أسس التصميم مراعاة البيئة المدرسية بخلق جو داخلي وخارجي مناسبان والاهتمام بالزراعة والاستفادة من الخدمات المتوفرة حول المدرسة من خدمات مجتمعية كالقاعات والملاعب والحدائق وان تكون المدرسة آمنه من حيث التصميم ومراعاة الوسائل الكفيلة بذلك.

مدارس «الخطيب والعلمي» بدأت مع اتحاد الدولة ولا تزال مستمرة

أوضح عبد العزيز سليمان رئيس قسم الشؤون المالية والإدارية في منطقة دبي التعليمية أن عدد مدارس دبي يبلغ 74 مدرسة، 32 منها تخضع لنموذج «خطيب وعلمي» الذي بدأ مع قيام الاتحاد ولا يزال متواجدا حتى الفترة الحالية، مشيرا إلى أن غالبية المدارس المصممة وفقاً لهذا النموذج خضعت للتغييرات الكبيرة والتعديلات والصيانة الشاملة وزادت من مرافقها التعليمية بحيث تتماشى مع متطلبات العصر بقدر المستطاع في حين أن بعضها لا يزال يعاني المتواجدون فيه سواء من طلبة أو هيئة إدارية وتدريسية من سوء الوضع بغياب الصالات المجهزة والمظلات وغرف المصادر الأمر الذي يدعو بضرورة تعاون الجهات المختلفة بتوفير المرافق التعليمية بشرط أن تكون هذه المدارس لا تزال ذات بنية تحتية جيدة وفي منطقة تمتاز بالكثافة السكانية.

وقال إن النماذج الأخرى من تصاميم المدارس تتبع وزارة الأشغال فمنها ما تم بناؤه قبل عام 2000 ويسمى نموذج «586» وهو قديم نوعا ما لكنه أفضل بمرافقه من النموذج السابق، والنموذج الآخر من وزارة الأشغال هو ما يسمى «740» ويعتبر الأفضل على الإطلاق وتم تنفيذه بعد عام 2000 على خمس مدارس في دبي وهي ند الحمر، القيم النموذجية، النخبة النموذجية، غرناطة، وزايد بن سلطان حيث يمتاز هذا النموذج بالقدرة على تحقيق المخرجات التعليمية المتميزة التي يحتاج إليها الطالب في عصرنا الحالي سواء من خلال توفير المختبرات العلمية التي تلبي المناهج الدراسية المتطورة والمجهزة بأحدث الأدوات الحديثة.

وقال عبدالله حماد نائب مدير تعليمية رأس الخيمة للشؤون التربوية إن المبنى المدرسي في الوقت الحالي يعتبر نقلة نوعية منذ قيام الاتحاد وذلك بفضل الجهود المتواصلة مابين وزارة التربية والتعليم ووزارة الأشغال اللتين وضعتا أمامهن ضرورة الارتقاء بالطالب وتوفير المرافق المتنوعة من أجل تلبية احتياجاته بطريقة تتماشى مع التطور الموجود في الدولة، إلا أن رأس الخيمة والتي تبلغ مدارسها حوالي 93 مدرسة منها الجديد الذي تم إنشاؤه بعد عام 2000،

ومنها القديم الذي يعاني من قلة المرافق الترفيهية والتعليمية والحداثة الذي يؤدى بالطلبة إلى النفور وعدم الرغبة في الدراسة لأسباب منها إدراكهم بمدى ضياع حقوقهم مقارنة بالآخرين وعدم تماشي متطلباتهم الدراسية مع إمكانيات المدرسة، مشيرا إلى أن وزارة التربية تضع في اعتبارها وضمن خطتها التطويرية المقبلة تحويل هذه المدارس إلى بيئة جاذبة وعصرية تليق بطلبة الإمارات خاصة أن المبنى المدرسي أحد أهم العوامل التي لها تأثير كبير على المخرجات التعليمية فكلما كان المبنى المدرسي صحيا وجاذبا يؤدى إلى تخريج طلبة متميزين ذوي مهارات مختلفة بعكس المبنى الشحيح الذي يفتقد للمرافق والأنشطة المختلفة

تحقيق ـ نورا الأمير، منال خالد

Email