23.5% نسبة الولادات القيصرية في مستشفى الوصل العام الماضي

العملية القيصرية .. استسهال أم ضرورة طبية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال بان لحظات الولادة هي من أصعب اللحظات التي تعيشها الحامل، ويقال أيضا بان دعوات الحامل أثناء الولادة والطلق هي من الدعوات المستجابة لان الأم تكون معلقة بين السماء والأرض.

ورغم أن الولادة الطبيعية أفضل بكثير من الولادات القيصرية إلا أن الكثير من الحوامل بتن يفضلن هذه الطرق لتجنب آلام المخاض الذي قد يمتد لساعات، ولكن في حال تعثر الولادة يلجأ الأطباء للعملية القيصرية لتلافي أي مضاعفات قد تحدث للام أو للجنين . في التحقيق التالي نسلط الضوء على الولادة الطبيعية والقيصرية والبداية مع بعض آراء السيدات وإلى التفاصيل :

تقول «شما ميهر ـ ربة منزل» رغم أن العمليات القيصرية مؤلمة جدا إلا أنها أخذت في الانتشار في الدول الأوروبية بل تسعى لها النساء على اعتبار أنها من مظاهر أو متطلبات الحياة الجديدة، فالمرأة الأوروبية تفضل العملية الجراحية أكثر من عملية الولادة الطبيعية اتقاء لآلام الولادة، كما أن الكثير منهن يفضلن رؤية خروج الجنين من البطن وتصويره بالفيديو منذ لحظة خروجه لكي يتم الاحتفاظ به في أفلام تاريخ العائلة.

إضافة إلى أن العملية تبرأ بسرعة على الرغم من أن الأم تكون في وضع حرج، فهي لا تستطيع ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي مثل المواظبة على التمارين الرياضية وتنظيف المنزل والاعتناء بباقي الأبناء وأيضا عدم مقدرتها على حمل الطفل الرضيع.

علاوة على أن الكثير من الأمور قد تؤثر على العملية الجراحية كالحزن الشديد أو الحرارة أو البرودة الشديدة ولو أن المرأة تعرضت في تلك الفترة لمرض معين أو تعثرت ووقعت ستكون النتائج وخيمة، وأيضا بعض النساء لا يستطعن الحمل والإنجاب إلا بعد مرور سنين طويلة وتمتد لأكثر من سنتين حيث تكون المرأة ضعيفة ولا يحتمل جسدها حمل طفل جديد بسرعة.

وتضيف شما: تأخذ الكثير من النساء حبوبا مسكنة للألم وكثرة هذه الأدوية تؤثر سلبا على المرأة، وأصبحت العمليات القيصرية رائجة، وللمرأة في أوروبا الحرية في أن تختار هل تلد طبيعيا أو تجري عملية قيصرية فليس هناك قانون يمنع العمليات القيصرية على اعتبار أن المرأة هي التي تتحمل تكلفة العملية، والعملية ليست صعبة على الطبيب طالما كان وضع الجنين والأم طبيعي.

وتضيف «عائشة محمد ـ ربة منزل»: العملية القيصرية صعبة جدا فهي مؤلمة ولها آثار خطيرة، ولقد مررت بهذه التجربة التي ذقت فيها الأمرين فولادتي للطفل الأول كانت طبيعية وبالطبع ألم الولادة ليس له بداية أو نهاية إلا أنه من رحمة الله تعالى يختفي خلال أسبوع ويأخذ الجسم وضعه الطبيعي.

ويمكن للمرأة ممارسة حياتها الطبيعية لكن بدون أن ترهق نفسها وخلال شهر تكون طبيعية مئة بالمائة، أما ولادتي للطفل الثاني فكانت متعسرة مما اضطر الأطباء إلى إجراء عملية قيصرية لإنقاذ الجنين وحمايتي، وكان للعملية تأثير سلبي علي فقد ظللت لمدة طويلة لا أستطيع الحراك إلا بمساعدة أحد، إضافة الى عدم مقدرتي على حمل الرضيع، فالألم يظل لفترة طويلة ولا توجد مدة محددة لتوقف الألم.

وما زاد الأمر تعقيدا - رغم أخذ الاحتياط لعدم الحمل مرة أخرى إلا بعد مرور سنتين على الأقل بناء على نصيحة الطبيبة - هو حدوث حمل بعد مرور سنة وشهر تقريبا على العملية الأولى لتحيط بي الوساوس والمخاوف من تأثير الحمل على العملية وأيضا الألم الذي بدأ بالظهور في مكان الجرح استمر حتى موعد الولادة ليخرج الجنين للحياة بعملية قيصرية أخرى وتبدأ رحلة معاناتي من جديد.

وبعدها بسنتين حدث حمل ثالث وعندما وصلت للشهر السابع أصابني نزيف جراء العمليات السابقة وعدم احتمال جسدي للحمل مما استدعى نقلي للمستشفى وإجراء عملية قيصرية مستعجلة لإنقاذ حياتي والحمدلله تمت العملية بنجاح وعاشت طفلتي بعد أن مكثت في المستشفى قرابة الشهرين بنبض ضعيف وضيق في التنفس، ومازالت تعاني من ضيق التنفس إلى اليوم.

وحاولت بعدها بشتى الطرق أن أحافظ على نفسي وتوقفت عن الحمل لمدة أربع سنوات وتم حدوث حمل بعدها، إلا أن الطبيبة المشرفة على الحمل جعلتني أعيش في قلق وخوف حيث أنها أخبرتي أنه من المحتمل أن ألد الطفل بعملية قيصرية ثالثة وسيكون هذا الطفل هو الأخير بالنسبة لي، لكن الحمد لله بفضل الله تعالى تمت الولادة بشكل طبيعي.

وتؤيد سمية علي إجراء العمليات القيصرية وتقول بان ألمها لا يتعدى الأسبوع ويرجع الجسم إلى طبيعته، ويمكن للمرأة أن تمارس حياتها الطبيعية بسهولة ويسر، والجرح يكون صغيرا جدا ولا يسبب أية تشوهات، مشيرة إلى أنها تفضل العملية القيصرية بسبب ما رأته من معاناة أخواتها وصديقاتها من الولادة الطبيعية وما يتبعها من التهابات وغيرها.

وتضيف لدي اثنان من الأبناء تمت ولادتهما عن طريق العملية القيصرية في احد المستشفيات الخاصة التي لا تمانع أبدا إجراء العمليات، وقد لاحظت خلال إقامتي في المستشفى إقبال الكثير من المواطنات والأجنبيات بإرادتهن لإجراء عملية بدلا من الولادة الطبيعية.

ومنهن من مررن بتجارب مريرة مع الولادة الطبيعية والأخطاء الطبية التي تقع بسبب إهمال الأطباء والممرضات، وأي امرأة حبلى أكثر ما يخيفها هو ولادة طفل بإعاقة بسبب الخطأ عند سحب الطفل وقد يعاني منها الطفل طوال حياته، وأقرب مثال ابنة أختي التي تعاني من العرج في رجلها بسبب عدم الخبرة الكافية وسحبها أثناء الولادة بقسوة.

تعثر الولادة

تقول الدكتورة حسنية قرقاش استشارية أمراض النساء والولادة والعقم في دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي إن الطبيب يلجأ للولادة القيصرية في حالة تعثر الولادة الطبيعية نتيجة لبعض المشكلات الصحية الخاصة بالأم مثل ضيق الحوض، أو عدم اتساع عنق الرحم أو وجود ورم ليفي في طريق مرور الطفل في الولادة الطبيعية.

كما أن ارتفاع ضغط الدم وإصابة الأم بتسمم الحمل يلزم إنهاء الحمل في الشهر الثامن بالعملية القيصرية، كما ينصح الأطباء الأم التي أجرى لها عملية قلب مفتوح أو نقل كلية، أو الغضروف أو استئصال ورم بالمخ بأن يتم توليدها قيصرياً لتفادي متاعب الأم مع (طلق) الولادة الطبيعية.

وتضيف: هناك بعض المشكلات الصحية الخاصة بالطفل والتي تؤدي إلى تعثر الولادة الطبيعية، واختيار الولادة القيصرية كبديل آمن، وهي حالات زيادة وزن الطفل أكثر من أربعة كيلو جرامات، أو بقاء الطفل حتى الشهر التاسع في الوضع غير الطبيعي للولادة، وكذلك في حالات التوائم الملتصقة.

التشخيص المبكر

وتؤكد الدكتورة حسنية قرقاش أن التقدم الطبي الملحوظ في مجال التشخيص المبكر للمشكلات الصحية التي تتعرض لها الأم والجنين من خلال أجهزة الموجات فوق الصوتية، والجهاز رباعي الأبعاد والذي يكشف عن وزن الطفل وكمية السائل الأمينوسي حول الطفل أو انفصال المشيمة أو القصور في القيام بوظيفتها في تغذية الطفل خاصة مع إصابة الأم بتسمم الحمل مما يستدعي إجراء العملية القيصرية لها مع نهاية الشهر الثامن.

كما أتاح التقدم في أجهزة التخدير والتعقيم والخيوط الجراحية والمضادات الحيوية إجراء العمليات القيصرية بأكبر نسب نجاح وكبديل أكثر أمانا من الولادة.

الولادة الآمنة

وتقول الدكتورة قرقاش إن الولادة الآمنة هي التي تتم مع تجنب المضاعفات الصحية على الأم والجنين، وهي إحدى الوظائف الطبيعية للمرأة، إلا أنه في السنوات لأخيرة حدث تزايد في معدلات حدوث الولادات العسرة، وزيادة اللجوء إلى العمليات القيصرية التي تتم بإجراء فتحة في جدار الرحم.

واستخراج الجنين دون المرور عن طريق الجهاز التناسلي، ومن أهم أسباب تعثر الولادة ضيق مقاييس الحوض وزيادة حجم الجنين عن معدلاته الطبيعية، ووجود الجنين في الوضع الخاطئ للولادة وتعدد الأجنة، وكذلك اختلاف أسلوب الحياة الحديثة.

تحديد نوع الولادة

وأضافت أن السمات الجسمانية للمرأة تلعب دوراً في تحديد نوع الولادة، فقصر القامة يصاحبه ضيق في أبعاد الحوض، والولادة قيصرياً تكون أفضل لها، كما أن الوزن الأمثل لزيادة الوزن أثناء فترة الحمل لا يزيد على 12 كيلو جراما. لكن السمنة المفرطة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات الولادة العسرة، وتشمل مضاعفات الولادة المتعثرة حدوث إصابات وجروح بالجهاز التناسلي وانفجار الرحم وتهتك المهبل والمثانة وحدوث التصاقات بجدار الرحم والنزيف الرحمي ما بعد الولادة.

وهذه المشكلات تؤدي إلى ارتفاع معدل وفيات الأم في أثناء وبعد الولادة، ومن خلال الولادة القيصرية أمكن تفادي هذه المضاعفات والحفاظ على صحة الأم، كما أن الجنين يتعرض لكثير من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى إصابات الجهاز العصبي والعضلي، وارتفاع معدل وفيات الأجنة.

ويمكن للحامل التي أجري لها عملية ولادة قيصرية أن تنجب للمرة الثانية بشكل طبيعي، وبعض السيدات يطلبن إجراء عملية قيصرية لهن رغم تأكيدات أخصائي النساء والولادة المشرف على الحالة بإمكانية الولادة طبيعيا.

وذلك لعدم المرور بمتاعب الولادة الطبيعية، وبالنسبة لمن سبق وأنجبت بالولادة الطبيعية ضرورة اهتمام المرأة بصحتها، وأسلوب تغذيتها أثناء الحمل والقيام بممارسة بعض التمرينات الرياضية البسيطة، التي تساعد في الولادة بسهولة وتجنب ارتداء الحذاء ذي الكعب العالي لما له من تأثيرات ضارة على الحوض، وجعله غير ملائم لاستقبال الجنين في أثناء عملية الولادة.

نوعان للعملية

من جهتها أشارت الدكتورة ماري جون استشارية ورئيسة قسم النساء والتوليد في مستشفى الوصل بدبي إلى أن العمليات القيصرية تنقسم إلى نوعين، الجراحة في جدار البطن وأخرى تسمى جراحة الرحم، ويعد القطع العرضي في أسفل البطن الأكثر شيوعا في كلتا الحالتين، أما القطع الطولي فيتم في الحالات الطارئة، أو تسهيلا على الأم الحامل في فتح البطن بالطول إذا سبق وأجرت جراحة طولية.

كما تراعى حالة الطفل إذا كانت خطيرة وتستلزم إخراجه فورا من بطن أمه، وهذا ما ينطبق على الجراحة في جدار البطن، أما الجراحة الطولية للرحم فتجرى إذا ما كانت وضعية الطفل بشكل عرضي، أو إذا كانت المشيمة تغطي عنق الرحم بصورة شديدة وذلك تجنبا لحدوث نزيف شديد.

وأوضحت أن الطبيبة هي من تحدد ما إذا كانت حالة الأم أو الجنين تستدعي عمل الجراحة القيصرية، وعلى الطبيبة التأكد من وضع الجنين في بطن أمه (مستعرض أو مقعد) مما يعرض حياته للخطر.

أو هناك حالات أخرى مثل عدم تقدم الولادة بالرغم من وجود الطلق ونزول الحبل السري قبل الولادة وإذا ما كان غشاء الماء مفتوحا لفترات طويلة خوفا على الأم الحامل من حدوث الالتهابات، وبعض حالات التوائم وإذا كان عدد الاجنة أكثر من اثنين في كثير من الأحيان.

اقبال واسع

وأوضحت الدكتورة عزة جودة عطية أخصائي أول نساء وتوليد في مستشفى الوصل بدبي أن زيادة العمليات القيصرية في دولة الإمارات مقارنة بالمستوى العالمي تكاد تكون متساوية، وعزت أسباب زيادتها في مستشفى الوصل بشكل خاص باعتباره عالي التخصص ويستقطب الحالات الأكثر تعقيدا من المستشفيات الأخرى، في حين تحتاج معظمها إلى تدخل سريع لذا تضطر الطبيبة لإجراء العملية القيصرية بحكم ضيق الوقت.

ونفت د. عزة أن العملية القيصرية أسهل من الولادة الطبيعية، مشيرة إلى أنها تتطلب التخدير إما الكلي أو النصفي وذلك بناء على الوضع الصحي للحامل، أو رغبة الحامل في التخدير الكلي أو الجزئي، موضحة أن التخدير الجزئي اقل خطورة من الكلي، والعملية القيصرية كأي عملية جراحية أخرى تصاحبها مضاعفات كثيرة قد يتم تجنبها بالولادة القيصرية.

كما نفت التفكير السائد في أن يتقاضى الطبيب أجرا زائدا عند إجراء العملية القيصرية مؤكدة أن اجر الطبيب ثابت ولا يتعلق في عدد العمليات التي يجريها سواء كانت قيصرية أو طبيعية.

وأشارت إلى أن مسألة قيام الطبيبة بإجراء العملية القيصرية إذا اقتضت الحاجة لذلك أو صاحبتها أسباب قهرية، موضحة أن المسألة ليست خيارا.

وعي الأم الحامل

ولفتت د. ماري جون إلى أن بعض الحوامل يرفضن العمليات القيصرية ولا يقتصر ذلك على الأميات، وهنا يكمن دور الطبيبة في التدخل لشرح ماهية العملية القيصرية ونجاحها وتوضيح الجانب الصحي للأم وسلامة الجنين، مشيرة إلى أن هناك تدخلا فعليا من قبل إدارة المستشفى في حال عدم رضوخ الحامل لتعليمات الطبيب بما فيه مصلحة للطرفين.

مشكلات العمليات القيصرية

وقالت الدكتورة ماري جون إن مشكلات العمليات القيصرية تحدث ولكن بصورة نادرة، فعلى سبيل المثال إذا كانت الأم تعاني من السكر أو الضغط أو السمنة أو مشاكل في القلب فتكون عرضة لحدوث المشكلات منها التهاب في الجراحة أو النزيف أثناء العملية، وفي بعض الأحيان تحتاج الحامل إلى نقل الدم إذا كانت تعاني من فقر الدم (الأنيميا).

وفي حالات أخرى تتسبب العمليات القيصرية في إصابة المثانة وذلك إذا ما تكرر إجراء العملية القيصرية لمرات متتالية لأكثر من عمليتين أو أكثر، وتستغرق العمليات القيصرية من نصف ساعة إلى 45 دقيقة، موضحة أن بإمكان الأم الحامل أن تلد ولادة طبيعية بعد إجرائها لعملية قيصرية مسبقا، ولكن يتوقف ذلك على الحالة العامة للام وحالة الجنين والسبب الذي من اجله أجريت العملية الأولى.

ومن المضاعفات إصابة المثانة والأمعاء بسبب الالتصاقات الشديدة والتحام المشيمة في الجراحة وحدوث النزيف أثناء العملية، ونادرا ما يستدعي استئصال الرحم خوفا على صحة الأم نتيجة النزيف الحاد. وأكدت د. عزه أن العملية القيصرية اخطر بمرتين من الولادة الطبيعية.

استئذان الزوج وموافقة الحامل

تتطلب إجراءات المستشفى أخذ توقيع الحامل والزوج قبل إجراء الولادة بشكل عام، أما العملية القيصرية فتتم بعد اخذ موافقة الطرفين على تحمل مضاعفات العملية بعد الشرح الوافي للطبيبة وما إذا حصل خطر مفاجئ على حياة الأم، حيث يتم إخطارها بالسلبيات الناتجة أو التي قد تنتج مستقبلا إثر إجرائها، أما في الحالات الحرجة فتدون موافقة الزوج في ملف الحامل إذا كان غير متواجد معها في المستشفى.

ولا يحتاج الجنين إلى عناية أكثر من العناية اللازمة للجنين المولود طبيعيا، مؤكدة أن العملية القيصرية لا تتم إلا بوجود طبيب الأطفال حتى يشرف على الحالة منذ ولادتها، فالعناية موجودة قبل خروج الطفل من بطن أمه سواء في الولادة الطبيعية أو القيصرية.

تحقيق: عماد عبد الحميد ـ سامية الحمودي ـ نادية إبراهيم:

عبدالله اليماحي: زوجتي أجرت 4 قيصريات ومستشفى دبا يتسرع

اتهم عبدالله علي أحمد اليماحي مستشفى دبا الفجيرة التسرع بإجراء العمليات القيصرية للحوامل دون إعطاء فرصة كافية لهن لوضع مواليدهن بشكل طبيعي، مشيراً إلى أن زوجته أنجبت 4 مرات بالعمليات القيصرية، رغم أنها لا تعاني من أي أمراض مزمنة كالسكري أو الضغط أو غيرها من الأمراض التي تتطلب إجراء عمليات قصيرية.

وأضاف ان المرأة تعاني كثيراً من تكرار إجراء العمليات القيصرية كما أن قدرتها على الإنجاب تتأثر سلباً، فهي لا تستطيع إنجاب أكثر من 4 مواليد، لافتاً إلى ضرورة إجراء تحقيق في نسبة العمليات القيصرية في الدولة، لشعوره بأنها تزداد يوماً عن يوم، مشيراً إلى أن شقيقته أجرت 5 عمليات قيصرية لكنها في المرة السادسة رفضت إجراء العملية القيصرية في المستشفى الذي أجرت فيه العمليات السابقة، فتم نقلها إلى مستشفى آخر وولدت ولادة طبيعية، مؤكداً أن هذا دليل واضح على استعجال بعض المستشفيات في إجراء هذه العمليات.

وقال عبد الله سالم الكعبي نائب مدير مستشفى دبا الفجيرة إن العمليات القيصرية تعتبر من أسهل العمليات، وهي لا تشكل خطورة على المرأة، كما أنه لا يتم اللجوء إليها إلا بعد استنفاد كافة الوسائل الطبيعية للولادة، كما أنها تتم لإنقاذ الأم أو الجنين، مؤكداً أن العمليات القيصرية داخل المستشفى ما زالت ضمن المعدل الطبيعي ولا تتجاوز 2% من المعدل السنوي العام.

ونفى الكعبي ما أشيع حول تقاضي الطبيبة التي تقوم بإجراء العملية أي مكافأة أو زيادة مالية عند قيامها بإجراء عملية قيصرية لأنها تقوم بعملها الاعتيادي التي تتقاضى على أساسه راتباً مقطوعاً بصرف النظر عن عدد العمليات التي تجريها.

وأضاف ان هناك حالات كثيرة تستدعي هذه العملية مثل تسمم الحمل، وارتفاع الضغط وصغر الحوض وكذلك حجم الجنين وضعف نبض قلبه، كذلك يتم إجراؤها في الولادة التالية إذا لم تأخذ الولادة التي قبلها الوقت الكافي للراحة التامة.

وقالت الدكتورة منى الكبيسي استشارية النسائية والتوليد بمستشفى دبا الفجيرة ان نسبة العمليات القيصرية تزداد ارتفاعاً في العالم وليس فقط في الإمارات وحدها، وذلك نتيجة عوامل عدة مرتبطة بطبيعة الحياة والأكل والقوة الجسمانية وغيرها من العوامل، فضلاً عن وجود حالات كثيرة تستدعي العمليات القيصرية لكن لضعف الإمكانات الطبية في تلك الأيام كانت تزيد نسبة الوفيات من المواليد، لكنها الآن انخفضت بشكل واضح لوجود أجهزة وطرق كثيرة تحدد إن كانت الحالة تستدعي عملية قيصرية.

مؤكدة أن العمليات القيصرية في المستشفى ما زالت ضمن المعدل الطبيعي الذي حددته الصحة العالمية بأقل من 10% من نسبة المواليد، وإن المستشفى يقوم بإجراء إحصائية شهرية عن عدد الحالات التي تطلبت عمليات القيصرية ومعرفة الأسباب التي استدعت إجراؤها حيث يتم محاسبة الطبيبة التي تقوم بإجراء العملية القيصرية دون منح الحامل وقتاً كافياً للولادة الطبيعية.

الفجيرة ـ فراس العويسي:

Email