المؤتمر العالمي للسكر يعتمد المعدل التراكمي كأفضل طريقة للتشخيص

المؤتمر العالمي للسكر يعتمد المعدل التراكمي كأفضل طريقة للتشخيص

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور عبد الرزاق المدني المدير التنفيذي لمستشفى دبي استشاري مرض السكر والغدد الصم ورئيس الجمعية الخليجية للسكر أن المؤتمر العالمي الأخير الذي عقد في العاصمة السويدية ستوكهولم في نهاية الشهر الماضي اعتمد وسيلة جديدة لتشخيص السكري، وهي معدل متوسط السكر أو السكر التراكمي كل ثلاثة شهور، فإذا كانت النسبة اقل من 6% طبيعي وإذا زادت عن 5. 6% مصاب بالسكري وفي حال ترواح السكر التراكمي بين 6إلى 5. 6% فمعنى ذلك أن الشخص لدية القابلية للإصابة بالمرض وعليه اتخاذ الإجراءات الاحترازية .

وأوضح الدكتور المدني ان هذه الطريقة تعتبر أكثر دقة وسهولة من الطريقة التقليدية التي تتطلب من المريض إجراء الفحص الأول صائما بعد مضي 12 ساعة والمرة الثانية بعد الإفطار بساعتين مشيرا إلى أن الفحص التراكمي يعطي مستوى السكر في الدم لثلاثة أشهر ولا يحتاج المريض أن يكون صائما ، وإنما يمكن إجراؤه في أي وقت.

وقال الدكتور المدني الذي حضر المؤتمر على رأس وفد من هيئة الصحة بدبي كما أكد المؤتمر الذي حضره 17000 متخصص من كافة أنحاء العالم عدم وجود علاقة بين أدوية السكري المتداولة في الأسواق وأمراض السرطان، إلا أن المؤتمر أكد أن مرضى السكري عرضة للإصابة بالأمراض السرطانية أكثر من غيرهم لأسباب لا علاقة لها بتناول الدواء. وقال ان الأنسولين المستنشق لم يثبت نجاعة كافية في المحافظة على مستوى السكر في الدم، وبالتالي لا ينصح المرضى باستعماله.

وأوضح أن هناك خيارات وبدائل للحقن التي يستخدمها المرضى المعتمدين عن الأنسولين ولا تسبب ألما خاصة للأطفال ومنها القلم، ومضخة الأنسولين التي تعتبر بديلا للبنكرياس وقد تم طرحها في السوق المحلية منذ عدة سنوات وتعتبر أفضل طريقة لغاية الآن في التحكم على سكري الدم، حيث لاحظنا ومن خلال متابعتنا للمرضى المعتمدين على مضخات الأنسولين أن هناك سيطرة تامة لديهم على مستو ى السكر لأنه يتم برمجتها لتزويد الجسم بحاجته من الأنسولين على مدار الساعة، ويستطيع المريض زيادة جرعة الأنسولين عند تناول وجبة رئيسية وفي حال حدث هناك انخفاض في السكر تعطي المضخة ما يشبه الإشارة التحذيرية .

وقال الدكتور المدني المشكلة ان سعر المضخة لا زال عاليا إذ يصل سعر النوع الجيد منها إلى 20000 درهم وتحتاج شهريا إلى معدل 2500 درهم، لهذا نجد أن استخدامها لا يزال مقتصرا على فئة دون غيرها، كما أنها ليست مغطاة من قبل شركات التأمين، وبالتالي ننصح المرضى المقتدرين على شرائها ونقوم في هيئة الصحة في تدريبهم على كيفية استخدامها.

الأطباء المختصين بسكري الأطفال

وحول افتقار هيئة الصحة للأطباء المتخصصين بسكري الأطفال قال المدني هذا الكلام غير دقيق ولدينا في المستشفى استشاري سكري أطفال معروف ويقوم بمتابعة الأطفال المصابين بالمرض في عيادته منذ عدة سنوات، ولكن بشكل عام هناك ندرة في الأطباء التخصصات الدقيقة على مستوى العالم والسبب هو أن هذه التخصصات ظهرت حديثا وكان طبيب الأسنان مثلا يعالج الجذور والتسوس واللثة والتركيبات والتبييض، أما الآن فهناك أطباء متخصصون بالجذور واللثة والتركيبات، وهذا الكلام ينطبق على جميع التخصصات الطبية.

العامل الوراثي في الإصابة بالمرض

وحول مدى صحة ما يقال عن دور العامل الوراثي «ثرفت جين» الموجود لدى العرب وحدهم في زيادة نسبة الإصابة بالسكر قال الدكتور المدني لا شك أن العوامل الوراثية تلعب دورا كبيرا فهناك أجناس من البشر ترتفع لدهم نسب الإصابة بالأمراض الوراثية، وقد لوحظ مثلا أن هنود البيما في الولايات المتحدة الأميركية ترتفع لديهم نسب الإصابة بالسكر أكثر ممن غيرهم.

كما أن العرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص ترتفع لديهم نسب الإصابة بالسكر والأمراض الوراثية أكثر من الأوربيين، وهذا بالتأكيد يعود لبعض المعتقدات مثل زواج الأقارب، إضافة إلى التغير الكبير الذي طرأ على الأنماط الغذائية صاحبها قلة الحركة والنشاط البدني والسمنة، وكل هذه العوامل تؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسكر .

وقال الدكتور عبد الرزاق المدني أنه تم على هامش مؤتمر استكهولم أيضا عقد لقاء موسع مع رئيس الاتحاد الدولي للسكر وتم اطلاعه على الاستعدادات الجارية حاليا للمؤتمر القادم والذي ستستضيفه دبي في العام 2011، والمتوقع أن يستقطب أكثر من 25000 ألف متخصص وعارض وزائر. وأوضح أن المؤتمر الذي سيقام لأول مرة في مدينة عربية يعد على درجة من الأهمية نظرا لارتفاع نسبة الإصابة بالمرض في منطقة الخليج بشكل عام والمنطقة العربية بشكل عام، مؤكدا أن هذه المؤتمرات تخرج دائما بتوصيات تتبناها منظمة الصحة العالمية لتعميمها على كافة الدول.

دبي ـ عماد عبد الحميد

Email