مركزان متخصصان في دبي وأبو ظبي للعمليات والأبحاث والعلاج
أول مؤسسة للأبحاث والعلاج بالخلايا الجذعية في الامارات
أعلنت شركة «إم إس سي» عن خطتها لإقامة أول مؤسسة طبية في الدولة متخصصة في ابحاث وعلاج تقنيات زراعة الخلايا الجذعية، من خلال افتتاح مركزين متخصصين في كل من دبي وابو ظبي.
وقال شهاب عزيز العوضي الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة المبادرة ان الشركة بدأت الخطوات الفعلية لافتتاح المركزين مع نهاية العام الجاري، حيث تعكف حاليا على الانتهاء من اجراءات التراخيص المحلية والدولية موضحا ان هذا المشروع يجسد ريادة دولة الإمارات في تبني التقنيات الجديدة في مجال الطب، خصوصا ان تقنيات زراعة الخلايا الجذعية ما زالت احد المجالات الجديدة في علوم الطب والأبحاث، ومن المتوقع ومن خلال هذه المبادرة ان تصبح الإمارات إحدى الوجهات العالمية المرموقة في هذا المجال.
واضاف العوضي ان حجم الاستثمارات في هذا المشروع الكبير يصل الى اكثر من 60 مليون درهم، وتشمل تكاليف الارض والانشاءات والتجهيزات والمعدات الطبية التي تستلهم احدث ما توصلت اليه تقنيات العمليات التشغيلية في العالم لهذا النوع من المراكز.
وأكد شهاب العوضي ان شركة «ام اس سي» انتهت حتى الآن من توقيع اتفاقات عديدة للتعاون وتبادل الخبرات مع عدد كبير من أهم مراكز الأبحاث والعلاج بالخلايا الجذعية في العالم، والتي نجحت حتى الآن في استحداث علاجات مضمونة لعدد كبير من الأمراض المزمنة عبر زراعة الخلايا الجذعية.
وقال «من المتوقع أن يحتل مركزا الأبحاث والعلاج بزراعة الخلايا الجذعية في أبوظبي ودبي عند بدء عملهما صدارة المراكز المتخصصة في العلاج بالخلايا الجذعية في العالم، خصوصا وأنهما سيبدآن من حيث انتهى من سبقونا من حيث توفرهما على أفضل الخبرات العالمية النادرة في هذا الميدان من أطباء وباحثين، وأحدث التقنيات التي توصل اليها العلم في هذا الشأن حتى الآن»، لافتا الى أنه سيكون ثمة تكامل تام بين عمل المركزين.
مرض السكري
وأوضح أنه فيما سيركز مركز الأبحاث والعلاج باستخدام الخلايا الجذعية في دبي على العمليات الجراحية الصغرى مثل عمليات التجميل، واصلاح التشوهات الناتجة عن حوادث يتخصص مركز أبوظبي بشكل أكبر فى العمليات الكبرى مثل علاج مرض السكري والعمليات التي تشمل زراعة الخلايا الجذعية في الجسم فضلا عن الأبحاث.
وأشار الى أنه اضافة الى أبحاث الخلايا الجذعية والعلاج باستخدامها سيوفر المركزان في أبوظبي ودبي خدمات بنوك حفظ دم الحبل السري التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وهي البنوك التي تتيح للراغبين الاحتفاظ بعينات من خلاياهم الجذعية لاستخدامها لأنفسهم أو لآخرين من ذات الشفرة الوراثية، في حالة الاصابة بمرض من الأمراض التي تعالجها زراعة الخلايا الجذعية في المستقبل.
وأضاف ان العلاج باستخدام الخلايا الجذعية أصبح يمثل ثورة في أنحاء العالم، خصوصا مع تزايد عدد الأمراض التي أصبح من المؤكد امكانية معالجتها باستخدام الخلايا الجذعية، فضلا عن تواصل الأبحاث في مختلف أنحاء العالم على أمراض أخرى ستتم اضافتها الى قائمة العلاج باستخدام التقنيات الجديدة.
الخلايا الجذعية
هي خلايا موجودة في الجنين الباكر، ثم يقل عددها بعد ذلك ولكنها تستمر إلى الإنسان البالغ في مواضع معينة وهذه الخلايا لها القدرة لتشكل مختلف أنواع خلايا الجسم، والتي تقدر بأكثر من 220 نوعاَ من الخلايا المختلفة الأشكال والأحجام والوظائف.
وتوجد هذه الخلايا في التكوين الجنيني لما بعد ولادته وتعتبر مصدراً لبعض أنواع الأنسجة ، خاصة الخلايا الجرثومية التي تنتج الخلايا الجنسية، وخلايا الدم، وخلايا الجلد، وقد عرفت فيما بعد باسم الخلايا الجذعية البالغة، أما الخلايا الجذعية التي حركت المعامل وتعلقت بها الآمال في علاج العديد من الأمراض فهي الخلايا الجذعية الجنينية، التي وصفت بأنها سيدة الخلايا لأنها بمثابة (الكل) حيث لها قابلية التحول إلى أي نوع من أنواع خلايا الجسم وفق معاملات بيئية محددة في المختبر.
وتقوم فكرة الاستفادة من الخلايا الجذعية في علاج الأمراض على اعتبار قدرتها على منح كافة أنواع الخلايا والأنسجة مثل خلايا القلب والكبد والكلى والدم والعظام والدماغ، وبالتالي فإن مستقبلها في مداواة العديد من الأمراض والتشوهات الخلقية خاصة أنواع السرطان والبول السكري والفشل الكلوي أو الكبدي أو بعضاً من أمراض القلب أو الجهاز العصبي هو الأقرب في الأبحاث هذه الأيام. فعند توفر الخلايا الجذعية تحل محل الخلايا المصابة أو التي توقفت وظائفها وذلك بطريقة الاستزراع الموضعي أو بطريقة الحقن الوريدي.
دبي -علي الصمادي
