المد الأحمر ظاهرة طبيعية تربك أكثر من 60 دولة

المد الأحمر ظاهرة طبيعية تربك أكثر من 60 دولة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتمد أكثر من 62% من سكان دولة الإمارات بغذائهم على خيرات البحر وأغلبهم من مواطني الدولة، حيث تستهلك العائلة المواطنة 50 كيلوغراما من الأسماك أسبوعياً.

ومع عودة ظاهرة المد الأحمر منذ أيام قليلة إلى سواحل الدولة بصورة لم يسبق لها مثيل، ظهرت روائح كريهة عمت المناطق الساحلية بصورة كبيرة، مما أثار فزع الكثير من الموطنين والمقيمين في الدولة. ولإلقاء المزيد من الضوء على هذه الظاهرة التقت «البيان» الدكتور إبراهيم الجمالي مدير مركز الأبحاث البحرية في أم القيوين وكان هذا الحوار: ما هو المد الأحمر؟ المد الأحمر ظاهرة طبيعية ويعد ازدهار العوالق أو الطحالب النباتية وحيدة الخلية من الأسباب في تغير لون المياه في البحر ويسمي بالمد الأحمر، بالرغم من أن لون المياه قد يكون بنيا أو برتقاليا أو أصفر، أو أخضر أو ورديا، إلا أن اللون الأحمر هو السائد.

من أين يأتي لون المياه؟

يعتمد اللون على نوع العوالق المسببة للازدهار، لأن كل نوع لدية صبغيات لونية خاصة به، والمهم معرفة تغير لون المياه ليس هو في كل الحالات دلالة على ازدهار العوالق النباتية، إذ يتغير لون المياه نتيجة تكاثر الأعشاب البحرية البنية أو الحمراء الهديبات وقناديل البحر، أو نتيجة للتلوث الكيمائي أو العضوي.

كيف يحدث المد الأحمر؟

يحدث نتيجة وجود بعض أنواع الطحالب المسببة للمد الأحمر حويصلات تسمي أبواغا، ويحدث ذلك عندما تكون الأحوال البيئية غير مواتية. وتستقر هذه الأبواغ في القاع وتبقى في حالة سكون لمدة شهور أو سنوات، ومع تحسن الأحوال وإزدياد نسبة المغذيات تتحرك هذه الأبواغ للأعلى، وتبدأ في النمو خاصة عندما تكون درجات الحرارة والاضاءة مناسبين، حيث تفتح الأبواغ وتتحول إلى خلايا سابحة تبدأ في التكاثر بالانقسام البسيط لتنتج خلال أيام قليلة من 6000إلى8000 خلية، مما يتسبب في حدوث المد الأحمر.

كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟

تعاني أكثر من ستين دولة في العالم من ظاهرة المد الأحمر منذ مئات السنين، ولغاية الآن لا يوجد حل لها، لكن يمكن أن نحد منها في حال انخفاض مستوى المغذيات في الماء، حيث يتوقف تكاثر الخلايا وتتحوصل الخلايا متحولة إلى أبواغ تهبط إلى قاع البحر حيث تبقى في حالة سكون إلى أن تتحسن الظروف مرة أخرى.

استطاعت كوريا الحد من الظاهرة من خلال «تطين» البحر أي ردم مياه البحر بالتراب، وهذا لا يمكن عمله في الدولة لأن تراكمه يؤثر على نمو الشعاب المرجانية ويعيق حركة تنفسها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة تظهر فوائدها في المسطحات المائية الضيقة والصغيرة .

ما هي المخاطر الشائعة الناتجة من المد الأحمر ؟

يؤدي تكاثر الطحالب الكثيف أثناء ازدهار المد الأحمر إلى انسداد فتحات خياشيم الأسماك مما يؤدي إلى اختناق هذه الأسماك وبالتالي نفوقها، وموت الأسماك بصورة غير مباشرة نتيجة سحب الأكسجين المذاب في الماء. ويؤدي تحلل العوالق المسببة للمد الأحمر بفسد المياه وتكاثر الجراثيم والأمراض للكائنات البحرية، ونتيجة لتكاثر بعض أنواع العوالق السامة والتي تتغذى عليها بعض المحاريات حيث أنها تقوم بتخزين السم في أنسجتها وتكون سامة للإنسان عند تناوله لتلك المحاريات.

وتؤثر هذه السموم على الجهاز العصبي للإنسان أو تتسبب في حدوث اضطرابات معوية ويعد سم المحاريات التي تتغذى على العوالق السامة من أقوى السموم التي عرفها بنو البشر، لكن في الدولة يتم إجراء الفحوص السمية بشكل أسبوعي للأسماك ولغاية الآن والحمد لله لم يتم تسجيل أي حالات للسموم الناتجة عن المد الأحمر للأسماك المحلية، وبصفة عامة لحوم الأسماك خالية من السموم، لأنها تتركز في الغالب في أحشاء الأسماك، ينصح في حالة تناول الأسماك أثناء وجود المد الأحمر إزالة رأس السمكة وأحشائها، وتنحصر مخاطر المد الأحمر في الدولة بنفوق الأسماك، وإغلاق محطات تحلية المياه.

ما هي علاقة إغلاق محطات تحلية المياه بظاهرة المد؟

ينتج عن ظاهرة المد الأحمر خيوط لزجة تتجمع على فلاتر مياه التحلية، مما يؤدي إلى إغلاقها ويمكن حل المشكلة بتغير الفلتر.

هل من نصائح وإرشادات عامة للمستهلكين؟

ينصح بعدم تناول المحاريات أثناء وبعد حالات ازدهار العوالق المسببة للمد الأحمر، مثل المحار، والبطليوس، والإسكالوب، وبلح البحر، لأن المحاريات تحتجز وتركز السموم في أجسامها حتى إذا كان مستوى وجود الأنواع السامة في البحر أقل من المستويات التي توجد في الازدهار عادة. عليه يجب الامتناع نهائيا عن تناول وجمع المحاريات من المناطق المتأثرة، وعادةً تكون لحوم الأسماك خالية من السموم وآمنة للاستهلاك الآدمي، وتتركز السموم عادة في أحشاء الأسماك ورؤوسها عليه فان تنظيف الأسماك وإزالة أحشائها ورأسها يجعلها آمنة جداً.

من المهم جداُ ادارك المستهلكين أن كل حالات الازدهار ليست هي بالضرورة مد أحمر، وكذلك عليهم معرفة أن كل ازدهار لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير لون المياه إلى الأحمر حيث كائنات أخرى أو كيمياويات قد تسبب في تغير لون المياه،كما أن التلوث الكيميائي أو العضوي يمكن أن يغير اللون أيضا.

في حالة تعرض الشخص للتسمم من جراء أكل كائنات بحرية مصابة يجب الإسراع به إلى المستشفى، يرجى من الناس الإسراع بتبليغ السلطات المختصة عند ملاحظة أي تغير غير طبيعي في لون ماء البحر.، وكذلك يجب توعية الصيادين ومرتادي السواحل بهذه الظاهرة حتى يتجنبوا التعرض لهذه المياه أو شربها.

سلبيات المد الأحمر

يعد الضرر الأساسي لظاهرة المد الأحمر هو تسببها بتسمم المياه تسمما شديدا، مما يؤدي أحياناً إلى تسمم مصادر مياه الشرب في كثير من المناطق، وبالتالي التسمم المباشر لمن يشرب من هذه المياه سواء كان إنسانا أم حيوانا، وموت أصناف من الكائنات البحرية بأعداد هائلة وقد يتسبب ذلك بانقراضها نتيجة تناقص كمية الأوكسجين في الماء، وفي حالة تسمم الأسماك والكائنات البحرية وخاصة المحار و الرخويات، مما يؤدي إلى وفاة من يتناولها، وكذلك الإصابة بحروق جلدية أو حساسية أثناء السباحة في مياه المد الأحمر . يمكن الحد من الظاهرة عن طريق معالجة مياه الصرف الصحي قبل إلقائها في المسطحات المائية، ودراسة البيئة عند القيام بإنشاء مزارع للأسماك وعند إقامة المنتجعات السياحية.

Email