د. عزيز علي: الغاز يتعامل مع خلايا الجسم الطبيعية وينشطها بزيادة الأوكسجين

العلاج بالأوزون دعامة أساسية في الطب التكميلي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور عزيز علي غالي أخصائي العلاج بالأوزون في مستشفى ومركز أبحاث كلية الخليج الطبية في عجمان إن العلاج بالأوزون احد الدعامات الأساسية في الطب التكميلي الذي يقوم على أساس الاستفادة من الطب التقليدي والطب البديل في الوصول إلى نتائج مرضية في علاج الأمراض المختلفة، مشيراً إلى أن الاتجاه العالمي حاليا نحو استخدام الطب التكميلي نظرا لندرة آثاره الجانبية.

وقال في حوار له مع «البيان» إن الأوزون ينزل إلى طبقات الجو السفلى خاصة في الفجر حيث يكون على بعد أمتار عن سطح الأرض ويتحد مع جزيئات المواد الكيماوية السامة الناتجة عن الغازات المنبعثة من وسائل النقل والمعامل حيث يتحد مع الهيدروكربونات ويؤكسدها ويحولها إلى مواد غير ضارة كثاني أكسيد الكربون والماء وينقي الهواء بإضافة الأوكسجين إليه ليصبح الهواء الذي نستنشقه نقيا. وأوضح انه تم الاعتراف بالأوزون وإقراره كوسيلة علاجية في أكثر من 25 دولة من دول العالم منها ألمانيا وايطاليا وانجلترا وفرنسا وروسيا ورومانيا وبولندا وجمهورية التشيك وبلغاريا وتركيا واليابان وكوبا وسنغافورة والمكسيك إضافة إلى خمس عشرة ولاية أميركية والهند ومصر والأردن والإمارات حيث تم اعتماد العلاج كجزء من الطب التكميلي في وزارة الصحة في عام 2003

وتم إنشاء مركز متخصص للعلاج بالأوزون في مستشفى راشد بدبي وفي مركز الطب التكاملي في شبكة جامعة عجمان سنة 2003 وقد تم منح تراخيص ممارسة العلاج بالأوزون في المستشفيات فقط حيث تم إنشاء وحدة العلاج بالأوزون في مستشفى وأبحاث كلية الخليج الطبية منذ عام 2005 حيث يقوم بعلاج ومتابعة الحالات فيه.

وفيما يلي نص الحوار:

ـ ما هو الأوزون ومتى تم استخدامه كعلاج طبي؟

ـ الأوزون كلمة إغريقية تعني عملية الشم وكان أول من اكتشف هذا الغاز العالم الألماني كريستيان فريديرك شونبان سنة 1840 وهو غاز ازرق اللون يذوب في الماء وله رائحة خاصة وكثيرا ما يطلق عليه كلمة الأوكسجين المنشط أي انه الأوكسجين النقي ولكن جزيئه يحتوي على ثلاث ذرات من الأوكسجين بدلا من ذرتين.

وغاز الأوزون يتولد في الطبيعة من تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية على الأوكسجين في طبقات الجو العليا وتأثير شحنات كهربائية عالية مثل البرق كما يتولد على مستوى البحر من تأثير أمواج البحر على الشاطئ.

والغاز مهم في حياة البشر حيث انه يكون طبقة في الأجواء العليا «الغلاف الجوي» تحمي من التركيز العالي لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ولان الأوزون أثقل من الأوكسجين فانه ينزل إلى طبقات الجو السفلى خاصة في الفجر

حيث يكون على بعد أمتار عن سطح الأرض، ويتحد مع جزيئات المواد الكيماوية السامة الناتجة عن الغازات المنبعثة من وسائل النقل والمعامل حيث يتحد مع الهيدروكربونات، ويؤكسدها ويحولها إلى مواد غير ضارة كثاني أكسيد الكربون والماء ويقوم بتنقية الهواء بإضافة الأوكسجين إليه ليصبح الهواء الذي نستنشقه نقيا.

وتم استعمال الأوزون نظرا لهذه الخواص في تنقية هواء المستشفيات والفنادق والمطاعم والمصانع والمياه وله فعالية في التخلص من ملوثات الهواء كدخان المصانع والأبخرة الكيماوية وكذلك في تطهير وتنقية الجو للتخلص من الروائح الكريهة والبكتيريا وغيرها من المواد الضارة المنتشرة في الجو والتي تتسبب بدورها في العديد من الأمراض كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي.

واستخدام الأوزون كعلاج طبي بدأ في العام 1870 في ألمانيا على يد العالم ليندر لتنقية الدم ومنذ ذلك التاريخ بدأت الدراسات والأبحاث العلمية تزداد في هذا المجال،وقد نال العالم الألماني اوتو خاربورج جائزة نوبل في الطب عام 1931

ثم مرة أخرى عام 1944 عن أبحاثه في مجال استخدام الأوزون في علاج الأورام الخبيثة وفي العام 1972 أنشأت الجمعية الألمانية للأوزون الطبي وفي العام 1974 انشأ الاتحاد الحالي للأوزون «ةدء»

واصدر العديد من الأبحاث العلمية في مجال استخدام الأوزون في الطب والصناعة وأقام العديد من المؤتمرات الدولية في هذا المجال وفي العام 1993 أنشئت الجمعية الأوروبية الطبية لاستخدامات الأوزون في الوقاية والعلاج.

خلايا الجسم الطبيعية

ـ ما هي التأثيرات التي تحدث في داخل الجسم نتيجة العلاج بالأوزون؟

ـ الأوزون يتعامل مع خلايا الجسم الطبيعية حيث ينشطها عبر زيادة نسبة الأوكسجين المتاحة لها إلى الوضع الأمثل وزيادة طاقتها عن طريق أكسدة المادة الغذائية وعلى الجانب الآخر فان غاز الأوزون يتعامل مع الخلايا الغير طبيعية الفيروسات والبكتيريا

والخلايا السرطانية بان يخترقها حيث لا يحتوي جدارها على أنزيمات خاصة موجودة في الخلايا الطبيعية ويؤكسدها ويشل فاعليتها فالأوزون مثبط للفيروسات وقاتل للبكتيريا والفطريات والطفيليات والخلايا السرطانية.

والأوزون كما هو معروف معقم قوي في تطهير الجروح الملوثة ومنشط للدورة الدموية والجهاز المناعي عن طريق تحفيز خلايا المناعة في الجسم في إنتاج الستوكين مثل الانترفيرون والانترليوكين ويزيد النشاط الذاتي للجسم من ناحية إنتاج الانتي اوكسيدانتس كما أن الأوزون يقلل من الآلام ويهدئ الأعصاب ويساعد على إفراز الكثير من الأنزيمات المهمة لعمل خلايا الجسم.

ـ ما هي أهم الحالات المرضية التي يعالجها الأوزون؟

ـ الأوزون يعمل على مستوى خلايا الجسم فان الحالات المرضية التي يعالجها كثيرة وفي تخصصات مختلفة، لافتا إلى انه من الممكن استعماله علاوة على طرق العلاج التقليدي كعامل إضافي فعال أو يستعمل وحده في الحالات التي لا يكون هناك جدوى من العلاج التقليدي أو ضرر آثاره الجانبية،

مشيرا إلى أن أهم الحالات المرضية التي يعالجها كعلاج تكميلي بعض أمراض القلب والشرايين مثل الذبحة الصدرية وقصور الدورة الدموية في الأطراف وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وبعض الأمراض الفيروسية مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي والأمراض الناشئة عن اضطراب المناعة في الجسم

مثل الأمراض الروماتزمية والروماتويد وعلاج الحالات المختلفة من التهاب المفاصل وتنشيط الدورة الدموية في المفاصل وتنشيط الدورة الدموية في المفاصل وبعض الأمراض البكتيرية مثل قروح والتهابات الجلد والقدم السكري وعلاج الحروق وكذلك في التهاب الأمعاء الغليظة وغشاء البراتوان.

ويستخدم كعلاج تكميلي لأنواع مختلفة من الأورام عن طريق تحفيز الجهاز المناعي وزيادة مناعة الجسم في معالجة الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي وبعض أمراض الحساسية مثل الربو الشعبي والاكزيما وعلاج السمنة والترهلات والتجاعيد

والتخلص من الدهون الزائدة بطريقة طبيعية ودون أي مجهود كما أن للأوزون دور فعال في معالجة حالات التوتر والإجهاد المصاحب للحياة العصرية عن طريق زيادة الحيوية والطاقة لجميع أجهزة الجسم وخلاياه وفي مجال طب الأسنان يستخدم الأوزون وماء الأوزون في علاج التهاب اللثة والفم وفي علاج تسوس الأسنان.

دم المريض

ـ كيف يتم العلاج بالأوزون وما المدة التي يخضع لها المريض لهذا النوع من العلاج؟

ـ الطرق السليمة في علاج الأوزون تتلخص بإعطاء الأوزون بالوريد بعد سحب كمية من دم المريض وإضافة الأوزون لها يتم إرجاعها إلى الجسم بطريقة دائرة مغلقة بحيث لا يتعرض الدم للمحيط الخارجي أو عن طريق العلاج الخارجي باستعمال الأوزون في محيط مغلق بواسطة أكياس خاصة تغلق فيها الأطراف العليا والسفلى واستعمال الغاز عن طريق الشرج

إضافة إلى استخدام مرهم الأوزون وجل الأوزون على أن يتم شرب الماء بعد تمرير غاز الأوزون فيه فمثلاً يعطى المريض المصاب بضيق شرايين القلب الأوزون الذي يعمل على تحفيز الشرايين التي توزع الدم إلى خلايا القلب وكون الأوزون يؤكسد الشحوم بالشرايين فان ذلك يساعد من لديهم تصلب بالشرايين

وفي حالة المصابين بضغط الدم نقوم بسحب كمية من دم المريض ونضيف إليها الأوزون وبعد إعادة الدم إلى جسم المريض تتأكسد الشحوم الموجودة على الشرايين عن طريق أكسدة الشحوم الموجودة على الشرايين مما يقلل نسبة الضغط.

والمريض يحتاج إلى جلسات يتراوح عددها من 8 إلى أربعة عشر قد تصل إلى ستة عشر بحسب حالة المريض ومدى استجابته وبعد الانتهاء من الجلسات يأخذ المريض جلسة أو جلستين في الأسبوع يحددها له الطبيب لان استمرار اخذ الأوزون وبتركيز لا ينتج عنه أي إضرار أو آثار جانبية حيث يشعر المريض بنتائج العلاج بعد الجرعة الرابعة أو الخامسة.

والعلاج بالأوزون ليس علاجا سحريا بل هو علاج تكميلي للعلاج التقليدي، داعيا الأطباء في مختلف التخصصات إلى التعاون مع اختصاصي الأوزون لان ما ينشده الطرفان هو الوصول بالمريض إلى حالة الشفاء التام ولا ضرر من استخدام علاج لا يحدث أي آثار جانبية

وما نراه اليوم من آثار جانبية تظهر لبعض الأدوية التي تستخدم في الأسواق منذ سنوات يدعونا للاتجاه نحو غاز الأوزون الذي يساعد في إكمال علاج المريض وصولا إلى نتائج جيدة إذ يساعد الأوزون مريض السكري في تخفيف استخدام حقن الأنسولين أو مرض ضغط الدم لتخفيف الأدوية التي يتناولها بعد أن يلمس الطبيب المعالج التحسن الذي طرأ عليه بعد استخدام الأوزون وبالتالي فان العلاج بالأوزون مساعد للعلاج التقليدي.

المرضى والمصابون

ـ ما هي الحالات التي لا يعطى بها العلاج بالأوزون، وهل له فوائد في مجالات أخرى؟

ـ المرضى المصابون بزيادة عمل الغدة الدرقية «مرضى الغدة الدرقية» السمية لا يستخدم لهم العلاج بالأوزون إضافة إلى بعض أمراض الدم مثل مرض أنيميا الفول واحتشاء عضلة القلب وحالات النزيف الحاد، أما بالنسبة لفوائد الأوزون الأخرى

فتتمثل في استخدامه في تعقيم مياه الشرب ومن المعروف أن الأوزون أسرع 3200 مرة من الكلور في قتل البكتيريا والفيروسات دون أي آثار جانبية وهناك الآلاف من مشاريع التقنية وتعقيم مياه الشرب في استعمال الأوزون كما يستعمل في تعقيم حمامات السباحة في العديد من الدول.

ـ ما هي أكثر الحالات التي تراجع قسم العلاج بالأوزون في مستشفى ومركز أبحاث كلية الخليج الطبية؟

ـ المرضى الذين يراجعون المستشفى من كافة الأعمار لان العلاج بالأوزون لا يستخدم لسن معينة والحالات كثيرة ومتنوعة إلا أن أكثرها لمرضى السكري بسبب ارتفاع نسبته في الدولة وهناك حالات فيها مضاعفات وبما أن الأوزون له فعالية في تنشيط الدورة الدموية فيساعد في إيصال الأوكسجين إلى الأنسجة الملتهبة

كما يستعمل كيس الأوزون لقتل البكتيريا في حالة المصابين بقدم السكري حيث أثبتت البحوث في هذا المجال نجاحات مضمونة. كما يراجع العديد من المصابين بقصور شرايين القلب وضغط الدم وأمراض التهاب الكبد لأن الأوزون يحفز جهاز المناعة ومن الحالات الأخرى التي أتابعها في القسم الربو القصبي والانزيما والصدفية

لان الأوزون يقوم بعملية تنظيم الجهاز المناعي وترطيب وتغذية الجلد كما نعالج بشكل كبير حالات التوتر والإجهاد وزيادة الطاقة لمن يشتكون من الخمول والكسل لأن الأوزون يزيل التوتر، فيما أكد الدكتور عزيز غالب أخصائي العلاج بالأوزون كثرة المترددين على المستشفى لعلاج السمنة المفرطة

وترهلات الجلد إذ يستخدم الأوزون في المناطق التي بها سمنة عالية حيث يعالج صاحبها أما بحقن الأوزون تحت الجلد في مكان الترهلات لإذابة الدهون أو عبر استخدام جهاز ساونا الأوزون الذي نحن بصدد جلبه ويشتمل على الأوكسجين والأوزون وبخار الماء ويعمل على ترطيب الجلد وإعادة النضارة إليه ومن الطرق العلاجية مرهم الأوزون.

والحالة هي التي تحدد عدد الجلسات حيث يبدأ بثلاث جرعات متتالية ومن ثم يوم بعد يوم ثم مرتان إلى ثلاث في الأسبوع؟

ـ إلى أين وصل تطور قسم علاج الأوزون في مستشفى ومركز أبحاث كلية الخليج؟

ـ هو قسم متكامل يقدم خدمات علاجية لمرضاه واشرف عليه وأتابع الحالات بنفسي فيه جهاز متنقل وآخر ثابت لإعطاء الأوزون وهذا الجهاز من أحدث الأجهزة المستخدمة عالمياً لأنه يقوم بتحديد كمية الجرعات

ونحن حاليا بصدد جلب جهاز آخر هو ساونا الأوزون وقد بدأ يتوافد إلى القسم مرضى من كافة أنحاء الدولة حيث أن الوعي بأهمية العلاج بالأوزون بدأت تزداد وأصبح هناك إقبال للعلاج كما أن بعض دول الخليج العربي تتواصل مع المركز من أجل فتح مراكز مماثلة في بلدانهم.

ـ هل العلاج بالأوزون مكلف ماديا؟

ـ تكلفة العلاج على المدى البعيد ليست مكلفة والجرعة تبدأ من 200-250 درهما للجلسة الواحدة وعند انتهاء الجرعات المطلوبة تقل التكلفة علما ان مستلزمات العلاج تستورد من الخارج.

زيادة قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين

يعمل الأوزون على زيادة نسبة الأوكسجين التي تصل إلى خلايا البنكرياس وبالتالي زيادة طاقة الخلية على العمل عن طريق زيادة إنتاج مادة ءشذ وهي المسؤولة عن طاقة الخلية وبالتالي زيادة قدرة البنكرياس وخلاياه على إفراز مادة الأنسولين.

ويؤدي هذا إلى تقليل حاجة الجسم من الأنسولين المعطى له من الخارج أي انه إذا كان مريض السكر يأخذ مادة الأنسولين للعلاج عن طريق الحقن فان احتياجه للجرعة من هذه المادة تقل أو إذا كان المريض يأخذ أساسا كمية قليلة من الأنسولين للعلاج فان العلاج بالأوزون يجعله يلجأ فقط إلى الأقراص للعلاج بدلا من حقن الأنسولين.

ومن هنا يتضح أن العلاج بالأوزون يعمل بصورة طبيعية لتنشيط الجسم على افراز الأنسولين الطبيعي الذي إذا قل أدى لمرض السكري. ومن ناحية أخرى فان الأوزون يعالج مضاعفات مرض السكري ومنع حدوثها منها تصلب الشرايين وضعف شبكية العين والتهاب الأعصاب الطرفية من الام في القدمين والكفين وقلة الإحساس فيهما والإجهاد والإنهاك العام وصعوبة التئام الجروح وقدم السكري

حوار ـ نورا الأمير

Email