في إحدى مراحل حياتي الوظيفية أصبتُ بالإحباط حيث كان مديري متخصصاً في سد كل أبواب الفرص والنمو في وجوه موظفيه. وجلستُ مرة أشكو لزميل يكبرني في السن وله تجربة طويلة في العمل، فسألني عن طقوس استيقاظي من النوم في الصباح! استغربتُ من سؤاله فقال
جلستُ أتحدث مع الطبيب، قبل بدء العلاج، عن زيارتي إلى مدينته لوس أنجلوس، إذ تركها قبل أكثر من خمسة عشر عاماً واستقر في دبي. قُلتُ له مازحاً إنني سأنتقل للعيش في كاليفورنيا عندما أتقاعد، فضحك وقال أما هو فسيتقاعد هنا. خرجتُ من عنده وأنا أفكر
في البداية أود أن أعتذر لفقهاء اللغة عن استخدامي كلمة "ممتع" في العنوان والأصوب "ماتع". لكن، درجت العادة اليوم على استخدامها، وصارت أكثر قبولاً لدى القارئ من ماتع، فاعذروني. شاهدتُ قبل أيام مقطع فيديو على يوتيوب يخاطب الأطفال عن معنى
دخلتُ خان الخليلي في القاهرة وكان الوقتُ متأخراً. مشيتُ في الأزقة الضيقة مكاناً، الواسعة شأناً وأحداثاً. جلستُ في قهوة الفيشاوي، حاولتُ أن أتخيل أين جلس نجيب محفوظ، ماذا رأى وسمع، ماذا شمّ، ماذا لمس، وكيف كانت الحياة عندما عاش هناك. حاولتُ
روى أحدهم قبل سنوات، وهو إنجليزي مقيم في الإمارات، أنه بعد رحلة طويلة بالطائرة، وصل إلى بيته في الثالثة فجراً، وبينما كان يضع المفتاح في قفل الباب سمع هَمْهَمات حصان واقف إلى جانبه. فزع من مكانه؛ فسمع ضحكة رجل يقول له بالإنجليزية: «لا تقلق
يروي التاريخ أن الحسن بن علي ــ رضي الله عنهما ــ عندما كان على وشك مواجهة معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنه ــ توقف بجيشه وخطب في الناس خطبة جاء فيها :«فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل بظُبي السيوف، وإن أردتم الحياة
جلستُ مع مجموعة من الأصدقاء نتحدث عن الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام. وبعد أن انتهينا من ذكر أسباب نشأته وتباحثنا حول قضاياه التي أثارت الخلاف بين المسلمين، وكانت أولها قضية حُكم مرتكب الكبيرة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري
كتبتُ في «تويتر» قبل مدة عن سعادتي باستخدام تقنية الكتاب الإلكتروني الذي ساعدني لقراءة عدد كبير من الكتب. فالكتاب الإلكتروني خفيف، لأنك تحفظه في جهاز (آي باد) أو أي هاتف محمول. ويمكنك قراءته في أي وقت، وتحت أي ظرف لأنك لا تحتاج إلى إضاءة،
منذ سنوات وأنا أحلم باليوم الذي أتفرغ فيه تماماً للقراءة والكتابة. أولاً، لأن القراءة تزيد في عمر الإنسان، فكتاب واحد قد يمد في عمرك مئة سنة، فتنكسر فيه وتفرح، تفشل وتنجح، تبكي وتمرح، مئة مرة أو ربما أكثر. ثانياً، عندما أكتب فقط أشعر
لو عشِتَ في قرية صغيرة طوال حياتك، وكان في القرية منجم للزمرّد، ولم ترَ في حياتك مجوهرات غير الزمرد. وفي يوم من الأيام جاء لقريتك رجل وأخبر الناس بأن هناك أنواعاً أخرى من المجوهرات أغلى ثمناً وأجمل صورة، فماذا ستكون ردة فعلهم؟ غالباً لن
لا أحب متابعة الأخبار لأنها في عُرف البشر اليوم كل ما تعلّق بالموت والتفجير والغرق والخسارة، وغيرها من مُثبطات العزائم، ومُبيدات الهِمَم. ولكن، لا يمكن لمن يعيش في الشرق الأوسط إلا أن يتابع بقلق وترقب ما يدور حوله. فما يحدث في مناطق
في العام 420هـ ظهر، باسم الخليفة العباسي «القادر بالله»، كتاب وُضِعَت فيه عقيدة (أهل السنة والجماعة) وسُمّي بـ"الاعتقاد القادري". إلا إن ابن تيمية يقول بأن الكتاب من جمع الشيخ أحمد الكرجي القصّاب.. وإنما نُسبت العقيدة إلى القادر لأنه من
يُحكى أن مدينة في وسط الصحراء، كان لها نظام غريب في المُلك، ففي كل خمسة أعوام يختار الناس ملكاً منهم، وكان مسموحاً لأي شخص بترشيح نفسه، وبعد انتهاء المدة المحددة، يُنفى الملك خارج أسوار المدينة من دون طعام أو ماء، ولأن أقرب واحة منها تبعد
في العام 2006 شنت مجموعة من المؤسسات الإعلامية الغربية هجوماً على القطاع الخاص بدبي متهمة إياه بانتهاك حقوق العمال، فسارعت الحكومة إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعالجة الأوضاع. كنتُ حينها موظفاً في المجلس التنفيذي في الإمارة، وتم انتدابي
عندما كنتُ صغيراً، كان أبي يحرص على اصطحابي وأخي بدر معه كلما سافر إلى مدينة عربية ليُشارك في مؤتمر ما. وأذكر أنني عندما زرتُ القاهرة لأول مرة مع العائلة في العام 1990 شعرتُ بأنني في عالم مختلف. كل شيء كان كبيراً، وكثيراً، ومتنوعاً. كان
وَرَدَ في صحيح البخاري أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فقال الأنصاري: يا للأنصار. وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ» فقالوا يا رسول الله كَسَعَ (أي ضَرَبَ بيده
عندما كُنت في السنة الأخير في الجامعة (عام 2001) درّسنا أستاذ من دولة عربية مادة "القانون التجاري"، وكلما ضرب لنا مثلاً على معاملات تجارية قال: "كيس من الشعير.. كيس من القمح.. صاعٌ مِن بُرّ.. إذا كان إنتاج الطاحونة كذا وكذا"، فكنت ألتفت
شاهدتُ مقطع فيديو قصيرا على يوتيوب لأحد النُّخب المثقفة في الخليج والذي لديه مئات الآلاف من المُتابعين على تويتر وفيسبوك وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. كان يتحدث بانكسار عن الماضي، ومحاولاً، بطريقة يائسة، أن يُقنع المُشاهد بأن ماضيه
الناظر في أحوال الدول العربية هذه الأيام لا يكاد يسمع إلا أصوات التشدد، وأخبار القتل والتكفير وتقسيم الناس بين الجنة والنار. وهذا حال طبيعي لكل أمة ترنو نحو الخروج من أنفاق التعصب الديني والجهل المعرفي. والقارئ للتاريخ لا يستغرب من هذه
فتاة صغيرة، تخطو خطواتها الأولى في مرحلة المراهقة، إلا أنها تحمل هم رجال ونساء بلغوا من الكِبر والعَمَلِ عِتيّا. ملالا الباكستانية، ذات الخمسة عشر عاماً، التي تعرضت السنة الماضية لمحاولة اغتيال من قبل عناصر طالبان في قريتها بوادي سوات، لا
تابعتُ برنامجاً وثائقياً شيّقاً في "قناة التاريخ" يستعرض تاريخ الإنسان والحضارات منذ بدء الخليقة وحتى وقت قريب. ولفتت انتباهي الحلقة التي تتحدث عن حياة القائد المنغولي "جنكيز خان" الذي على الرغم من أنه كان دموياً وقاسياً ومجرماً؛ أباد
يدخل مركزاً تجارياً مرتدياً ثوباً وحاسراً رأسه، أو يضع فوق رأسه قبّعة (كاب) فتتخاطفه نظرات بعض الناس مستنكرة تلك الصورة. ثم يدخل مرة أخرى ببنطال وقميص فلا يلاحظه أحد، إلا عندما يعرفون بأنه مواطن إماراتي، فإنهم حينها يزدرونه أكثر؛ لأنه غير
وُلِدَ عام 1935 حين كانت النازية الألمانية آخذة في الصعود، ثم أتت الحرب العالمية الثانية، تلتها الحرب الكورية، ثم حرب فيتنام. يقول بأنه كان شاهداً على كثير من العنف باسم الحرية، إلا أن أغلب تلك الحروب فشلت في إيجاد عالم سعيد وصحي. بل نتج
وافقت السلطات السويدية قبل أيام بالسماح لمسجد (فتيجا) الكائن في إحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم برفع الأذان لأول مرة في تاريخ السويد، لمدة خمس دقائق كحد أقصى وقت صلاة الجمعة. وعندما تقرأ التعليقات المكتوبة تحت الخبر، تجد أنها مليئة بالتكبير
لميخائيل نعيمـة رواية جميلة عنوانها "اليوم الأخير" تحكي قصة رجـل يسمع في منامه صوتاً يقول له "قم ودّع اليوم الأخير!" فيستفيق فزعاً متسائلا عن مصدر ذلك الصوت.
عندما سافرتُ للدراسة في أميركا قبل سبعة عشر عاماً، وكنتُ أول أصدقائي الذين اتخذوا قراراً بالدراسة في الخارج، تجمّع عدد كبير من الأصدقاء والأحباب لتوديعي في المطار. كان المشهد غريباً، فلم يكن أصدقائي هم الذين حضروا فقط.
سؤال فلسفيٌ مُلتهِبٌ في صدور البشر منذ ما قبل التاريخ. وإجابته السهلة والمباشرة التي يباغتك بها البعض هي الآية الكريمة "وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون" وجاء في تفسير القرطبي: " قيل: إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده، فجاء بلفظ
كان (غوردون) أحد رؤساء البنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة ورجل أعمال ناجح، يتحدث أربع لغات ويدير مؤسسة ذات ربحية عالية. وفي يوم من الأيام، وبعد أن أجرى له الطبيب بعض الفحوصات قال له: "أنت مصاب بالزهايمر" أي مرض فقدان الذاكرة؛ فبدأت
ساهَمَت تجارة الرقيق في تدمير المجتمعات الأفريقية، ودفعت بالأوروبيين إلى إنكار انسجامهم ثم فرض ثقافتهم عليهم، وبالتالي قاموا بالاعتداء على هوية الأفارقة، وفي بداية القرن السابع عشر بدأ التجار في لندن باستيراد الذهب والعاج من أفريقياً، إلا
كان يعمل طاهياً في أحد الفنادق الشهيرة في الهند، وفي يوم من الأيام مرّ في قريته فرأى أناساً يأكلون من فضلات الآخرين في القمامة، فقال في نفسه: "ما الغاية من حياتي؟ وكيف أُطعمَ الناس كل يوم ولا أستطيع إطعام أهل قريتي!"، فاستقال من عمله في
عندما كنتُ موظفاً حكومياً طُلِبَ مني مرة أن أقدم عرضاً لمجموعة من الزوار عن خدمات المؤسسة التي كنت أعمل بها، ولقد كنتُ حريصاً على أن يكون ذلك العرض مختلفاً وجميلاً. ولكنني كنتُ مرتبكاً وخائفاً ألا يكون كما أتمنى، وعندما أدرك مديري ما بي
في طريقنا من المدرسة إلى البيت فاجأني طفلي سعيد بهذا السؤال: "بابا هل سأدخل النار؟" صمتُ للحظات من هول الصدمة، ثم سألته عن سبب سؤاله فقال: "لأن أبا صديقي قال له بأن الاحتفال بالعيد الوطني حرام وسوف يعاقب الله كل من فعل ذلك" فسألته عمّن
حكى لي أحدهم أنه مَرّ في حياته الفكرية بمرحلة إلحادٍ استمرت لعدة سنوات، حيث عجز، في تلك الفترة، عن إيجاد إجابات شافية لكثير من التساؤلات التي كانت تقض مضجعه. فكلما سأل عن شيء في الوجود أو في الدين أتته نفس الإجابات الجاهزة من مصادر مختلفة.
كُنتُ أقود سيارتي بسرعة وأنزلق بين السيارات الأخرى حتى أصل إلى وجهتي، وفي ظل ذلك السباق اليومي كنتُ أتنقل بين الإذاعات دون هوادة، وأُقلّب المقاطع الموسيقية قبل انتهائها. وعندما أجلسُ لقراءة صحيفة ما فإنني أرميها بعد قراءة العناوين، أما
كتبتُ على الغلاف الخلفي لكتابي بياكسو وستاربكس: «لا أؤمن بالأمثال كثيراً، وقلّما أستخدمها في حياتي؛ فالأمثال تجارب إنسانية لبشر مروا قبلنا، قد يخطئون وقد يصيبون، وكلامهم ليس من التنزيل حتى يُنزَّه عن الخطأ». ولا أؤمن أيضاً بالكليشيهات (أي
نعم أكره شِكسبير ليس فقط لأنه كان سببا في يوم من الأيام لحصولي على علامة متدنية في امتحان الـ (توفل) حيث طُلِب منا، وقد تخرجنا للتو من الثانوية العامة، أن نكتب نقداً لقطعة أدبية كتبها شكسبير، وانتهى وقتُ الامتحان ولم أستطع أن أفك رموز ذلك
كنا جالسين في المطعم عندما أتى النادل بالطعام فشكرهُ أحدنا وظل الباقون صامتون. وكلما أتى لنا بشيء، شَكَرَه مرة أخرى، حتى قال له أحد الحضور: «يكفي أن تشكره مرة واحدة» فرد عليه: «أنا أشكره لكي أشعر بالسعادة». صديقي هذا تنطبق عليه نتائج
في عام 1997 أخذني أحد أصدقائي إلى مقهى للإنترنت وقال: «سأفتحُ لك صندوقاً بريدياً يُدعى هوتميل» فقلتُ له إن والدي لديه صندوق بريدي وأستقبل كل المراسلات البريدية من خلاله، فضحك وقال لي بأن البريد الإلكتروني هو «العالم الجديد».
إذا أردتَ اليوم أن تفهم مجتمعا ما فكل ما عليك فعله هو أن تقرأ ما يكتبه أفراده على تويتر وفيسبوك، وتشاهد ما يشاهدونه على يوتيوب. فمن خلال الإعلام الاجتماعي صار يمكننا - إلى حد بعيد - أن نفهم (العقل الجمْعي) لمجتمع أو أمة ما، والنفسية الجمْعية أيضاً لتلك الأمة. لقد أبرَزَت هذه الوسائل أفضل ما فينا وأسوأه، فَعَرّت أفكارنا، وجرّدت شخصياتنا من كل الأقنعة التي تشبثنا بها لعقود طويلة.
«مجنون آخر يبحث عمّن يراسله على صندوق بريده..» كتبتها إحداهن في رسالتها التي وصلتني بعد أن أرسلتُ تغريدة على تويتر قلتُ فيها إنني أشتاق إلى رسالة مكتوبة بخط اليد
"عزيزي الذي لم أُحبه يوماً.. هل ما زلتَ تذكرني؟ لا أدري إن كان هناك من يذكرني حقاً! لقد كنتُ أكرهك جداً، وطوال سنين قضيتها متتبعاً لأخطائك، مقتفياً لزلاّتك، كان كرهي لك يزداد يوماً بعد يوم. كنتُ أغضب كلما سمعتُ أحداً يُثني عليك، وكنتُ
يقول فريد زكريا «إن أحد أسباب تفوق الولايات المتحدة هو استثمارها في التكنولوجيا وفي الأبحاث العلمية في مرحلة الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، من خلال دعم الجامعات والاستثمار في المشاريع الصغيرة التي تصب في هذه التخصصات، مما
كانت ليلة عظيمة تلك التي قضاها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام متسائلاً وباحثاً عن الحقيقة، فبعد أن تنقل إيمانه من الكوكب ثم القمر فالشمس، وصل في نهاية المطاف إلى معرفة ربه. ولكن الأهم من ذلك كله هو أن تساؤلات إبراهيم لم تتوقف عند إيمانه
عندما كنت صغيراً كان أبي يحرص على اصطحابي مع إخوتي إلى المناسبات العامة لحضور مجالس الرجال والتعلم منها، وكان شديد الحرص على تعليمنا عادات المجالس والطرق الصحيحة للتصرف فيها. وفي كل عيد، كان ولا زال، يصطحبنا معه إلى مجالس الأهل والمعارف